03-سبتمبر-2021

ألتراصوت- فريق الترجمة 

أبدت الإدارة الأمريكية مؤخرًا تجاوبًا مع الضغوط المتزايدة عليها من أجل المساهمة بشكل أكبر في التصدي لجائحة كورونا عالميًا، حيث تعهد البيت الأبيض بتخصيص 2.7 مليار دولار أمريكي لتعزيز الجهود المتعلقة بإنتاج اللقاحات محليًا والمكونات الدقيقة الخاصة لها، وذلك ضمن خطة الرئيس جو بايدن لجعل الولايات المتحدة "ترسانة للقاحات من أجل العالم".

يشكك ناشكون وخبراء في مجال الصحة العامّة بجدّية الولايات المتحدة في تحقيق هذه الوعود 

وسيتم توزيع هذه المخصصات الضخمة لصالح الشركات داخل الولايات المتحدة، والتي تدخل ضمن سلسلة التوريد، والتي تصنّع الأجزاء المهمة الداخلة في عمليات إنتاج لقاحات كورونا، كبعض أنواع الدهون، والمفاعلات الحيوية، والحقن، والإبر وغيرها. أما المبلغ فسيتم تأمينه من خطة الإنقاذ الأمريكية والتي أقرها الكونغرس، والتي يبلغ حجمها 1.9 تريليون دولار أمريكي، وهي الحزمة التي وقع عليها بايدن في آذار/مارس الماضي.

تهدد المتحورات الجديدة من فيروس كورونا باستمرار الأزمة الصحية العالمية (Getty)

ومن شأن هذه الاستثمارات الجديدة، بحسب نيويورك تايمز، أن تصب في صالح عمليات إنتاج اللقاحات في الولايات المتحدة، والتي تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للقاحات كورونا في العالم حاليًا، عبر لقاحي فايزر-بيونتيك، ولقاح أسترازينيكا، وبما يلبي رؤية الرئيس الأمريكي بأن تصبح الولايات المتحدة "ترسانة" للقاحات على حدّ تعبيره، إضافة إلى تحسين قدرة الشركات على التعامل مع أي زيادة في الطلب العالمي على اللقاحات في المستقبل.

وقد تبرعت الولايات المتحدة مؤخرًا وتعهدت بالتبرع، بما يقارب 600 مليون جرعة من لقاحات كورونا لدول أخرى، وهو عدد متواضع بالنسبة إلى المطلوب عالميًا لوقف التفشي السريع للجائحة، والبالغ 11 مليار جرعة. كما أعلنت الإدارة الأمريكية عن حرصها على اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل رفع وتيرة إنتاج اللقاحات في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى، مثل الهند، إضافة إلى دعم جهود إنتاج اللقاحات في جنوب أفريقيا، والسنغال، من أجل تسهيل القدرة على الوصول إلى اللقاحات في أماكن مختلفة حول العالم، وتوفيرها بنحو أكثر سرعة وكفاءة.

إلا أن العديد من الخبراء حول العالم يشككون بقدرة الإدارة الأمريكية على الوفاء بتعهداتها فيما يتعلق بتوفير كميات ضخمة من اللقاحات الضرورية لمكافحة جائحة كورونا عالميًا، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة بعيدة جدًا عن أن تكون "ترسانة" حقيقية للقاحات للعالم. وقد تعاظمت الانتقادات الموجهة من قبل خبراء الصحة العالميين للولايات المتحدة بعد أن أعلنت الأخيرة أنها بصدد اعتماد جرعة معزّزة ثالثة من لقاحات كورونا للاستخدام محليًا لصالح الأمريكيين، وهو ما يعني تأخير وصول مئات ملايين الجرعات الأولى للعديد من دول العالم التي ترزح تحت ضغوط هائلة صحية واقتصادية واجتماعية، بسبب عدم القدرة على التعامل مع الجائحة في ظل غياب اللقاحات.

لا تتجاوز الجرعات التي تم تقديمها للمواطنين في الدول الأفقر سوى 0.4 بالمئة

ووفق الإحصاءات المتوفرة لدى جامعة أكسفورد، عبر مشروع "عالمنا بالبيانات" (Our World In Data)، فإن 81 بالمئة من الجرعات عالميًا تلقاها مواطنون يعيشون في دول متقدمة ذات دخل عال أو أعلى من المتوسط، ولا تتجاوز الجرعات التي تم تقديمها للمواطنين في الدول الأفقر سوى 0.4 بالمئة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لهذا السبب رفضت كوريا الشمالية استقبال 3 ملايين جرعة من لقاحات كورونا

علماء يكشفون عن خطر خفيّ وفتّاك لكوفيد-19: مشاكل مزمنة في الكلى