لماذا يخشى إيلون ماسك من الصين في سباق الروبوتات؟

يبدي إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي ومؤسس شركتي تسلا وسبيس إكس، تخوفه على مستقبل الريادة التكنولوجية في العالم، بسبب التقدم السريع التي تحرزه الصين في صناعة الروبوتات الشبيهَة بالبشر. 

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ"، ماسك لم يخفِ في أكثر من مناسبة انزعاجه من قدرة الشركات الصينية على منافسة نظيراتها في الغرب ضمن هذا القطاع الاستراتيجي. ويعتبر أن المنافسين في الصين يتمتّعون بدعمٍ حكوميٍّ غير محدود بالإضافة إلى قدراتٍ تصنيعيةٍ هائلةٍ تساعد على تسريع الأبحاث والنطاق التجاري للتقنيات الحديثة.

 يبدي إيلون ماسك تخوفه على مستقبل الريادة التكنولوجية في العالم، بسبب التقدم السريع التي تحرزه الصين في صناعة الروبوتات الشبيهَة بالبشر

تسابق الشركات الصينية على مدار السنوات القليلة الماضية على الاقتداء بأسماء عملاقة مثل تسلا، ضمن سباقٍ للتفوق في الذكاء الاصطناعي والروبوتات شبيهَة البشر. ومع استخدام الذكاء الاصطناعي والنطاق الواسع للتصنيع في الصين، أصبح بإمكان هذه الشركات أن تدرب آليين على الرقص والنظافة والنقل وتوفير الرعاية في دور المسنين، ضمن تطبيقات مختلفة تتضمن الخدمات اللوجستية والضيافة والأمن.

وأطلقت بكين سلسلة من السياسات الداعمة للتنمية التكنولوجية ضمن خطّتها الاستراتيجية "صُنِع في الصين 2025". ويعتبر تطبيق الذكاء الاصطناعي على الروبوتات محور التغيير في قدراتها على التعلّم الذاتي دون برمجة تفصيلية. حيث أصبح بإمكان الشركات الصينية أن تدرب الروبوت على رؤية العالم حوله، التفاعل ضمن سياقٍ واقعي، واتّخاذ القرارات دون تدخلٍ بشري مباشر.

وتسهم هذه التوجهات في خلق قدرات هائلة للتنمية الصناعية والاقتصادية في الصين التي تتوقع أن يصل إنتاجها من هذه الروبوتات إلى أكثر من 10,000 وحدة هذا العام، وهو أكثر من نصف إنتاج العالم في هذا القطاع.

كما تنبع القوة التنافسية للشركات الصينية مثل EngineAI وUnitree وغيرهما، من قدراتها على خفض التكاليف، وتوفير المنتجات بأسعار مناسبة للتسويق على نطاقٍ واسع دون التضحية بالجودة والنوعية.

استجابة الأسواق والنطاق التنافسي

حتى إيلون ماسك لم يستطع أن يخفي انزعاجه وتخوفه من التنافسية التي تشكّلها الشركات الصينية على تسلا في هذا القطاع. فهو يخشى أن يصل التقدم التكنولوجي في الصين إلى درجةٍ تتفوق على قدرات شركتَه التي تستثمر مليارات الدولارات لتوفير الروبوتات الذكية في السوق.

وتتوقع تقارير مثل تلك التي نشرتها "سيتي جروب" أن يصل قيمة هذا القطاع إلى 7 تريليون دولار بحلول عام 2050، في وقتٍ يصل فيه عدد الروبوتات حول العالم إلى أكثر من 648 مليون روبوت شبيه بالإنسان.

كما تستثمر الصين بكثافة في الذكاء الاصطناعي ضمن خطّتها الاستراتيجية بعيدة الأمد للتنمية التكنولوجية والنمو الاقتصادي.

القوة الداعمة للتطور في الصين

تسهم سياسات الدعم التي تتبعها الحكومة الصينية في خلق ظروفٍ مناسبة للتطور والنمو في هذا القطاع. حيث يتم توفير تمويل مباشر، بالإضافة إلى خلق حاضنات للتكنولوجيا ضمن المدن الذكية مثل "شينتشن" التي تساعد على التقاء الشركات الناشئة مع المستثمرين والمهندسين ضمن منظومات صغيرة للتصنيع والبحث والتطوير.

كما تساعد القوة الصناعية التي تمتّع بها الصين على خفض التكاليف والنطاق الواسع للتصنيع والنفاذ إلى الأسواق بسرعة أكبر مقارنة بالدول المنافسة مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

نظرة مستقبلية

ينبع التنافس على الريادة في صناعة الروبوتات شبيهَة البشر ضمن سياقٍ يتضمن التحولات التكنولوجية التي تشهدها الصناعات المختلفة والنطاقات الخدمية حول العالم. ومع استخدام الذكاء الاصطناعي والنطاقات الواسعة للتصنيع في الصين، أصبح التوجه إلى تطبيقات واقعية ضمن الخدمات اللوجستية والنطاقات الطبية والنطاقات الصناعية أمرًا في متناول الأيدي.

كما يتم التركيز على قدرات هذه الروبوتات على التعلّم الذاتي وتوفير حلول للتحديات التي يواجهها المجتمع، مثل نقص الأيدي العاملة في الخدمات الثقيلة والنطاقات الحسّاسة التي تتضمن الرعاية والنقل والنظافة.