20-نوفمبر-2018

بالنسبة للكثيرين فإن المصارعة الحرة مبنية على الخداع والتزييف (Getty)

زاكو، أبو عبد البيروتي، المقنع، سنتانا العرب، تيدي بوي، جان سعادة، وغيرهم من الأسماء التي كان لها صدى في الذاكرة في لعبة المصارعة الحرة بلبنان، وكذلك أسماء مثل جون سينا وتريبل إتش وكيرت أنغل وغولدبيرغ وهيوج، والروك وهالك هوغان والأنديرتايكر، وكلها أسماء طبعت في ذاكرة المهتمين بمتابعة مباريات المصارعة الحرة عالميًا.

يميل الكثيرون إلى اعتبار أن مواجهات المصارعة الحرة ترفيهية قائمة على التمثيل، أكثر من كونها تشتمل على مصارعة حقيقية

وتعتبر مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية المعروفة اختصارًا بـ"WWE"، مؤسسة تساوي قيمتها السوقية حوالي مليار دولار، ويقدر عدد متابعيها بمليون شخص. ومن خلال اسمها، يمكن الاستدلال على أنها لعبة تسلية.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز 5 لحظات لدونالد ترامب في عالم المصارعة الحرة

وهناك فئات من المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أن هذه المؤسسة مبنية على الخدع والتزييف، بحيث أنها تعتقد في أن نتائج المباريات وسيناريوهاتها محددة سلفًا. غير أن هناك فئات تستمتع بهذه اللعبة، وهم ما بين الأطفال الذي لا يعبأون كثيرًا بالنقاش حول زيفها، ويتقلدون أبطالها، أو الكبار الذين يعتمر في نفسوهم أنها مزيفة، لكنها ممتعة.

وبالنسبة لهذه الفئة من الناس، فالمصارعة عبارة عن منتج أو عرض مسرحي مدهش مليء بالإثارة والقوة، وبعناصر القصة الدرامية والصراعات بين المتصارعين. إنها إذًا بالنسبة إليهم أشبه بسيرك مليء بالحركات الأكروباتية الرشيقة، والأزياء الملونة الغريبة، والمواقف التمثيلية المثيرة، حيث تعتمد اللعبة بشكل كبير على التفاعل بين المؤدين والجمهور من حيث التعاطف مع شخصية وكره شخصية أخرى، والتمثل بشخصية ثالثة، وكلها خطط تستخدمها الجهات المنظمة، ويتم التدرب عليها من أجل تحقيق أعلى مستويات التفاعل والإثارة وتحفيز الانفعالات لدى الجمهور.

المصارعة عبارة عن منتج أو عرض مسرحي مدهش مليء بالإثارة والقوة
المصارعة عبارة عن منتج أو عرض مسرحي مدهش مليء بالإثارة والقوة (Getty)

وفي سياق الجدل والنقاش حول كونها حقيقية أم مجرد سلسلة من التمثيليات، تُعقد المقارنات بينها وبين مباريات الرياضات القتالية الأصيلة، التي عندما يتلقى فيها اللاعب ضربة قوية، قد يُصاب ويظهر أثر إصابته، وربما قد يغمى عليه، وذلك على العكس مما يحدث في المصارعة الحرة، على الرغم من استخدام أدوات حادة، وتلقي المصارعين ضربات تبدو مميتة، لكن بلا أثر!

ويستمر الجدل كذلك حول تعاطي المصارعين للمنشطات والإبر المخدرة والمهدئة، التي ربما تساعد في تحملهم أو عدم ظهور التأثر الواقعي لما يتلقونه من ضربات في العادة قد تؤدي إلى السقوط على الأرض والإغماء.

ويدخل في إطار هذا النقاش كذلك انعدام شروط الوزن والحجم في تصنيفاتها، لتتكرر حوادث لافتة بفوز مصارع ضئيل الحجم على آخر ضخم البنية، في مشهد يصفه البعض بالدرامية.

المصارعة الحرة في لبنان

تواجه لعبة المصارعة الحرة في لبنان عدة مشاكل، مثل الشجارات بين اللاعبين أنفسهم بعد انتهاء المباريات، أو بين الجماهير المنقسمة. وثمة بعدٌ اجتماعي كذلك يتعلق بالنظرة السلبية لمن يمارس هذه اللعبة، باعتبارها هدرًا للصحة والمال، خاصة أن تكاليف العلاج الطبية يتحملها المصارعون أنفسهم دون وجود جهات داعمة بشكل جاد ومؤسسي.

من جهة أخرى، فإن الترويج لهذه اللعبة، واستقطاب عدد أكبر من الجماهير لها، ضعيف جدًا في لبنان، إذا ما قورن، مع الفوارق، بالولايات المتحدة الأمريكية. ولم تستطع الجهات المعنية في لبنان، رغم أنها أكثر الدول العربية التي تنتشر فيها هذه اللعبة، الاستفادة منها بالمأسسة.

تواجه المصارعة الحرة في لبنان عدة مشاكل، خاصة في مأسستها والترويج لها واستقطاب مزيد من الجماهير 

وتقتصر لعبة المصارعة الحرة في لبنان بالدرجة الأكبر على الرجال، لطبيعة المجتمع الذي يعيق ممارسة المرأة لهذه اللعبة على المستوى العربي وفي لبنان، وإن كانت الأردنية شادية بسيسو استثناءً في ذلك بعد أن أصبحت أول امرأة عربية تشارك في مباريات WWE.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ليزلي سميث: قيمتي تكمن في قيمة معركتي الأخيرة!

أفضل 10 عروض في تاريخ الريسلمانيا