16-مايو-2019

200 شركة توصيل ناشئة بدأت العمل مع أمازون خلال العام الماضي (أ.ف.ب)

لطالما كانت مسألة التوصيل والتسليم للعميل إلى باب بيته، هاجسًا لشركات التجارة الإلكترونية. ولجعل العملية فعالة قدر الإمكان، اختبرت بعض الشركات العديد من الأمور والحيل.

تعرض أمازون دفع مبالغ كبيرة بمئات آلاف الدولارات لموظفيها ليعملوا في مجال خدمات توصيل الطلبيات والطرود

على سبيل المثل، حاولت شركة "وولمارت" قبل عامين أن تطلب من موظفيها تسليم الطلبات عبر الإنترنت قبل العمل وبعده في سياراتهم الخاصة. ثم تم التخلي عن هذه الفكرة في وقت لاحق، وبقيت مشكلة التوصيل والتسليم لا تزال قائمة، حتى بالنسبة لأكبر المتاجر والمتاجر الإلكترونية. لكن لدى شركة أمازون ما تعتقد أنه الحل. ما هو؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية المترجمة بتصرف عن موقع "Wired".


تعرض أمازون دفع مبالغ كبيرة بمئات آلاف الدولارات لموظفيها ليعملوا في مجال خدمات توصيل الطلبيات والطرود، وما عليهم للحصول على هذه المبالغ سوى ترك وظائفهم الحالية أولًا، وإنشاء مشاريعهم الخاصة.

اقرأ/ي أيضًا: أمازون تطلق خطّة لافتتاح 3000 متجر بدون "كاشير"!

وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، أنشأت أمازون برنامج "شركاء تقديم الخدمات" للسماح لأصحاب المشاريع، بإنشاء شركاتهم الخاصة التي تقدم حزمًا لخدمات التواصيل الخاصة بأمازون. تمثلت الفكرة لدى أمازون في تحريك الطلبات بسرعة دون الحاجة إلى الاعتماد على شركات الشحن المعروفة.

أمازون
توصيل الطلبيات للعميل يمثل الهاجس الأكبر للمتاجر الإلكترونية

وقالت أمازون إنها ستبدأ في تقديم ما يصل إلى 10 آلاف دولار أمريكي لكل موظف راغب في الانضمام للبرنامج، وبدء مشروعه الخاص في مجال التوصيل، لتغطية تكاليف بدء التشغيل ولترك وظايفته الحالية مع الشركة، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر من إجمالي الرواتب.

وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تسعى فيه شركة أمازون بكل جهدها من أجل تقليص مدة تسليم الطلبات إلى يوم واحد بدلًا من يومين، ما يجعلها الأكثر منافسة على كافة المستويات، بما في ذلك التوصيل والتسليم.

ولا يمكن لأي شخص التسجيل ليكون شريكًا لخدمات التوصيل؛ فالشخص المؤهل للاستفادة من هذا البرنامج في حاجة إلى استثمار ما لا يقل عن 10 آلاف دولار من ماله الخاص، وأن تكون لديه أصول سائلة بقيمة لا تقل عن 30 ألف دولار، ويخفض هذا الشرط للموظفين.

وقد تكون هذه القواعد الصارمة أحد الأسباب التي جعلت أمازون تلجأ الآن إلى موظفيها للحصول على المساعدة. تقول أمازون إن أكثر من 200 شركة ناشئة للتوصيل، بدأت العمل في السنة الماضية، لكن سوق العمل في الولايات المتحدة ما زال في وضع حرج، وليس من الواضح كم عدد الأشخاص الذين سيكونون قادرين على الانضمام إلى البرنامج.

وعلاوة على ذلك، يبدو أن أمازون تفضل التعاقد مع شركات تسليم أصغر، إذ تقول عبر موقعها على الإنترنت، إن شركاءها الجدد في خدمات التوصيل، عادة ما تكون شركات يقل عدد موظفيها عن الـ100 ولديها أقل من 40 شاحنة توصيل، وهو ما يعني أن فرصة تحقيق النمو ومواصلة العمل والتنافس الحقيقي قائمة بين شركاء أمازون. 

يأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن الطلب على التسليم ليس له حدود في الأفق المنظور، ولاسيما أن الشركات الكبرى الأخرى، مثل وولمارت، قد أعلنت مؤخرًا أيضًا، أنها ستعمل على توفير خدمات التوصيل الفوري في يوم واحد فقط.

أمازون
تطمح أمازون للمنافسة على توصيل الطلبيات للعملاء خلال يوم واحد فقط

هذا ويُعتبر شركاء التسليم متعاقدين من الخارج، أي أن السائقين الذين يعملون لصالحهم ليسوا من موظفي أمازون. ومع أن هذه الشركات الصغيرة المتعاونة مع أمازون تستطيع العمل لصالح شركات أخرى أيضًا، إلا أن أمازون تعمل على تقييدهم باستخدام شاحنات خاصة لا يمكن استخدامها إلا لتوصيل طرود أمازون، ما يساعدها على التنافس مع شركات مثل "FedEx"، والتي لديها أيضًا سائقون بعقود خارجية يعملون على شاحناتها. وهذه الحيلة توفر على أمازون أيضًا مسؤولية تزويد السائقين بمزايا ومنافع إضافية مثل التأمين الصحي.

لكن في حال انتقال أمازون بشكل أكبر للتعامل مع شركات توصيل صغيرة خاصة، فإن هذا يعني أنها ستتخلص من عبء إدارة السائقين، وتعهد به إلى هذه الشركات المختصة لترتيب التعاقد مع السائقين بالطريقة التي يرغبون بها، وفق ما يتيحه القانون بطبيعة الحال.

فرصة شركات التوصيل الصغيرة، في تحقيق النمو ومواصلة العمل والتنافس الحقيقي، قائمة بين شركاء أمازون

وقد يكون خيار ترك العمل مع أمازون مخاطرة حقيقية، إلا أن تأسيس شركة توصيل خاصة للتعاون مع أمازون، التي لا يتوقف نموها ولا تتراجع شهرتها، يعتبر فرصة كبيرة لتطوير العمل وتحقيق النجاح، ولاسيما أن الاعتماد على خيارات التسليم الآلية، مثل الروبوتات والطائرة المسيرة والسيارات ذاتية القيادة، ما يزال أمرًا بعيد المنال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسباب أساسية قد تدفعك للتفكير في مقاطعة أمازون

كيف تدخّلت أمازون لتلميع مذكرات هيلاري كلينتون؟