17-نوفمبر-2018

سعى نتنياهو إلى تخفيف الضغوط عن ابن سلمان (Getty)

كشف جاكسون ديل في مقال على واشنطن بوست عن الدور الذي تلعبه إسرائيل في محاباة السعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. حيث إن إسرائيل صاحبة السمعة المعروفة في محاباة الديكتاتوريين العرب، لم تخفِ دعمها لابن سلمان في هذه القضية، مصدرة أكثر من تصريح عن أهمية بقاء السعودية ونظامها مستقرين من أجل مصلحتها.

بعد شهر من اختفاء خاشقجي صمتت الحكومة الإسرائيلية قبل أن يتبين أن نتنياهو قد اتصل بالبيت الأبيض من أجل الضغط لصالح ابن سلمان

إسرائيل تقذف طوق النجاة لابن سلمان

في الوقت الذي يحاول فيه محمد بن سلمان الهروب من عواقب مقتل خاشقجي، بات واضحًا للجميع من تقدم لمساعدته في هذا الشأن، حيث كان هناك دكتاتوريون عرب آخرون مثل عبد الفتاح السيسي. وانتهازيون ساخرون، مثل فلاديمير بوتين في روسيا. وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أوائل من انضموا بطبيعة الحال إلى هذه القائمة.

اقرأ/ي أيضًا: "صدمة" خاشقجي.. العالم ساخط على السعودية باستثناء إسرائيل!

ذهب كاتب المقال ليس بعيدًا عما يتداوله كثيرون في أوساط الحقوقيين والصحافيين في العالم، حيث وصف نتنياهو بأنه يدعم النسخة الحديثة من صدام حسين، معتبرًا ابن سلمان بأنه رجل شديد "السُمية" حتى أن جماعات الضغط في شارع  "K " في العاصمة واشنطن ترفض أمواله. ومع ذلك، يظهر نتنياهو كصديق محمد بن سلمان وقت الضيق.

بعد شهر من اختفاء خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، صمتت الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح، ثم وبعد يوم أو يومين تبين أن نتنياهو قد اتصل بالبيت الأبيض من أجل الضغط لصالح ابن سلمان، معلقًا بقوله إن ما حدث في قنصلية إسطنبول كان مروعًا، مع ذلك، فأن تبقى السعودية مستقرة مهم لاستقرار العالم وفق وصفه. وأكد نتنياهو وفق تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، على أنه على الرغم من خنق وتقطيع صحفي في قنصلية بلده بهذه الطريقة، على يد خمسة عشر شخصًا، فإنه لا يجب التخلص من محمد بن سلمان.

ويتسائل مقال واشنطن بوست عن معنى رمي طوق نجاة لابن سلمان الذي وصفته بالقاتل. وفي سياق تحليله لهذا الموقف، يرى الكاتب أن أزمة خاشقجي تهدد استراتيجية إقليمية مبنية بعناية حول ولي العهد السعودي البالغ من العمر 33 عامًا، والرئيس ترامب. وتتمثل الفكرة في إقامة تحالف فعلي بين إسرائيل والجيل الجديد من الديكتاتوريين السُنة في الشرق الأوسط ، المتحدين ضد إيران، وكمنفعة جانبية، سيدعم بن سلمان خطة ترامب للشرق الأوسط التي يبدو أنها لم تكشف بعد، وأنها باتت  تشمل إجبار الفلسطينيين على قبول شروط إسرائيل.

نتنياهو: مايك بنس الشرق الأوسط!

قبل اختفاء خاشقجي كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة للعبة السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث انسحب ترامب من الصفقة النووية مع إيران وأعاد العقوبات الاقتصاديةعليها؛ وقطع المساعدات الأمريكية عن اللاجئين الفلسطينيين في غزة أثناء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واستأنف دعم الولايات المتحدة لحملة سعودية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا أثار "ملف خاشقجي" قلق إسرائيل على السعودية؟

قدم نتنياهو نفسه على أنه مايك بنس الشرق الأوسط إلى جوار ترامب، وقد صدر أحد أعضاء حكومته وهو نفتالي بينيت، الذي يطمح أن يخلف نتنياهو، خطابًا على تويتر يدافع فيه بشدة عن ترامب بصفته "سيجعل آية الله خائفًا مرة أخرى".

بات من الواضح أن حادثة مقتل خاشقجي قد غيرت في خريطة التوازنات في المنطقة

بالطبع فإن إسرائيل لديها تاريخ طويل من زراعة الدكتاتوريين السيئين، وكذلك شاغلي المكتب البيضاوي. مشكلة نتنياهو هي أنه أثناء المراهنة بشدة على ابن سلمان وترامب، راهن على لاعبين يفتقران بشدة إلى الاستقرار. على سبيل المثال فإن ابن سلمان إذا نجا وهو أمر يبدو الآن أكثر احتمالًا من عدمه، بالنظر إلى أن إدارة ترامب تظل ملتزمة به، سوف يضعف ويصبح أكثر حذرًا، ولن يتمكن من تسليم الفلسطينيين خطة سلام ترامب المزعومة، وبعد انتخابات التجديد النصفية فإن هناك فرصة جيدة للكونغرس لقطع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للحرب في اليمن. وسياسيًا وعلى أرض الواقع، وبعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، على الرغم من وجود نانسي بيلوسي ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية إليوت إل إنجل على رأسه، وهم مؤيدون لإسرائيل بشدة، إلا أن الكثيرين ممن يعملون معهم لن يكونوا كذلك. بينما ليس نتنياهو أفضل حالًا، خاصة بعد استقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، وتهديد الائتلاف الحكومي.

بات من الواضح أن حادثة مقتل خاشقجي قد غيرت في خريطة التوازنات في المنطقة، على المدى المتوسط، وبقي على الأيام القادمة أن تجيب على أسئلة كثيرة، يرتبط جلها بما سيحدث من تطورات في المنطقة على خلفية هذه الحادثة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اختطاف جمال خاشقجي في إسطنبول.. وقائع محتملة ببصمة ابن سلمان!

"أمراء مخطوفون".. تواصل اضطهاد المعارضين من آل سعود