05-نوفمبر-2022
البرازيل

"Getty" البرازيل تسعى لنجمة سادسة في قطر

تدخل البرازيل إلى مونديال قطر بآمال واسعة، رفقة العديد من اللاعبين البارزين على الساحة الأوروبية، رغبة منها في محو الصورة السيئة التي ظهر فيها المنتخب في "كأس العالم 2018 "، عندما ودع منتخب "السامبا" المونديال عند ربع النهائي، بأداء كان مخيبًا للآمال أمام منتخب بلجيكا.

نيمار

كتيبة المدرب "تيتي" تصدرت مؤخراً تصنيف " الفيفا" للمنتخبات بإحتلال المركز الأول، متفوقةً على منتخب "بلجيكا" الذي كان يقبع في الصدارة لمدة ما يقارب الأربع سنوات، وترجع هذه العودة القوية لمنتخب البرازيل، بالإنتصارات الكثيرة التي حققها الفريق منذ السنة الماضية إلى عامنا هذا، بثمان مباريات حقق فيها الفوز خلال تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، بالإضافة إلى أربع مواجهات ودية.

ربما يبتسم الحظ هذه المرة للبرازيل بتحقيق اللقب السادس، لأن أربعة من ألقابها الخمس كانت من خارج القارّة الأوروبية

تأهلت البرازيل إلى كأس العالم منذ أن أقيمت البطولة في نسختها الاولى بدولة الأوروغواي عام 1930، وتعتبر هذه المشاركة رقم 22 في مسيرتها الدولية، وسوف يتواجد المنتخب البرازيلي في المجموعة السابعة رفقة منتخبات صربيا، سويسرا، والكاميرون.

تصدر التصفيات عن جدارة وإستحقاق

في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 لعبت البرازيل 17 مباراة، إنتصرت في 14 منها وتعادلت في ثلاث بلا أية هزيمة، وفي سجلها التهديفي 40 هدفًا وإستقبلت 5 أهداف، لتتمكن من تصدر التصفيات بمجموع 45 نقطة في المركز الأول، متفوقة على غريمها التقليدي منتخب الأرجنتين صاحب المركز الثاني بفارق 6 نقاط، وعن الأوروغواي الثالث بفارق 17 نقطة، والإكوادور الرابع بفارق 19 نقطة.

مسيرة "البرازيل" في كؤوس العالم .. أمجاد كبيرة

"منتخب السيليساو" يعرف عالمياً بأنه ملك لعبة كرة القدم والفريق الأكثر إمتاعا على صعيد الأداء الفني والمهاري، ويصنف كذلك المنتخب البرازيلي بالأكثر تحقيقاً للبطولة بخمسة ألقاب، كان آخرها لقب كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وقبله عام 1994 في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية، وكأس العالم في المكسيك 1970، والبطولة التي أقيمت في تشيلي عام 1962، وأولى الألقاب كانت من الأراضي السويدية عام 1958.

يعود الفضل إلى الأسطورة البرازيلية "بيليه" الذي تألق وأحرز ثلاثية في نصف النهائي ضد منتخب فرنسا، والذي ساعد البرازيل أيضاً بثنائيته على منتخب السويد، ليحقق أول مجد وبطولة للبرازيل في تاريخها بكأس العالم.

البرازيل
ملك السويد يتوّج بيليه بكأس العالم 1958

أما اللقب الثاني للبرازيل كان في البطولة التي أقيمت في تشيلي عام 1962، عندما فازت البرازيل على منتخب تشيكوسلوفاكيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

البرازيل
بيليه يرفع كأس العالم 1970

وجاء اللقب الثالث في المكسيك عام 1970، عندما أقيم النهائي على ملعب أزتيكا، واكتسحت البرازيل "المنتخب الآزوري" إيطاليا برباعية مقابل هدف، سجل أول أهداف اللقاء "بيليه" واختتمها "كارلوس ألبيرتو".

أما البطولة الرابعة كانت في ملعب باسادينا في ولاية كاليفورنيا بعد 14 عام في الولايات المتحدة الأمريكية 1994، عندما إلتقت البرازيل مجدداً مع "منتخب إيطاليا"، ولكن هذه المرة تفوقت عليها بركلات الترجيح، عندما أضاع اللاعب الإيطالي "روبيرتو باجيو" في اللقطة الشهيرة ركلة منتخب إيطاليا.

البرازيل
باجيو يهدر ركلة الترجيح في نهائي 1994

واللقب الأخير، شهد تتويج البرازيل في البطولة التي أقيمت لأول مرة في قارة آسيا، عندما استضافت كوريا الجنوبية واليابات منافسات كأس العالم عام 2002، وكان فوز البرازيل باللقب على حساب "الماكينات الألمانية" بثنائية "الظاهرة" اللاعب "رونالدو".

تطلعات جديدة وآمال محفزة للقمة

يسعى منتخب البرازيل في هذه المشاركة من الوصول إلى النهائي وإحراز اللقب، بعدما غاب عن خزائنه منذ آخر وصول للمباراة النهائية وتحقيق الكأس قبل 20 عاماً في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2022، ويأمل المنتخب البرازيلي من كسر عقدة دور ربع النهائي ودور النصف نهائي وتخطيهما في هذه البطولة.

البرازيل

وفي ذات التوقيت أيضاً، يتطلع المنتخب البرازيلي في كأس العالم قطر 2022 إلى مصالحة جماهيره الغاضبة، عقب خسارة لقب "كوبا أمريكا" الأخيرة أمام منتخب الأرجنتين، إذ أن آخر لقب ظفرت به البرازيل، كان عام 2019 عندما توجت بلقب "الكوبا" على أرضها في إستاد "الماراكانا" ضد منتخب البيرو في اللقاء النهائي، الذي إنتهى حينها بتفوق البرازيل بنتيجة 3-1.

وربما يبتسم الحظ هذه المرة للبرازيل بتحقيق اللقب السادس في مشوارها الكروي ببطولة كأس العالم قطر 2022، وذلك لأن جميعها ألقابها السابقة كانت خارج القارة الأوروبية، بإستثناء الإنجاز الأول الذي كان في دولة السويد عام 1958.

أسلحة متنوعة وزاخرة بالمواهب

يشارك "راقصو السامبا" في كأس العالم بتشكيلة مدججة بالنجوم، ومزدحمة بالمراكز واللاعبين، رغم عدم إعلان المدرب "تيتي" للقائمة الرسمية التي سوف تذهب إلى قطر، ولكن ليس على غرار البطولات السابقة التي كان يتم الإعتماد فيها فقط على النجم الأوحد "نيمار".

البرازيل

و يتواجد في صفوف البرازيل بالوقت الحالي، العديد من الأسماء اللامعة التي سوف تشكل الفارق من دون أدنى شك، على غرار نجمي فريق "ريال مدريد" وهما "فينيسيوس جونيور" واللاعب الشاب "رودريجو"، وجناح نادي "برشلونة" الإسباني اللاعب "رافينها"، بالإضافة إلى لاعبي الخبرة الذين يتواجدون في دوري "البريمرليغ"، مثل مهاجم نادي أرسنال "جابرييل جيسوس" ومهاجم نادي "ليفربول" اللاعب "فيرمينيو"، والكثير من اللاعبين الآخرين الذين يلعبون في مختلف الدوريات الأوروبية، وسبق لهم الإنضمام إلى منتخب البرازيل و المشاركة في بطولة كأس العالم السابقة.

البرازيل

اللافت في أسماء منتخب البرازيل هذه النسخة، هي قوة المنافسة ما بين اللاعبين، إذ يتواجد إثنين أو ثلاثة على أقل تقدير في كل مركز، وهذا الأمر سوف يصب في مصلحة المدرب "تيتي" بكل تأكيد، للاعتماد على من هو أجهز وأقدر على خدمة الفريق، ولكنه في ذات الوقت سيشكل تحدياً محفوفاً بالمخاطر، وسيكون سلاحاً ذو حدين، لأنه في بعض الأحيان يصعب على المدربين التعامل مع العديد من النجوم في فريق واحد.

عين على النجمة السادسة

البرازيل حظوظها قوية جداً، وهي كالعادة مرشحة لعبور الأدوار النهائية، وسوف يكون التحدي الأكبر لهذا الجيل، هو تخطي  ربع النهائي، بعدما فشلو فيه في النسخة الأخيرة أمام المنتخب البلجيكي وخرجوا من البطولة بشكل مفاجئ.

البرازيل
وداع مخيّب أمام بلجيكا في مونديال 2018

المنتخب البرازيلي يقابل في أولى مبارياته "منتخب صربيا" في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، ويواجه في مباراته الثانية منتخب "سويسرا" في 28 من نفس الشهر، ويختتم لقاءاته أمام "الأسود غير المروضة" المنتخب الأفريقي "الكاميرون" في الثاني من كانون الأول/ديسمبر.