16-يوليو-2020

الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب (درو أنغرير/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

شهدت الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة الحالي دونالد ترامب تغييرات عديدة على صعيد المسؤولين عن تنظيم الحملات الجماهيرية لإعادة انتخابه مرةً ثانية في البيت الأبيض، وذلك بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت إلى توسع فارق النقاط مع منافسه الديمقراطي المعتدل جون بايدن لحدود 15%، الأمر الذي يدل على تأثر حملته الانتخابية بالاحتجاجات الأخيرة التي خرجت في عديد المدن الأمريكية للتنديد بوحشية الشرطة العنصرية ضد الأمريكيين من أصول أفريقية، وتراجع الاقتصاد الأمريكي في الوقت عينه في ظل جائحة كوفيد 19.

تقف التقصيرات العديدة من طرف إدارة ترامب إلى جانب موجة الاحتجاج الاجتماعي على خلفية مقتل جورج فلويد بين أبرز أسباب تراجع شعبية دونالد ترامب حاليًا

كما درجت العادة عند إعلان ترامب عن أي تغيير أو إقالة في أركان إدارته وموظفي البيت الأبيض، اتجه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة إلى حسابه الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي للإعلان عن استبدال مدير حملته الانتخابية براد بارسكيل بنائبه بيل ستبين، مشيرًا إلى أن الانثين كان قد شاركا بفوزه "التاريخي" في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.

اقرأ/ي أيضًا: الصين تتعهد برد حازم على قرار ترامب بإنهاء "المعاملة التفضيلية" لهونغ كونغ

في حين أضاف ترامب بأنه يتطلع لأن يسجل مع المسؤوليّن في حملة إعادة انتخابه رئيسًا "فوزًا ثانيًا كبيرًا ومهمًا للغاية"، ومضى بالقول مشددًا على أن ذلك "سيكون أسهل بكثير حيث ترتفع أرقامنا في استطلاعات الرأي بسرعة، والاقتصاد يتحسن، واللقاحات والعلاجات في الطريق قريبًا، كما أن الأمريكيين يريدون شوارع ومناطق آمنة"، وهو ما يمثل تجاهلًا واضحًا من الرئيس للاستطلاعات التي تشير إلى تراجع شعبيته لأدنى مستوى لها على المستوى الوطني.

بينما أشارت استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الأخيرة إلى تراجع شعبية ترامب بسبب فشله في التعامل مع جائحة فيروس كورونا الجديد، وارتفاع معدلات البطالة بين الأمريكيين إلى 16 % بعدما فقد ما يزيد على 20 مليون موظف وظيفتهم بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية المتاثرة بتداعيات الفيروس التاجي السلبية، وزاد عليها الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في المدن الأمريكية ردًا على وحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصول أفريقية.

أما وفقًا لموقع صحيفة ذا هيل الأمريكي فإن قرار ترامب باستبدال مدير حملته الانتخابية جاء بعد الأداء السلبي لأول تجمع انتخابي نظمته حملته الانتخابية في توسلا بولاية أوكلاهوما يوم 20 حزيران/يونيو الماضي، منذ انتشار الفيروس التاجي ، والتي كانت على عكس توقعات بارسكيل الذي قال إن ما لا يقل على مائة ألف شخص سيحضرون التجمع، غير أن الصور الملتقطة للحدث الانتخابي أظهرت حضور بضعة آلاف فقط.

ورافق التجمع الذي نظمته حملة ترامب في أوكلاهوما انتقادات من مسؤولي الصحة في الولاية، كان سببه إعلان حملة ترامب عن إصابة ستة من منظمي التجمع الانتخابي بالفيروس التاجي، وذلك قبيل ساعات قليلة من بدء التجمع الانتخابي، وهو الأمر الذي دفع بارسكيل مع مسؤولين آخرين من الحملة للخضوع للحجر الصحي الذاتي لفترة أسبوعين، بعد الإعلان عن تزايد المصابي بالفيروس في الولاية في أعقاب نهاية التجمع.

في ذات السياق أعلن حاكم الولاية الجمهوري كيفين ستيت عن إصابته بالفيروس التاجي في وقت سابق من صباح  الخميس 16 تموز/يوليو 2020، وكان ستيت واحدًا من المسؤولين الجمهوريين الذين حضروا تجمع ترامب الانتخابي في الولاية، فيما اعتبر مدير إدارة الصحة في توسلا بروس دارت أن التجمع الانتخابي لترامب وأحداثًا أخرى كان لها دور في ارتفاع عدد الإصابات في المقاطعة، في الوقت الذي سجل إصابة ما يزيد على عشرة آلاف شخص بالفيروس في عموم الولاية، ما يشكل رقمًا قياسيًا ضمن موجة زيادة حالات الإصابة الجديدة المسجلة.

يدفع أعضاء فريق ترامب، الرئاسي والانتخابي، ثمن تراجع شعبيته باستمرار، ظنًا من مشغلهم أن مشاكله مجرد نتيجة لسوء أدائهم 

ويشير العديد من نشطاء الحزب الجمهوري إلى أن كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر هو من يقف وراء التعديلات التي أجريت بين مسؤولي حملة الرئيس الجمهوري الانتخابية، فقد عيّن خبير الاتصالات جيسون ميللر للعمل على وضع استراتيجية للفوز بسباق الانتخابات الرئاسية، إضافةً لتعيين هوجان جيدلي بمنصب المتحدث الرسمي باسم حملته الانتخابية، وتعيين سوزي ويلز بمنصب رئيس الحملة في ولاية فلوريدا، والذي ساهم بشكل أو بآخر بفوز ترامب في الولاية في انتخابات الرئاسة الأخيرة.

اقرأ/ي أيضًا: 3 أسئلة إنجيلية صهيونية.. ترامب وإسرائيل والحلف "السني"

ويواجه ترامب ضغوطًا مختلفة من قبل مستشاريه وحلفائه الجمهوريين الذين يطالبونه بالتركيز على أنه المرشح الرئاسي الأفضل لإعادة إنعاش الاقتصاد الأمريكي بمجرد انحسار الجائحة العالمية، بدلًا من التركيز على القضايا الثقافية الخلافية خلال تصريحاته العديدة في الأسابيع الأخيرة، وكان من بينها دفاعه عن علم الولايات الكونفدرالية، ومهاجمته الدائمة لحركة حياة السود مهمة، فضلًا عن دفاعه عن قادة الجيش الكونفدراليين.

وكان أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في ولاية كونيتيكت قد أظهر تأييد 52 % من الناخبين لبايدن في سباق الانتخابات الرئاسية، في مقابل تأييد 37 % إعادة انتخاب ترامب رئيسًا لولاية ثانية، وهو هامش كبير قياسًا بالاستطلاع الذي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال مع شبكة NBC نيوز الشهر الماضي، وأظهر تأييد 49 % من الناخبين لبايدن في مقابل تأييد 41 % لترامب.

وبحسب شبكة CNN الأمريكية فإن الاستطلاع الذي أجري ما بين يومي 9 – 13 من الشهر الجاري بمشاركة 1273 ناخبًا، أظهر رفض 60 % لأدائه في منصب رئيس الولايات المتحدة في مقابل موافقة 36 % على أدائه الوظيفي، في حين قال 50 % إن بايدن سيتعامل بطريقة أفضل مع الاقتصاد الأمريكي، فيما أيد 45 % ترامب بخصوص القضية عينها.

وتضيف الشبكة الأمريكية بأن بايدن تفوق على ترامب في معظم القضايا التي شملها الاستطلاع، بما في ذلك طريقة معالجته لعدم المساواة العرقية بنسبة +32 %، وبنسبة +24%  في تعامل بايدن مع الجائحة العالمية، وحصل كذلك على نسبة +23 % في قضية الرعاية الصحية، إضافةً لنسبة +19 % في استرايجيته للتعامل مع الأزمات، فيما أظهر استطلاع للرأي منفصل أجرته جامعة مونماوث في ولاية بنسلفانيا تأييد 53 % من الناخبين لبايدن في مقابل حصول ترامب على تأييد 40 % من الناخبين.

بذلك تكون مجمل المعطيات التي توفرها استطلاعات الرأي، رفقة اتجاهات الرأي العام الأمريكي الانتخابي التي يمكن رصدها في الفترة الحالية غير مبشرة بالنسبة لدونالد ترامب، ولا لفريقه الذي يدفع أعضاء منه باستمرار ثمن سياسات ترامب أو الانتقادات الموجهة لإدارته، كما حصل مؤخرًا مع مدير حملته الانتخابية براد بارسكيل الذي خسر وظيفته اعتقادًا من ترامب أن تراجع شعبية حملته مجرد خلل لدى فريقه في أداء المهام. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل ينتقل التصعيد الأمريكي الإيراني من العراق إلى سوريا؟

واشنطن تضع شروطًا جديدة لموافقتها على ضم الضفة الغربية