شن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث غارات جوية في وقت متأخر، أمس الثلاثاء، استهدفت عدة بلدات في قضاء بعلبك بمنطقة البقاع في عمق الأراضي اللبنانية، لليوم الثاني على التوالي، وهو ما يشير إلى تصعيد جيش الاحتلال عملياته العسكرية في جبهة لبنان الجنوبية، عقب الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى "تل أبيب" في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن "الطيران المعادي المسيّر والحربي نفذ عند منتصف الليل (الثلاثاء) الفائت ثلاث غارات، استهدفت محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين سرعين التحتا والسفري، والثالثة على منطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت".
وأضافت الوكالة أن الغارات الثلاث أسفرت عن "استشهاد الشاب علي الموسوي، وإصابة 20 مواطنًا بجروح، حالة أحدهم حرجة"، مشيرة إلى أن "من بين المصابين ثمانية أطفال، ستة منهم تتراوح أعمارهم ما بين السنتين والعشر سنوات".
شن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث غارات جوية استهدفت عدة بلدات في قضاء بعلبك في عمق الأراضي اللبنانية لليوم الثاني على التوالي
ونشر جيش الاحتلال عبر حسابه على منصة تليغرام مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف الطائرات الحربية منطقة البقاع، مدعيًا احتواءها على مجمع يستخدمه نظام الدفاع الجوي التابع لـ"حزب الله"، وتبعد البقاع نحو 100 كم عن الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك أفادت الوكالة الوطنية بسقوط ثلاثة شهداء، اليوم الأربعاء، جراء غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على سيارة رباعية الدفع في بالقرب من جامع الإمام علي في منطقة الفيلات بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
ووفقًا للوكالة فإن الغارة التي شنتها المسيّرة الإسرائيلية استهدفت القيادي في "كتائب شهداء الأقصى"، خليل المقدح، شقيق القيادي في حركة "فتح"، منير المقدح، وهذه المرة الثانية التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي مدينة صيدا في أقل من أسبوعين، بعدما استهدف القيادي في حركة "حماس"، سامر الحاج، في التاسع من الشهر الجاري.
وقال "حزب الله" في بيان له إنه "نفذ هجومًا بأسراب من المسيّرات على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد"، مضيفًا أن "المسيّرات استهدفت مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة".
وفي السياق، أفاد مراسل "التلفزيون العربي"، اليوم الأربعاء، بأن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة "كتسرين" وسط هضبة الجولان السوري المحتل، بينما تحدث الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة واحدة بشظايا صواريخ في المنطقة، مشيرًا إلى دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة بالجليل الأعلى خشية تسلل طائرة مسيّرة من جنوب لبنان.
كاميرا مراقبة توثق لحظة شن غارة إسرائيلية على #البقاع شرقي #لبنان pic.twitter.com/bngV9Kkq75
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2024
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال زعمه أن "حزب الله" استهدف "مدنيين بقصف كاتسرين وسنرد بما يتناسب مع ذلك"، في الوقت الذي قال جيش الاحتلال إنه رصد، اليوم الأربعاء، إطلاق "نحو 50 صاروخًا من لبنان باتجاه الجولان اعترضنا بعضها وسقطت أخرى في كتسرين".
ويأتي التصعيد الأخير في جبهة لبنان الجنوبية بعد إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أول أمس الإثنين، استدعاء جنود الاحتياط الذين تركوا الخدمة وهم في سن الخدمة.
وقال غالانت، أمس الثلاثاء، إن مركز ثقل العمليات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقل من الجنوب (قطاع غزة) إلى الشمال (جبهة لبنان)، مؤكدًا أن هذا يأتي وفق "تغيير تدريجي".
فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن تصريحات غالانت جاءت في أعقاب جلسة تقييم للوضع العملياتي عند الحدود الشمالية، "تلقى فيها غالانت إحاطة حول أنشطة الوحدات في مهمات الدفاع بالجبهة الشمالية، والهجمات التي نُفذت لإحباط عمليات حزب الله في جنوب لبنان".
دفاعات جوية إسرائيلية تحاول اعتراض مسيرات شمالي بحيرة طبريا في الجليل الأسفل pic.twitter.com/8LIqSgAK4M
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2024
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم، أن "حزب الله" اتخذ قراره بالرد على اغتيال القيادي، فؤاد شكر، وأن قواته قد تتسبب بضرر كبير لـ"إسرائيل"، لكنها أشارت أيضًا إلى "هذا لا يعني أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيسارع لجر لبنان إلى حرب".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل بين جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.
ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تترقب "إسرائيل" ردًا محتملًا من "حزب الله" على اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي للحزب، نهاية الشهر الماضي.