28-سبتمبر-2018

ألمانيا تفوز بشرف تنظيم نهائيّات أمم أوروبا 2024 على حساب تركيا (Getty)

أصيبت تركيا بخيبة أمل كبيرة مساء الخميس، عندما خسرت في الجولة الأخيرة سباق استضافة نهائيّات كأس أمم أوروبا 2024، لصالح ألمانيا، وذلك خلال التصويت النهائي الذي أجراه أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" في نيون السويسرية، حيث فاز الملف الألماني ب12 صوتاً مقابل 4 أصوات فقط للأتراك، وامتناع دولة واحدة عن التصويت.

تنازلت تركيا عن استضافة الدورين نصف النهائي والنهائي ليورو 2020 من أجل خوض المنافسة على استضافة بطولة 2024 

حشدت تركيا كافّة إمكانيّاتها للظفر بتنظيم نسخة 2024 من بطولة اليورو، ولكي تتلافى الأخطاء التي كانت سبباً في حرمانها من تحقيق ذلك في ثلاث مناسبات سابقة، إذ فشل الملفّ المشترك بين تركيا واليونان في استضافة الحدث عام 2008، لصالح الملف المشترك بين سويسرا والنمسا، ولم ييأس الأتراك بعد ذلك، فتقدّموا بطلب لاستضافة نهائيّات 2012، ووصلوا للمرحلة النهائيّة، لكنّ الكفّة مالت لصالح الملفّ المشترك بين أوكرانيا وبولندا، وواصل الأتراك سعيهم لتحقيق هذا الحلم باستضافة أوّل بطولة كرويّة كبرى عام 2016، لكنّ الأصوات ذهبت في المرحلة الأخيرة لصالح فرنسا.

اقرأ/ي أيضًا: "ألماني حين أفوز ومهاجر حين أخسر".. أوزيل يعتزل دوليًا بسبب العنصرية

ولكي تتجنّب تركيا سوء الطالع الذي لازمها في المرّات الثلاث السابقة، تنازل الاتّحاد التركي عن نيّته استضافة الأدوار نصف النهائيّة والنهائيّة من كأس أمم أوروبا 2020، والتي ستقام في عدّة دول أوروبية بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس البطولة، وأظهرت استعداداً تامّاً للشروط التي وضعها الاتّحاد الأوروبي من أجل اختيار البلد المضيف، والتي كانت من محورين: أوّلهما يتعلّق باحترام الدولة المستضيفة لحقوق الإنسان، فيما يتوافق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن منظّمة الأمم المتّحدة، وثانيهما، يتعلّق بطبيعة الملاعب التي على الدولة المستضيفة أن تمتلكها، فالمطلوب توافر 10ملاعب، 3 منها تفوق سعته الـ50 ألف مشجّع، و3 أخرى تستوعب أكثر من 40 ألف متفرّج، إضافة إلى 4 ملاعب تتسع لثلاثين ألف متفرّج.

تفوّقت الملاعب الألمانية على التركية في قدرتها على استيعاب المشجّعين، الأمر الذي يدرّ مزيداً من الأرباح على الاتحاد الأوروبي

وفق هذه الشروط استبعد الاتّحاد الأوروبي كافّة طلبات الاستضافة، باستثناء الملفّين الألماني والتركي اللذين وصلا بذلك للمرحلة النهائيّة، حيث قدّمت ألمانيا في ملفّها 10 ملاعب من 10 مدن هي برلين وميونيخ ودورتموند وغيلسينغيرشن وشتوتغارت وهامبورغ ودوسلدورف وكولن ولايبزيج وفرانكفورت، بينما اختارت تركيا 10 ملاعب تابعة لتسع مدن هي أنقرة وغازي عنتاب وقونية وبورصة وإسكيشيهير وأنطاليا وإزميت وطرابزون، إضافة إلى ملعبين ضمن مدينة اسطنبول.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا .. عصر جديد في تاريخ كرة القدم

بان تفوّق ألمانيا على تركيا منذ البداية، فهي تملك خبرة كبيرة باستضافة أحداث كهذه، ففي عام 1974 نجحت ألمانيا الغربية بشكل كبير في تنظيم كأس العالم، وبعد ذلك بأربعة عشر عاماً استضافت نهائيّات أمم أوروبا، وبعد 17 عامًا من وحدة الألمانيّتين نجحت ألمانيا في تنظيم كأس العالم عام 2006، كذلك تميّزت ألمانيا عن تركيا من ناحية البنى التحتيّة، وقدرة المشجّعين على التجوال بين المدن بالقطارات أو السيارات، بعكس تركيا التي قد يضطر بها المشجّع لركوب الطائرة بسبب طول المسافة بين المدن المنظّمة.

وشكّلت قضيّة تعاطي الحكومات مع حقوق الإنسان تفوّقاً ألمانياً كبيراً حسب تقييم الاتّحاد الأوروبي، بينما عوّلت تركيا من هذه الناحية على الأزمة "العنصرية" التي بدرت من الاتحاد الألماني لكرة القدم، تجاه اللاعب الألماني تركي الأصل مسعود أوزيل، والتي حسب ظنّ الأتراك تضرّ كثيراً بمصداقيّة الألمان تجاه نبذ العنصرية ومبادئ حقوق الإنسان الأساسيّة، ومالت رغبة الاتحاد الأوروبي نحو ألمانيا بسبب تدفّق الأرباح، فسعة الملاعب الألمانية تعد ببيع قرابة 2.78 مليون تذكرة، بينما تتسع ملاعب تركيا العشر لبيع 2.29 مليون تذكرة.

وستشهد نسخة 2024 من كأس أمم أوروبا إقامة 51 مباراة، بعد وصول 24 فريقاً إلى دور المجموعات، بعكس البطولة المقبلة التي ستقام عام 2020 بعدّة بلدان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"المانشافت" يقهر المستحيل ويخرج لأول مرّة مبكّرًا من المونديال!

ألمانيا تعود في الرمق الأخير.. قلب القواعد على عادة "المانشافت"