21-ديسمبر-2019

ليفربول بطلًا لمونديال الأندية للمرّة الأولى في تاريخه (Getty)

توّج ليفربول بكأس العالم للأندية المقامة في قطر، بعدما تفوّق بطل أوروبا في المباراة النهائيّة على فلامنغو بطل أمريكا الجنوبيّة بهدف وحيد، أتى في الشوط الإضافي الأوّل عن طريق فيرمينيو، حيث لجأ الفريقان لوقتين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ونال المركز الثالث في البطولة نادي مونتيري المكسيكي بطل أمريكا الشمالية، إثر تفوّقه على الهلال السعودي بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2.

تمنّى أكثر المحايدين قبل بداية كأس العالم للأندية، أن يجمع النهائي المنتظر بين ليفربول بطل أوروبا، وفلامنغو بطل كأس الليبرتادوريس، مواجهة كلاسيكية بين أقوى قارّتين في عالم كرة القدم، ولقاء يحدث للمرّة الأولى بين ليفربول وفلامنغو في هذه المسابقة، وكلا الفريقين يطمحان لنيل اللقب العالمي للمرّة الأولى، ولن يحول أمام تحقيق هذا الهدف سوى مباراة واحدة من 90 دقيقة أو أكثر.

نال النجم المصري محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في البطولة، وهو أوّل عربي يحرز هذا اللقب

لم يصل الفريقان بسهولة إلى نهائي استاد خليفة الدولي بالدوحة، فقد قلب فلامنغو خسارته أمام الهلال إلى انتصار في الدور نصف النهائي، وعانى ليفربول الأمرّين قبل أن ينجح في تسجيل هدف قاتل على مونتيري المكسيكي بالوقت بدل الضائع، حينها غامر مدرّب الريدز يورغن كلوب بعدم إقحام بعض الأساسيين في تشكيلته كالمدافع الهولندي فان نايك، وكانت النتيجة تشير إلى تعادل الفريقين 1-1 مع أفضليّة واضحة من ناحية الفرص للمكسيكيين، لكنّ فيرمينيو أنقذ ممثّل القارّة الأوروبية وسجّل هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع. هذا درس هام للريدز قبل المباراة النهائية ضد فلامنغو، على يورغن كلوب أن يتفادى أخطاء لقاء مونتيري أمام خصم هو بطل أمريكا الجنوبية.

اقرأ/ي أيضًا: فلامنغو إلى نهائي مونديال للأندية.. وسداسيّة تاريخية تمنح الترجي المركز الخامس

من المعتاد في المباريات النهائيّة الهامّة كهذه، أن يبدأ الطرفان المواجهة بجسّ نبض، وأن يلعب كلّ منهما على استغلال أخطاء الآخر، لكنّ البداية لم تكن باردة أو حذرة كما هو متوقّع، بل كاد ليفربول أن يسجّل هدف التقدّم بعد ثوانٍ فقط على البداية، لكنّ فيرمينيو أهدر بغرابة شديدة فرصة سهلة للتسجيل. بعد ذلك بقليل لم يستثمر نابي كيتا تمريرة جميلة من محمّد صلاح، فواجه المرمى داخل منطقة الجزاء، وصوّب الكرة أعلى العارضة، أتبعه ألكسندر آرنولد بكرة قويّة من خارج منطقة الجزاء، انحرفت عن القائم الأيمن للحارس البرازيلي دييغو ألفيس، كلّ ذلك وما زالت المباراة في دقيقتها الخامسة.

شعر فلامنغو بالحرج، أنقذته الأقدار من ثلاثة أهداف محقّقة، وأيقن أنّ عليه الدخول لأجواء اللقاء، لكنّه لم يكتفِ بذلك، فسيطر على وسط الملعب، وشنّ هجمات غاية في الخطورة عن طريق باربوسا وبرونو هينريكي، ما أجبر الريدز على التراجع أمام سيل من الهجمات البرازيلية، والتي وقف أمامها المدافع الهولندي الصلب فان دايك، وخلفه الحارس المتألّق أليسون بيكر.

تكرّر سيناريو الشوط الأوّل في النصف الثاني من المباراة، كاد ليفربول أن يفتتح التسجيل في الدقائق المبكّرة، لكنّ نجومه تسابقوا على إهدار الفرص، وانتعش النادي البرازيلي بعد ذلك واجتاح وسط الملعب، وسنحت له الكثير من الفرص أبرزها تسديدة باربوسا الازدواجية، وعمد فلامنغو على الدخول من خاصرة الدفاع اليمنى الخاصة بالمنافس، مستغلًا مهارة لاعبه هينريكي الذي سبّب الكثير من الإزعاج لبطل أوروبا، هذا الأخير استعاد توازنه في آخر 20 دقيقة، وعاد لتشكيل الخطورة على مرمى الحارس دييغو ألفيس، وأهدر ساديو ماني انفراد تام أمام الحارس البرازيلي، قبل أن يمنحه الحكم ركلة جزاء إثر عرقلة من رافينيا، لكنّ تقنيّة الفار أنقذت فلامنغو وألغت ركلة الجزاء، أنقذته من هزيمة في الوقت القاتل لأن قرار الحكم أتى في الوقت بدل الضائع، فاحتكم الفريقان لوقتين إضافيين.

اقرأ/ي أيضًا: انحرفت وجهة الكأس في الوقت القاتل.. فلامنغو يخطف لقب الليبرتادوريس من ريفربليت

ظهر على لاعبي فلامنغو التعب والإرهاق في الأشواط الإضافية، خان عامل اللياقة البدنية أبطال أمريكا الجنوبية، وبالمقابل اعتاد ليفربول على الضغط البدني كونه يلعب في أقوى الدوريات بالعالم. كانت بداية الشوط الإضافي الأوّل حذرة من الجانبين، لأن كلا الفريقين يعلمان أن تسجيل أي هدف في مرماه سيصعب تعويضه، إلى أن نجح البرازيلي فيرمينيو في تسجيل هدف الفوز الوحيد، عندما استغلّ تمريرة السنغالي ساديو ماني، وأودع الكرة في الشباك بالدقيقة التاسعة من الشوط الإضافي الأوّل، وكاد محمّد صلاح أن يضاعف الغلّة بهدف ثان، لولا تألّق الحارس دييغو ألفيس. لم ينجح الفريق البرازيلي في تسجيل هدف التعديل، فبات ليفربول بطلًا لمونديال الأندية للمرّة الأولى في تاريخه، وأثناء مرسم التتويج نال المصري محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في البطولة، وهو أوّل لاعب عربي ينال هذه الجائزة.

من جهة أخرى، فرّط الهلال السعودي بفرصة نيل المركز الثالث، كأوّل فريق سعودي يفعل ذلك، بعدما خسر بركلات الترجيح أمام مونتيري المكسيكي، في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، تقدّم الهلال أوّلًا قبل نهاية الشوط الأوّل بعشر دقائق، عن طريق كارلوس إيدواردو، وعدّل أرتورو غونزاليس لمونتيري في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني، وتقدّم المكسيكيون في الدقيقة 60 بهدف لماكسيميليانو ميزا، ثمّ عدّل الفرنسي غوميز للهلال بعد ذلك بست دقائق، ومع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، لجأ الفريقان على الفور لركلات الترجيح، والتي انتصر بها بطل أمريكا الشمالية على بطل آسيا 4-3، يذكر أن الترجّي التونسي حاز على المركز الخامس، والسدّ القطري نال المركز السادس، وأخيرًا حلّ هينجين سبورت من كاليدونيا الجديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السد يودّع كأس العالم للأندية.. والهلال يقصي الترجي من البطولة

ريال مدريد بطلاً لأندية العالم.. والعين لا يعلو عن الحاجب!