09-سبتمبر-2018

مقطع من لوحة لـ خوان ميرو/ إسبانيا

لستُ متشائمًا

كل ما في الأمر أنني

في كل مرة أستيقظ مبتهجًا

تقصف مدرسة

في غرب

بلاد الشهداء،

حتى أغرب تمامًا

عن الشفقة.

أنا لست -متشائمًا-

أنا

شهيد التشاؤم.

*

 

في حينا،

الرجل العجوز

الذي يوزع الابتسامات على الجدران

لم يكن يملك أسنانًا

أو سببًا للضحك،

كنت أنا الجدار الوحيد الذي لم يتلق

أي ابتسامة منه

إلى أن غدوت مائلًا

وتهدمت

كما تتهدم الأم

الثكلى.

*

 

لست واقعيًا،

أخوض الخيال

مرتديًا جسدًا غير جسدي،

جسدًا ناسفًا

ولا يمكن سوى

للوهم

أن يقترب

مني.

أنا لست واقعيًا

كل ما في الأمر

أنني أقع مني

في كل مرة خضت -غصبًا-

عالم

الحروب الباردة.

*

 

لست جنديًا،

أنا مجرد رصاصة اخترقت

صدرًا

لا حول

ولا قوة له.

أعتمر قبعة

الرحيل

وأرتدي بدلة الحتف

تنبأ

بمصير

قرية نائية

تتجمهر داخل

رأسي.

*

 

لست بشريًا،

أنا كتلة من الأكاذيب

والأوهام

أتراكم

بين الخيبة

والأخرى،

لأتداعى

وتسحق رغبتي

في أن أنضم

إلى فئة

البشر

الذين يرغبون في لقياك.

*

 

القلب الذي حاول أن

يحب رصاصة طائشة مثلي،

أزهقت جميع

رغباته

في احتوائي.

أنا لست رومانسيًا

لا

مشاعر لي

لقد فقدت قلبي مكرها،

هناك

أين تسفك الأحاسيس

عنوة.

*

 

ذات ميتة

شغلت منصبًا مرموقًا في مقبرة الإيثار،

عملت كحارس

لكل الأرواح التائهة،

أتقاضى

أحلامهم الطائشة

ورسائلهم التي -أبدًا-

لن تصل.

*

 

أنا

لن أصل أبدًا

إليك

ما دامت الحرب

تعلن

في كل مرة

حاولت

أن أنتزع الطلقات الواهية

من

المسافة

التي تفصل بيننا.

أنا مجرد هاو في بلاد التراتيل

أهذي

كعصفور

فقد أجنحة

الأمان

ووقع في فخ

الحرب.

حرب

القلب

اللدود.

 

اقرأ/ي أيضًا:​

ثلاثُ مرايا في حُجرة

فوزٌ أكيد ورغبات خاسرة