11-مايو-2021

غرافيتي في لندن

للأصابع احتضارها

فالأنامل الذابلة

التي تحرسُ بالقلق شبقَ السكين

تموت لوحدها في العتمة،

دونَ أن تجرحَ وميضِ العرقِ

في عنقِ مراهقةٍ دمشقية

تهذّبُ تلال الكرومِ

الناعسة على صدرها.

 

للأصابع موتها الكثير

كلّما شدت على ليل الزناد

الأصابع القاتلة بجفافها الصّم

الأصابعُ التي لم تلمسْ بالنعومةِ ذاكرة الغدير.

 

للأصابع جوعها

إذا لم تلهث كوعلٍ مغامرٍ

فوقَ منعجرات سيدةٍ بلغارية

مصابةٍ باكتئاب ما بعد الولادة.

 

للأصابع انتحارها

إذا لم تمضي باتزان البهلوان

على شريان القصيدة.

 

للأصابع احتراقها

إذا لم تعمّد في ماء الخطيئة

ولم تكفر بهدوء الرخام

ولم تقترف ذنب الموسيقى.

 

للأصابعِ رمدها الكثيف

إذا لم تمسح على الألوان خلودها

ولم تنتحر مع الرسام

سقوطًا

من أعلى شامة في نهدِ الحبيبة.

 

للأصابع اكتئابها المّر

كلّما تاهتْ في الزحام

وعادت كاللحن اليتيمِ لوحدها!

 

للأصابع خيبتها

حينَ تتسعُ السجون

وتصدأ كل المفاتيح في خيالها.

 

للأصابع مرضها

حينَ تغفلُ عن رمي حجارة الوجود

في وجهِ الملوك

والأنظمة!

 

للأصابع وداعها

حينَ تجّف الدموع

وتتيبسُ أنهارها

للأصابع فراغها

إذا حملت بالضغينة فأسًا

يصبحُ العود... حطبًا

وتنسى موّالها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أنا الماضي وهي

من الريفِ البعيدِ إلى قلبِ المدينةِ الصاخبة