30-مايو-2016

عمران يونس/ سوريا

I

لا باب لغرفتي، 
تدخل الأفكار وتخرج كأنها في سوق 
لا شيء يُباع فيه 
غير جسدٍ مُستهلك.

II

في الليل، أكون شخصًا آخر عما تعرفونه في النهار
ومع كل مساءٍ، أُعيدُ إيصالهما ببعض 
كسيجارة مكسورة.
*

ليلي أشبه بنهار الأعمى!
الأمر لا يجرحني
لأني والأعمى متشابهان... 
كلانا مخطئ في تصوّر الجنة
وكلانا لا يرى من يُحب 
حين يُحب.
*

بين المكفوفين حبٌ بصير.
*

لا يضرّ الأعمى إن خانته الظلال.
*

ليلًا،
أركضُ وحدي 
خشية أن يسبقني أحد.

III

عليك التأكد أولًا من أن باب المقبرة مقفل؛ قبل أن تطرقه مستأذنًا بالدخول.
*

وهم يشيّعون الميّت 
حاملين على أكتافهم النعش
أصابهم حادث خطير..
وحدهُ الميّت 
لم يتأذّ.
*

لم يبق غير مكانٍ واحد في المقبرة،
الذي يموت اليوم،
أسعفه الحظ.
*

القبر الفارغ 
حذاء 
الموت.
*

بِمَ يضر التدخين في المقابر؟
فصحة الأموات ثابتة مذ ماتوا.
*

ليس هنالك مقهى في مدينة الموتى،
حفّار القبور يمتهنُ صفة النادل
ويوّزع الحُفر 
بدلًا من الشاي...
*

نمرّ بهدوء بين القبور
كي لا نُجهضها.

IV

دائمًا ما أحفر الوقت،
تراكم 
عليّ 
الماضي
ولم أصل بعدُ ... إلى 
ما أريد.
*

الشيخوخة عالية.
الكل يرغبُ
في
الهاوية.
*

تذبلُ الوردة؛ لأنّ ساقها الوحيدة ملَّت من حملها على ظهرها.

اقرأ/ي أيضًا:

يبكين في غرف صغيرةٍ

نظرية نيوتن السوري