13-مارس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

 قام تنظيم الدولة الإسلامية - داعش في سنة 2014 بسبي واستعباد مئات النساء والأطفال من المجتمعات الإيزيدية عندما اجتاح مدينة الموصل، وتم إجبار نساء شابات ومراهقات إيزيديات على الزواج من مقاتلي التنظيم. وبينما أصدرت قيادات الإيزيديين مرسومًا ينص على الاستعداد لاستقبال عودة النساء الإيزيديات بكل ترحاب عند تحرير الموصل، أوضحوا أن أيًا من أطفالهن المولودين من أزواج من مسلحي داعش لا ينبغي أن يعودوا معهن. إذ اعتبروا هؤلاء الأطفال بمثابة تذكير مؤلم بسنوات الإرهاب.

قوبلت أنباء لقاء 9 نساء إيزيديات، ناجيات من عبودية داعش، بأطفالهن بتصريحات غاضة وتهديدات من قبل عائلاتهن وقادة المجتمع الإيزيدي

ووفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية فإن 9 نساء إيزيديات اجتمعن بأطفالهن مؤخرًا للمرة الأولى منذ دحر تنظيم داعش. وتخلل هذا اللقاء مشاعر صدمة لدى الأطفال الذين لم يعرفوا ما يجري. وأخذ التحضير للقاء قرابة عامين، حيث دارت نقاشات مطولة داخل المجتمع الإيزيدي حول القضية، وسط إصرار الأمهات على لم الشمل مع أطفالهن حسب تقرير الغارديان.

اقرأ/ي أيضًا: دراسة للأمم المتحدة في بريطانيا تقول بتعرض جميع الشابات تقريبًا للتحرش الجنسي

وعادت هذه المجموعة من الأمهات من شرق سوريا إلى العراق بعد انهيار تنظيم داعش، لكن أطفالهن أخذوا منهن بالقوة عند الحدود ووضعوا داخل ملاجئ للأيتام. وحتى الأسبوع الماضي، كان من شبه المستحيل على النساء الـ9 اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 سنة و 26سنة، أن يجتمعن بأطفالهن بسبب منع دخول الأطفال إلى الأراضي العراقية وعدم قدرة الأمهات على الدخول إلى الأراضي السورية.

في التفاصيل حول اجتماع "لم الشمل" المشار إليه، كانت منسقة الأمهات الإيزيديات ومؤسسة منظمة المساعدة المشتركة لكردستان، الناشطة نعمام غفوري، قد تلقت مكالمة هاتفية من دبلوماسي أمريكي سابق هو بيتر غالبريث ، وعقب ذلك اتصال مع مسؤولين أكراد على جانبي الحدود، وعقدت بذلك صفقة أتاحت حصول اللقاء بين الأمهات وأطفالهن، حيث تم نقل الأطفال إلى الحدود السورية العراقية، وكانت الأمهات في الانتظار مع الناشطة نعمام غفوري في إحدى الفنادق الحدودية.

 ونقلت صحيفة الغارديان عن غفوري قولها "يحتاج الناس إلى إدراك سبب وجود مثل هذه الروابط بين النساء وأطفالهن" وأضافت بالقول "عندما حملن، كان ذلك يعني نهاية البيع والاغتصاب من قبل رجال جدد"، وأشارت إلى أن الحمل بالطفل وضع حدًا لجزء من معاناة النساء، حيث أنه وبمجرد الحمل والولادة، كانت تنتهي الممارسات كالاغتصاب والبيع، وكانت المرأة تبقى مع رجل واحد إلى حين قتله في المعارك.

في ذات السياق، قوبلت أنباء هذا اللقاء بالغضب من قبل قادة المجتمع الإيزيدي. وقال أحد زعماء الإيزيديين، الأمير هيرمان "نحن لا نقبل هذا، ويجب أن يكون هذا قرار للأمة الإيزيدية"، وأضاف "الأمهات دومًا مرحب بهن للعودة إلى منازلهن، لكن لا يمكن قبول عودة الأطفال". وتابع هيرمان بالقول أنه يمكن إعطاء الأطفال لمن يريدون، لكنهم "لا يستطيعون العيش معنا". إلا أن تصريحات الأمير هيرمان لم تقف عند هذا الحد، بل هدد المسؤولين عن عقد هذه الصفقة وهذا اللقاء، وأيده زعيم إيزيدي آخر يدعى الشيخ علي الياس.

بينما قالت إحدى الأمهات للغارديان "لم أكن متأكدة مما سأفعله حتى رأيت ابنتي مرة أخرى"، وأضافت "أحب والدتي كثيرًا وأعرف ما يعنيه هذا بالنسبة لي. لكني أحب ابنتي أيضًا، لذا أريد بداية جديدة". وقالت أم ثانية إنها شاكرة للدعم الذي شعرت به خلال الأسبوع الماضي وأدركت الآن أنها بحاجة إلى قطع العلاقات مع مجتمعها، وأشارت "عندما أخبرت أهلي، أجابوني بأني لم أعد فردًا من العائلة".

وتجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة للنساء الإيزيديات اللواتي أجبرن على ترك أطفالهن، فإن صدمة وأثر الفراق لديهن يضاعفه الشعور بوصمة العار رغم ترحيب مجتمعهن بعودتهن. وحذرت منظمات غير حكومية من أن تفريق أم عن طفلها يولد عقدة نفسية دائمة لدى الأمهات وأطفالهن، إضافة إلى إمكانية ارتفاع معدلات الانتحار بين النساء اللواتي أجبرن على ترك أطفالهن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مطالبة هندية بإيقاف مسلسل على نتفلكس يسيء للأطفال

مصرف "HSBC" يتشدد في خطة وقف تمويل استثمارات الوقود الأحفوري بعد ضغط المساهمين