أعلنت مجموعة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، عن عزمها تسريح نحو 3600 موظف من قوة العمل لديها، بناءً على تقييم أداء الموظفين، في خطوة تهدف إلى تحسين الأداء العام للمجموعة، وفق ما أفادت به وكالة "بلومبيرغ".
هذا القرار جاء بعد أشهر من إعلان رئيس الشركة مارك زوكربيرغ عن خطط لرفع مستوى إدارة الأداء داخل ميتا، وطرد 5% من إجمالي الموظفين البالغ عددهم 72,400 موظف، في أيلول/سبتمبر 2024.
ووفقًا للمذكرة الداخلية التي أرسلتها الشركة إلى موظفيها، قرر زوكربيرغ الاستغناء عن الموظفين ذوي الأداء الضعيف بشكل أسرع. واعتبرت ميتا أن هذا الإجراء جزء من عملية إعادة الهيكلة التي تشمل زيادة فعالية القوة العاملة لديها، وهو أمر شائع في العديد من الشركات الأميركية الكبرى.
قرر مارك زوكربيرغ الاستغناء عن الموظفين ذوي الأداء الضعيف بشكل أسرع، من خلال تسريح نحو 3600 موظف من شركة ميتا
وكانت ميتا قد نفذت إجراءات مشابهة في عام 2023، الذي أعلنت فيه عن عام "الكفاءة" بعد الجائحة، حيث تم تسريح عدد من الموظفين في خطوة تهدف إلى تحسين الوضع المالي والتشغيلي للشركة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتتزامن عملية تسريح الموظفين مع تغييرات استراتيجية أخرى داخل المجموعة. ففي الأسبوع الماضي، أعلن مارك زوكربرغ عن إنهاء برنامج "تقصي صحة الأخبار" في الولايات المتحدة، وهو البرنامج الذي كان يهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة على منصات ميتا. بدلًا من الاعتماد على مدققين من منظمات مستقلة، سيتيح البرنامج الجديد للمستخدمين إضافة سياق إلى المنشورات، على غرار "ملاحظات المجتمع" التي تعتمدها منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك.
نفذت "ميتا" إجراءات مشابهة في عام 2023، الذي أعلنت فيه عن عام "الكفاءة" بعد الجائحة، حيث تم تسريح عدد من الموظفين في خطوة تهدف إلى تحسين الوضع المالي والتشغيلي لديها
كما أنهت "ميتا" برامج تهدف إلى تعزيز التنوع بين الموظفين في الشركة، كما خففت قواعد الإشراف على المحتوى على منصات فيسبوك وإنستغرام. وبذلك، أصبحت هذه المنصات "أكثر تسامحًا" مع المنشورات التي قد تحتوي على إساءات أو دعوات لإقصاء النساء والأقليات الجنسية من المؤسسات، وهو ما يشير إلى تحولات في سياسات الإشراف تتماشى مع توجهات سياسية جديدة داخل "ميتا".
وتُظهر هذه التغييرات أيضًا توجهات سياسية جديدة في استراتيجيات ميتا، إذ يُلاحظ تقاربًا متزايدًا بين مارك زوكربيرغ ودونالد ترامب، الذي يستعد للعودة إلى البيت الأبيض بعد أيام. فقد تناول زوكربيرغ العشاء مع ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وتبرع بمليون دولار لحفل تنصيبه، بالإضافة إلى تعيينه لعدد من حلفائه في المناصب القيادية داخل الشركة.
ولم يمر قرار شركة ميتا مرور السلام، فقد تعرض لموجة انتقادات شديدة، خاصةً من النشطاء المناهضين لخطاب الكراهية عبر الإنترنت الذين اعتبروا هذا التحول "أمرًا مفزعًا"، معتبرين أنه كان مدفوعًا برغبة مالك الشركة والمسؤولين فيها "بالوقوف على الجانب الأيمن من ترامب".
وتستمر "ميتا" في تنفيذ برنامجها لتقصي صحة الأخبار على نطاق عالمي، حيث تتعاون مع أكثر من 80 وسيلة إعلامية حول العالم في هذا المجال. وتركز ميتا بشكل كبير على توفير خدمات التحقق من الأخبار عبر منصاتها الشهيرة مثل فيسبوك وواتساب وإنستغرام، مع دعم لأكثر من 26 لغة.