27-مارس-2020

محطة قطار أنفاق في ووهان الصينية (Getty)

الترا صوت- فريق الترجمة 

يثير عدد من الحالات التي تكررت لديها الإصابة بفيروس كورونا بعد "التعافي" منه الكثير من التساؤلات حول دقة أدوات تشخيص وفحص فيروس كورونا الجديد، بعد أن باتت الصين تستعد لرفع تدابير الحجر الصحي والإغلاق الكامل في مدينة ووهان، بؤرة تفشي المرض الأولى في الصين، والسماح للسكان بمغادرة المدينة اعتبارًا من الشهر المقبل، الأمر الذي يثير بحسب تقرير شبكة NPR الأمريكية مخاوف بشأن موجة ثانية محتملة من حالات العدوى بمرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس الجديد.

ففي الفترة من 18 إلى 22 آذار/مارس، لم تسجل مدينة ووهان الصينية أي حالات جديدة من الإصابة بالعدوى من شخص إلى آخر داخل المدينة، أي أنّ التفشي "المجتمعي" للمرض قد توقّف تقريبًا في المدينة.  وقد اعتبر ذلك الإنجاز نقطة تحول بارزة في جهود احتواء الفيروس الذي أصاب أكثر من 80 ألف شخص في الصين، وكانت أكثر من نصف الحالات في كل الصين من هذه المدينة.

لكن يبدو أن بعض سكان ووهان الذين ثبتت إصابتهم في وقت سابق ثم تعافوا من المرض، قد ثبتت إصابتهم بالفيروس للمرة الثانية. استنادًا إلى بيانات من العديد من مرافق الحجر الصحي في المدينة، والتي ما تزال تؤوي المرضى لأغراض تتعلق بالمراقبة المستمرة لهم بعد خروجهم من المستشفيات، ويبدو أن 5 إلى 10 بالمئة من المرضى الذين تم إعلان "تعافيهم" من المرض، قد خضعوا للفحص مرّة أخرى ليكشف عن نتيجة "موجبة" تفيد بحملهم للمرض.

وكان بعض أولئك الذين خضعوا للفحص مجددًا حاملين للمرض لكن بدون أن تظهر عليهم أية أعراض، أي أنهم يحملون الفيروس ويستطيعون نقل العدوى للآخرين، لكنهم لا يظهرون أي أعراض قد تدل على ذلك، الأمر الذي قد يعني أن تفشّي المرض في ووهان الصين لم ينته بشكل نهائي بعد.

ماذا يعني ذلك؟

هل يمكن أن يعني هذا الاختبار الإيجابي الثاني أن الصين على موعد مع جولة ثانية من تفشي المرض؟ يعتقد علماء الفيروسات أنه من غير المحتمل أن يتعرض مريض تعافى من عدوى فيروسية إلى الإصابة بها مجددًا خلال هذه الفترة الموجزة، كما هي الحال في بعض الحالات التي تم الكشف عنها في ووهان الصينية، إلا أنهم يشيرون إلى أن الأبحاث لا تستطيع أن تقطع بشكل يقيني بما إذا كان ذلك ينطبق على فيروس كورونا الجديد ومرض كوفيد-19 الناجم عنه، وأن من السابق للأوان معرفة ذلك حاليًا.

يذكر أن الصين بموجب إرشادات الوقاية التي تتبعها السلطات هنالك لمنع تفشي كوفيد-19 لا تدرج في حسابها الإجمالي لحالات الإصابة أولئك الذين تظهر فحوصهم نتيجة موجبة بعد "التعافي" من المرض بعد خروجهم من المستشفيات، ولا الحالات التي تحمل الفيروس ولا تظهر عليها أية أعراض. وفي حديث أجرته شبكة NPR بالهاتف مع طبيب من ووهان الصينية أعرب فيه عن استهجانه لقرار السلطات بعدم احتساب الأشخاص الذين لا يظهرون أعراضًا في الإحصاء الرسمي العام لعدد الحالات المصابة بالفيروس.

أحد التفسيرات المقترحة لظهور نتيجة موجبة بعد افتراض التعافي من المرض هو احتمال وجود خلل في الفحص الذي أجري عليهم وأفاد بأنهم تعافوا من المرض، أي أنه أظهر نتيجة سلبية، رغم أنها قد تكون موجبة. ويذكر هنا أن الدكتور لي وينليانغ، الذي حاول الحديث في بداية انتشار المرض عن احتمال وجود وباء وتوفي لاحقًا بكوفيد-19 قد خضع لعدة فحوصات في البداية وجميعها كانت "سالبة"، ثم بعد عدة محاولات تبين أنه مصاب بالمرض.

وفي شباط/فبراير الماضي، أفاد وانغ تشين، مدير الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، وهي مؤسسة رسمية صينية، بأن الفحوص الحمضية التي تستخدم في الصين للكشف عن مرض كوفيد-19 تتراوح دقتها بين 30 إلى 50 بالمئة فقط على الأكثر.

أما التفسير الثاني فهو أن الفحص قد يكبر الأجزاء الصغيرة من الدنا الخاص بالفيروس، وقد تظهر بعض رواسب الفيروس الذي قضى عليه الجسم سابقًا، فتظهر نتيجة "موجبة" للفحص بسبب ذلك.

وكانت مقاطعة هوبي الصينية، وعاصمتها ووهان، قد قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستخفف من إجراءات الإغلاق المعمول بها منذ أكثر من شهرين في المدينة، وأنها ستبدأ بالسماح للسكان بمغادرة المدينة، حيث سيتم رفع إجراءات الحجر الصحي والسماح للسكان بالتنقل خارج ووهان في غضون أسبوعين، أي في 8 نيسان/أبريل المقبل، بحيث يتم ذلك وفق شروط معينة، منها اجتياز فحص فيروس كورونا الجديد بنتيجة "سلبية" لتفادي احتمال نقل المرض إلى خارج المدينة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف يزيد الهلع من احتمال إصابتك بفيروس كورونا الجديد؟

منظمة الصحة العالمية: اختبارات على أكثر من 20 لقاحًا ضد فيروس كورونا

دراسة: فيروس كورونا الجديد قد يؤدّي إلى تلف خلايا القلب

ما هي "الضائقة التنفسية الحادة"؟.. سبب الوفاة الأبرز في مرض كوفيد-19

ماذا يقول العلم عن نجاعة أدوية "الإيدز" في القضاء على فيروس كورونا؟

دراسة: السجائر الإلكترونية تزيد فرصة الإصابة بأعراض حادّة من مرض كورونا الجديد