28-أكتوبر-2020

أعلنت الهذلول بدء الإضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف اعتقالها (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

قالت أسرة الناشطة السعودية لجين الهذلول المعتقلة من قبل السلطات السعودية منذ أكثر من عامين، إنها بدأت إضرابًا جديدًا عن الطعام اعتبارًا من يوم الاثنين، للاحتجاج على ظروف احتجازها القسرية، وعدم السماح لها بالتواصل مع أسرتها بسبب مزاعم السلطات السعودية فرضها تدابير السلامة الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا الجديد، ورفضها الإفراج عن معتقلي الرأي السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان الذي اعتقلوا بعد مبايعة محمد بن سلمان وليًا للعهد.

قالت أسرة الناشطة السعودية لجين الهذلول المعتقلة من قبل السلطات السعودية منذ أكثر من عامين، إنها بدأت إضرابًا جديدًا عن الطعام اعتبارًا من يوم الاثنين

ونقلت وكالة رويترز على لسان لينا الهذلول أن مطلب شقيقتها لجين الهذلول (31 عامًا) الرئيسي يتمثل بالسماح لها الاتصال بعائلتها بانتظام، مشيرةً إلى أنها أخبرتهم أنها "متعبة من سوء المعاملة ومحرومة من سماع أصوات عائلتها"، وأضافت بأنها "ستبدأ إضرابًا جديدًا عن الطعام بداية من مساء (الاثنين) إلى أن يتم السماح لها بمكالمات منظمة مرة أخرى".

اقرأ/ي أيضًا: قيادة المرأة للسيارة..ابن سلمان في فرصة مع "التنوير" بعد الفشل في كل شيء

وكانت الهذلول قد دخلت إضرابًا عن الطعام لمدة ستة أيام في آب/أغسطس الماضي، بعدما منعت سلطات سجن الحائر في الرياض الاتصال عنها لأربعة أشهر، فيما أشارت لينا الهذلول إلى أنه منذ اعتقال شقيقتها مع عدة ناشطات حقوقيات في آذار/مارس عام 2018 لم تستطع التواصل مع عائلتها سوى مرات قليلة منها زيارة في 23 آذار/مارس الماضي، واتصال هاتفي في 19 نيسان/أبريل الماضي، فضلًا عن زيارة في 31 آب/أغسطس الماضي أيضًا.

وأشارت العديد من المنظمات الحقوقية سابقًا إلى أن السلطات السعودية تعتقل ما لا يقل عن ثلاث ناشطات نسويات في زنازين فردية منذ أشهر، لافتةً إلى أن الناشطات تعرضن للأذى الذي شمل صدمات كهربائية وجلدًا وتحرشًا جنسيًا، وهو ما تنفيه السلطات السعودية بزعمها أن الناشطات المعتقلات لديها قمن بالإضرار بالمصالح السعودية وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج، دون أن يتم الكشف عن أي من الاتهامات الموجهة إليهن.

وبعد ساعات من إعلان عائلة الهذلول دخول شقيقتهم إضرابًا جديدًا عن الطعام، دعا الحساب الرسمي لمعتقلي الرأي السعوديين على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي للتضامن مع لجين بإطلاق هاشتاغ #إضراب_لجين_الهذلول، فضلًا عن إطلاق نشطاء/ناشطات آخرين تصميمًا لصورة شخصية (Avatar) يحمل صورة الهذلول، مطالبين بالاستعداد لإطلاق الهاشتاغ في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت السعودية من يوم الثلاثاء ليكون الهاشتاغ رقم واحد في الممكلة، حيثُ تكون لجين قد أكملت 22 ساعة من إضرابها عن الطعام.

وكانت علياء الهذلول قد أشارت في مقابلة مع قناة فرانس 24 الفرنسية في وقت سابق، إلى أن التهم التي وجهتها النيابة العامة السعودية لشقيقتها بخصوص تواصلها مع منظمات أجنبية، كانت تتمثل بتقدم لجين للحصول على وظيفة في الأمم المتحدة، والتحدث مع صحفيين مرخص لهم العمل في السعودية، وهو ما أكده شقيقها بإشارته – وفقًا لرويترز – إلى أن الاتهامات الموجهة للجين تشمل التواصل مع 15 إلى 20 صحفيًا أجنبيًا في السعودية، ومحاولة التقدم لعمل بالأمم المتحدة، وحضور تدريب عن الخصوصية الرقمية.

في غضون ذلك، كشف حساب معتقلي الرأي عن ممارسة السلطات السعودية انتهاكات جديدة اتجاه الناشطات المعتقلات في سجن ذهبان، إذ غرد الحساب الحقوقي قائلًا: "وردتنا رسالة من شقيقة إحدى المعتقلات في سجن ذهبان تكشف أن السلطات تعمد إلى ممارسات جديدة للتضييق على المعتقلات، منها المماطلة في مواعيد الزيارات وتقليل كمية الأكل المخصصة لهم".

 
 

وطالب الحساب الحقوقي في تغريدة أخرى السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن الناشطات لجين الهذلول، نسيمة السادة، سمر بدوي، مها الرفيدي، زانة الشهري، نوف عبدالعزيز، مياء الزهراني، عائدة الغامدي، بالإضافة لجميع المعتقلات تعسفيًا في السجون السعودية، خاتمًا تغريدته بهاشتاغ #إضراب_لجين_الهذلول.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية قد أشارت في تقرير نشر في أيلول/سبتمبر الماضي، إلى أن السلطات السعودية حظرت الزيارات الشخصية للمعتقلين في سجونها على المستوى العام للبلاد اعتبارًا من آذار/مارس الماضي، مرجعة سبب منعها الزيارات الشخصية للحد من تفشي فيروس كورونا، لكن نشطاء سعوديون بالاشتراك مع مصادر أخرى أكدوا للمنظمة الحقوقية أن الرياض عملت بدون مبرر على حرمان عديد المعارضين المحتجزين لديها من الاتصال المنتظم مع العالم الخارجي.

ونقلت المنظمة الحقوقية في تقريرها عن أقارب المحتجزين في السجون السعودية، بمن فيهم الناشطة النسوية لجين الهذول، والداعية السعودي سلمان العودة، عدم تمكنهم من الاتصال بذويهم لما لا يقل عن فترة 3 أشهر، مشيرةً إلى أن معظم المحتجزين يواجهون محاكمات تؤجل مرارًا وبتهم تنتهك حقوقهم الأساسية. هذا إضافة إلى منع ولي العهد السابق محمد بن نايف من استقبال أفراد عائلته بزيارات شخصية منذ فترة احتجازه الأولى في آذار/مارس الماضي، دون معرفة إن كان يحصل على علاجه الخاص بمرض السكري.

وفي نيسان/أبريل وقع 21 نائبًا في البرلمان الأوروبي على عريضة للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تطالب بإنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة في السعودية، وإطلاق سراح الناشطات اللائي اعتقلنّ لمجرد المطالبة بحقوقهنّ، في محاولة لجمع المزيد من الحشد والضغط لوقف الانتهاكات الحاصلة ضد المرأة في السعودية.

وأشارت العريضة إلى أن السلطات السعودية اعتقلت عشرات نشطاء وناشطات حقوق الإنسان في السعودية لمجرد إطلاق حملات مناصرة لكسب حقوق، كان قد وعد ابن سلمان بتحقيقها بعد تسلمه مهامه في منصب ولي العهد، غير أن المجريات أتت عكس تلك الوعود من خلال تعريض الناشطات على وجه الخصوص للتعذيب النفسي والجسدي في السجون، لإرغامهنّ على الإقرار بعدم تعرضهنّ للتعذيب.

الخطوات "الإصلاحية" التي بدأها ابن سلمان بشأن حقوق المرأة في السعودية، كانت متناقضة مع الواقع الفعلي لانتهاكات حقوق الإنسان على مستوى البلاد 

كما أكد المرصد في تقرير منفصل على أن الخطوات الإصلاحية التي بدأها ابن سلمان بشأن حقوق المرأة في السعودية، كانت متناقضة مع الواقع الفعلي لانتهاكات حقوق الإنسان على مستوى البلاد بشكل عام، وذلك نتيجة السيطرة الأمنية الخانقة التي تفرضها السلطات السعودية عبر استهدافها منتقدي سياسة البلاد الراهنة، لافتًا إلى أن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة السعودية ما تزال تمس أبسط حقوقها.