02-فبراير-2025
كين مارتن

(AP) انتخاب زعيم الحزب الديمقراطي في مينيسوتا، كين مارتن، رئيسًا للجنة الوطنية

بعد الهزيمة الثلاثية التي واجهها الديمقراطيون في انتخابات العام الماضي، وهو ما كلفهم خسارة المكتب البيضاوي، بالإضافة إلى حصول الجمهوريين على "غالبية هشة" في مجلسي الشيوخ والكونغرس، بدأوا العمل منذ الآن على إعادة ترميم صفوفهم تمهيدًا لاستعادة قاعدتهم الانتخابية، وذلك عبر انتخاب زعيم الحزب في ولاية مينيسوتا، كين مارتن، رئيسًا للجنة الوطنية الديمقراطية.

وقد حسم مارتن انتخابات اللجنة الوطنية الديمقراطية في اجتماع الحزب الشتوي الذي نُظم في ضواحي واشنطن بحصوله على 246.5 صوتًا من أصل 428 صوتًا، في مقابل حصول منافسه رئيس الحزب في ويسكونسن، بن ويكلر، على 134.5 صوتًا. وكان من بين الداعمين لمارتن اثنان من الأسماء المرشحة التي انسحبت، وقدما الدعم له في هذا السباق، فضلًا عن عدم محاولة رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية الحالي، جيمي هاريسون، الترشح لإعادة انتخابه، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وحث مارتن الديمقراطيين عقب فوزه على الوحدة للوقوف صفًا واحدًا في وجه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، مؤكدًا أن الديمقراطيين لديهم "فريق واحد.. معركة واحدة". وتسود حالة من التوافق داخل أروقة الديمقراطيين على أنهم يحتاجون بذل المزيد من الجهد لجذب الناخبين من الطبقة العاملة، وتعزيز رسالتهم السياسية عبر منافذ الإعلام غير التقليدية على مدار العام، تمهيدًا لبدء حملات انتخابات التجديد النصفي التي تأتي بعد عامين من انتخابات الرئاسة الأميركية.

حث كين مارتن الديمقراطيين عقب فوزه على الوحدة للوقوف صفًا واحدًا في وجه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، مؤكدًا أن الديمقراطيين لديهم "فريق واحد.. معركة واحدة"

وقد تحول سباق الانتخابات لرئاسة اللجنة الوطنية في بعض الأحيان إلى صراع سياسي بين مارتن وويكلر، وهما زعيمان للحزب في ولاية الغرب الأوسط، وقد خاضا الانتخابات على أساس سجلهما في انتخاب الديمقراطيين في مناطق تنافسية. وفي الوقت الذي تباهى مارتن بالإشراف على سلسلة انتصارات الديمقراطيين في ولاية في مينيسوتا، فإن ويكلر اعتمد على السجل الانتخابي في ويسكونسن.

وكانت قضية جمع التبرعات واحدة من القضايا القليلة التي ميزت بين مارتن وويكلر. إذ كان ويلكر عرضة لانتقادات بعض المرشحين لاعتماده على الأثرياء في تمويل حملته الانتخابية، والذين كان من بينهم جورج سوروس وريد هوفمان، حيثُ قدم كل شخص مبلغ 250 ألف دولار. وعلى الطرف الآخر، حصل مارتن على مبلغ 100 ألف دولار كتمويل لحملته الانتخابية من قبل رجل الأعمال فانس أوبرمان، وقد دافع مارتن عن حاجة الحزب إلى قبول الأموال من المانحين الأثرياء لمواكبة الجمهوريين.

ووصف مارتن نفسه في كلمته أمام الديمقراطيين بأنه "تقدمي مؤيد للعمال"، وتابع مضيفًا "أنا أقف إلى جانب الأسرة العاملة الأميركية، ليس إلى جانب اللصوص، أو المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط والغاز، أو إلى جانب من يحطمون النقابات".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن التغيرات السياسية التي أعاد ترامب من خلالها تشكيل الحكومة الأميركية خلال الأسبوعيين الماضيين أجبرت الديمقراطيين على إصلاح استراتيجياتهم لمعارضته.

ويأتي اختيار مارتن لهذا المنصب بعد أقل من أسبوعين من تنصيب ترامب، فيما يكافح الديمقراطيون لمواجهة الحجم الهائل من الأوامر التنفيذية وقرارات العفو التي أصدرها الرئيس الجمهوري، فضلًا عن عمليات التغيير التي طرأت على طواقم الموظفين والعلاقات المثيرة للجدل التي تتشكل في الإدارة الجديدة.

وفي المقابل، وصل التصور العام للحزب الديمقراطي إلى أدنى مستوياته، حيثُ أظهر أحدث استطلاع للرأي أن 31 بالمئة من الناخبين لديهم رأي إيجابي عن الحزب الديمقراطي، بينما قال 43 بالمئة إن لديهم الرأي ذاته تجاه الجمهوريين.

ويصل مارتن إلى رئاسة اللجنة الوطنية في الوقت الذي واجه الديمقراطيون انتكاسات متتالية أدت إلى استبعادهم من السلطة في واشنطن. لكن هذه الانتكاسات، كما ترى مجلة "بوليتيكو" الأميركية، قد يكون لها دور إيجابي يرفع من اسم مارتن. إضافة إلى ذلك، فإن الديمقراطيين يتطلعون إلى إعادة تأكيد أنفسهم في الولاية الثانية لترامب، خاصة في ظل عدم تواجدهم في البيت الأبيض، وسط ترجيحات بأن يكون لمارتن دورًا مهمًا في تحديد شروط الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2028.

وتعهد مارتن بإصدار تقرير علني بشأن انتخابات الرئاسة لعام 2024، وهو الأمر الذي لم تفعله اللجنة الوطنية الديمقراطية بعد خسارتها الانتخابات في عام 2016.

وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين لـ"بوليتيكو" إن مارتن "أدار الحزب الديمقراطي العمالي (في مينيسوتا) بقبضة من حديد"، وأضاف أنه "كان مثيرًا للإعجاب للغاية. إنه مثل ستالين، وأنا أقول ذلك كمجاملة".