01-سبتمبر-2020

مصطفى أديب متجولًا في الجميزة (حسام شبارو/الأناضول/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير  

استبق الرئيس اللبناني ميشال عون بالتوافق مع الأحزاب السياسية الحاكمة في لبنان وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، يوم الاثنين 31 آب/أغسطس 2020، بإعلان تكليف السفير اللبناني السابق في ألمانيا مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة، بعدما قدمت حكومة حسان دياب في وقت سابق من شهر آب/أغسطس  استقالتها على خلفية الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت مما أدى لدمار في البنية التحتية للعاصمة اللبنانية التي تواجه أساسًا  أزمة اقتصادية وصلت بسعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة بتدنيها.

بعد أن تعرقلت تسمية رئيس "توافقي" للحكومة اللبنانية  قرابة شهر وقع الاختيار على مصطفى أديب بعد ضغوط فرنسية وفق الأنباء المتداولة

جاء تكليف أديب بشكل رسمي بعد حصوله على تأييد ما لا يقل على 66 نائبًا في البرلمان اللبناني من أصل 121 نائبًا. علمًا أن عدد نواب المجلس 128 نائبًا، قبل أن يقدم 7 نواب استقالتهم احتجاجًا على انفجار مرفأ بيروت. وقال أديب في أول تصريح له عقب إعلان تكليفه رسميًا من الرئاسة اللبنانية إنه سيعمل على تشكيل حكومة جديدة "في أسرع وقت ممكن". موجهًا دعوته للشروع فوريًا بتنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي، قبل أن يختم حديثه محذرًا من أن "الفرصة أمام بلدنا (لبنان) ضيقة"، وتابع مضيفًا أن "المهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية".

اقرأ/ي أيضًا: "مزاد الخسائر" في مرفأ بيروت.. مفتوح على كل الاحتمالات

بعد ساعات من إعلان الرئاسة اللبنانية توافق الأحزاب السياسية على تكليف أديب بصورة رسمية بتشكيل الحكومة الجديدة، وصلت طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار بيروت الدولي في وقت متأخر من مساء الاثنين. فيما كانت التقارير المتداولة تشير إلى أن هدف ماكرون من الزيارة ينصب في الاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، أشار ماكرون  في تصريحات صحفية أن الهدف من الزيارة الضغط على السياسيين اللبنانيين لإجراء إصلاحات تنتشل البلاد من أزمتها الاقتصادية، واستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة، والعمل "سويًا على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار" بحسب الرئيس الفرنسي.

كما نقلت وكالة رويترز عن سياسي لبناني كبير قوله إن تكليف أديب كان نتيجة لضغوط فرنسية مورست قبل 48 ساعة من زيارة ماكرون، موضحًا ذلك بقوله "كان الضغط ناتجًا عن اتصالاته (ماكرون) مع الجميع.. الضغط الناتج عن مجيئه إلى لبنان.. الضغط الناتج عن عدم رغبة الجميع في مضايقته"، بينما قال سياسي آخر إن "ماكرون واكب العملية خطوة بخطوة" في إشارة لتكليف أديب رسميًا.

اقرأ/ي أيضًا: هل يمكن تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية في لبنان؟

وعادة ما كان يستغرق تشكيل الحكومات اللبنانية عدة أشهر بسبب الخلاف بين الأحزاب السياسية على الحقائب الوزارية، لكن الضغوط التي مارسها ماكرون مدفوعًا لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية، والاتصالات المكثفة التي أجريت نهاية الأسبوع الماضي، بعد وصول الأحزاب السياسية لطريق مسدود بشأن اختيار رئيس جديد للوزراء، دفعت بالرئيس الفرنسي لتكثيف جهوده من أجل التوافق على أديب، الذي يحظى بدعمه إلى جانب دعم الحريري الذي اقترح اسم أديب كخيار بعد إعلان سحب اسمه من قائمة الترشيحات للمنصب.

يأتي تكليف أديب في وقت يواجه لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة، زاد من حدتها انفجار مرفأ بيروت الذي دمر نصف العاصمة اللبنانية، يوم 4 آب/أغسطس الماضي، مما أسفر عن مقتل 190 شخصًا، وإصابة ما لا يقل على 6500 آخرين، إضافة لخسائر اقتصادية تتجاوز حاجز 8 مليارات دولار في البلد الذي يعاني أساسًا من شح في السيولة النقدية الأجنبية.

وبحسب بيان صادر عن مجموعة البنك الدولي فإن الأضرار المادية الناجمة عن الانفجار تقدر ما بين 3.8 إلى 4.6 مليار دولار، في حين تقدر الأضرار الاقتصادية ما بين 2.9 إلى 3.5 مليار دولار، وذلك من خلال تقييم سريع للأضرار والاحتياجات أجرته المؤسسة المالية بالاشتراك مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن لبنان يحتاج بشكل عاجل مبلغًا يتراوح بين 605 إلى 760 مليون دولار للتعافي من الكارثة.

وأشارت المؤسسة المالية في بيانها إلى توقعها انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في لبنان من نسبة 0.4 % خلال العام الجاري إلى نسبة 0.6 % في العام القادم، حيث كانت قطاعات الإسكان والنقل والمواقع الثقافية الأثرية الأكثر تضررًا من انفجار بيروت، علمًا أن تقديرات سابقة للمؤسسة المالية تحدثت عن أن الاقتصاد اللبناني سينكمش بنسبة 10.9 % مع نهاية العام الجاري، 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"رفع الدعم" في لبنان.. استكمال الانهيار بالانهيار

لوكاشينكو يستعين ببوتين لقمع المعارضة والصحافة في بيلاروسيا