07-مارس-2021

احتجاجات متجددة في لبنان (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

لليوم الخامس على التوالي استمرت احتجاجات اللبنانيين في العاصمة بيروت بسبب الانهيار غير المسبوق للعملة وتدهور الأوضاع المعيشية في ظل استمرار الأزمة السياسية التي يعرفها البلد منذ شهور.

لليوم الخامس على التوالي استمرت احتجاجات اللبنانيين في العاصمة بيروب بسبب الانهيار غير المسبوق للعملة وتدهور الأوضاع المعيشية 

وقد بدأ المحتجون مظاهرتهم أمام جمعية مصارف لبنان مطالبين بالحصول على ودائعهم، ثم توجهوا بعد ذلك  إلى مبنى البرلمان وسط بيروت للاحتجاج معبرين عن إحباطهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية ومطالبين بمحاسبة المسؤولين ووضع حدٍّ لممارساتهم القائمة على المحاصصة والفساد ونهب حقوق المواطنين، بمن فيهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يواجه اليوم ليس فقط شكاوى قضائية محلية ومن ناشطين مدنيين بل القضاء السويسري أيضًا الذي يحقق في التحويلات المالية، هذا فيما شهدت العاصمة بيروت  انتشارًا مكثفًا لقوات الجيش.

اقرأ/ي أيضًا: تصعيد جديد لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت

 وبحسب مقاطع منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي فقد أضرمت مجموعات من المحتجين النيران بإطارات السيارات، في محاولة منهم لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي، وذلك منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد قبل خمسة أيام، مما أثار غضب اللبنانيين الذين يتوقعون منذ فترة طويلة هذا الانهيار الذي أصاب المواطنين بالذعر، في ظل مخاوف من نفاد بعض السلع من السوق، خاصة منها تلك المدعومة وتراجع القدرة الشرائية للسكان.

في الأثناء  أصيب 7  أشخاص من المحتجين بجروح متفاوتة في حادث دعس متعمّد لمحتجين على شارع رئيسي جنوب العاصمة بيروت، في ظل مخاوف من أن يقود التدافع أمام المحلات من وقوع شجارات وسقوط ضحايا.

هذا وتتسارع وتيرة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء منذ أكثر من أسبوعٍ بشكل لافتٍ، وقد وصل سعر الدولار يوم الأحد حاجز 11 ألف ليرة لبنانية.

وفي كلمة ألقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على خلفية التطورات الأخيرة هدّدد دياب بالعكوف عن العمل، مستبعدًا أن تكون حكومته ذات المهام الضيقة مسؤولة عن تردي الأوضاع، وقال دياب في كلمته التي وجهها للبنانيين: "في ظل تعاظم التحديات، يجب ألّا يتقدّم أي عمل على جهود تشكيل الحكومة الجديدة، فالمعادلة واضحة، لا حلّ للأزمة الاجتماعية من دون حلّ الأزمة المالية، ولا حلّ للأزمة المالية من دون استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا مفاوضات مع صندوق النقد من دون إصلاحات، ولا إصلاحات من دون حكومة جديدة".

وأضاف أن "أي نقاش آخر خارج هذا السياق هو عبث سياسي، ومحاولة لتقاذف المسؤوليات، وهو ما قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وتعطيل الهامش الذي نتحرّك فيه لتسيير أمور البلد، حتى أشارك في الضغط لتشكيل الحكومة".

وتابع قائلًا: "إذا كان الاعتكاف يساعد على تشكيل الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، على الرغم من أنه يخالف قناعاتي، لأنه يؤدي إلى تعطيل كل الدولة ويضرّ بمصلحة اللبنانيين".

تتسارع وتيرة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء منذ أكثر من أسبوعٍ بشكل لافتٍ، وقد وصل سعر الدولار يوم الأحد حاجز 11 ألف ليرة لبنانية

وتساءل في ختام كلمته: "هل صحيح أن التسوية تحتاج إلى تسخين؟ وأنه لا يمكن تشكيل الحكومة على البارد؟"، قبل أن يضيف "فلنترك أوهام وطموحات السلطة جانبًا، لأن الآتي من الأيام لا يبشّر بالخير إذا بقي العناد والتحدّي والمكابرة حواجز أمام تشكيل الحكومة العتيدة، إذ إن لبنان بخطر شديد، واللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار الثقيل".