09-مايو-2016

أم خالد(يوتيوب)

دخلت أم خالد إلى ملعب "المنارة"، في مهرجان لائحة "بيروت للبيارتة" الانتخابي، وذلك بوجود سعد الحريري، معتمدة لهجتها البيروتية المصطنعة، "أم خالد" ممثلة تتقن الشّخصية البيروتية لهجةً لا شكلًا، ترتدي منديلًا أزرقًا دلالةً على تبعيّتها لتيّار المستقبل. صرخت أم خالد، "زيح وليه!، مرّقني شوف الشّيخ سعَدَ"، وسط هرجٍ ومرجٍ جماهيري.

شخصية أم خالد مميّزة في الأداء الكوميدي لكن مأساة عندما تُستثمر سياسيًا

شخصية أم خالد شبيهة بشخصية أم طعّان الجنوبية، التي كبرنا على "سكاتشاتها" الكوميدية، وشبيهة بشخصية أبو طلال الصّيداوي بطل ChiNN، مميّزة في الأداء الكوميدي لكن مأساة عندما تُستثمر سياسيًا، للآن لا يستطيع المتابع تبيان أسباب وجود هذه الشّخصية بمهرجانٍ انتخابي حريري، ما معنى الغزل بـ"سكسوكة الشّيخ سعد" في حين أن المطلوب هو طرح برنامج انتخابي للعاصمة، على تصفيفة شعر الشّيخ ستحلّ أزمة النّفايات و"عجقات السّير"؟ أم أنّ "يقبرني طولو" ستطيل بال اللبناني على الأزمات وتُنهي الفساد وسرقة المشاعات؟

اقرأ/ي أيضًا: حريات الإعلام في لبنان.. رجعنا يا زمان

نحن أمام خيارين يتعلّقان بإشراك شخصية "أم خالد" بمهرجان الحريري الانتخابي، الأول، مدراء حملة الحريري الانتخابية يجهلون طبيعة المعركة، لدرجة أنّهم يظنّون أن الرّأي العام يُساق بالمظاهر اللطيفة وشخصياتٍ هزلية كشخصية أبو العبد. الثّاني، استخفاف الحريري وفريقه بالنّاخب البيروتي والتّركيز على إظهاره بمظهر الغبي، أو الضّعف في إبراز برنامج مقنع قد يقود للمحاسبة فيما بعد، أو احتمال المحاسبة يومًا ما.

إخراج الانتخابات من بعد 6 سنواتٍ على موعد آخر انتخابات تم إجراؤها، كاستحقاق تافه، أو كوميدي، من بعد تمديدين إجباريين لمجلس النّواب، جريمةٌ تضاف لسجلّ جرائم هذه السّلطة، سلطة "أم خالد" وأمثالها في التّعاطي. السّلطة تعلم علم اليقين أن الانتخابات البلدية تعني حكمًا إبطال حجّة التّمديد للمجلس النّيابي، الذي مُدّد له بذريعة الأوضاع الأمنية، بينما فجأة، أصبح إجراء الانتخابات ممكنًا حتّى في عرسال، المصنّفة كأراضٍ محتلّة من قبل "النّصرة" وأخواتها.

اقرأ/ي أيضًا: ما هو أبعد من إيقاف "المنار"!

ابتسامة الحريري اللطيفة عند رؤيته أم خالد، مع ما تحمله من مظهرٍ ظريف، لا تكفي لتمسح سلسلة الكوارث التي نعايشها، لا سيما في بيروت، مآثر رئيس البلدية السّابق، بلال حمد، المحسوب على الحريرية السّياسية غير قابلةٍ للنسيان، ولا حتّى بأغنية أم خالد أم ابتسامة سعد، ولا بوعود تافهةٍ ناقصة، ولا بلائحةٍ تجمع أقطاب الفساد جميعًا، خوفًا من أن يتحسّس أحدهم وينتفض على قضم حصصه.

استغباء الرّأي العام، ومعاملته كقاصرٍ بحاجةٍ لولي أمر لم يعد مقبولًا، التّصرف بلا مبالاة وسطحية، والعودة لأمجاد الأب بعد فشل الابن في إثبات نفسه كزعيمٍ غير مقبول، اللعب على العصبيات والعواطف غير مسموح، عند أول استحقاقٍ انتخابي، نسي الحريري 7 أيّار، والذي كان الرّافعة الأبرز للحريري وفريقه أيام شدّ العصب الطّائفي. ضحكنا، استمتعنا بعرض "أم خالد" الهزلي، لكن ليسمح لنا من دفع بها إلى المسرح، زمن استغباء الرّأي العام قدّ ولّى، فرائحة النّفايات العابقة في أرجاء العاصمة كفيلةٌ بإزالة الغشاوة عن أي فكرةٍ أو حدث، السّياسة والإنماء والتّنمية، ليسوا أم خالد.

اقرأ/ي أيضًا:

وثائق بنما اللبنانية.. "شو وقفت عليهن"؟

"كذبة لبنان".. ومنارة الحرّيات السعودية!