27-يوليو-2020

لوحة لـ هاورد هودجكن/ بريطانيا

  • إلى عزّة وأمين

 

رجل يقرأ نفسه بأبيه

 

تعلّمتُ أن الأغنيات التي أردّدها هي الأغنيات التي تردّدني.

يعيش الواحد فينا أقرب إلى أمّه من أبيه 

ولما يكبر يكتشف فجأة أنه أصبح رجلًا يقرأ نفسه بأبيه.

في داخلي شيء من أغنية أبي،

شيء من أصل الشجرة

وشيء من أصل الغراب.

وعندما يكون المرء صغيرًا لا يرى ذلك، 

يرى الشجرة وعليها سرب من الغربان

وهو واقف أمامها يقلب سيرته الأولى

ويفكر بقطع الشجرة وقتل سرب الغربان،

لكنه لا يستطع فعل ذلك،

إلا إذا تدخل الله نفسه واقتلع الشجرة من جذورها!

وأنا لويتُ الشجرة من عنقها، ثم جلست أحمل زهرها الذي ظل شوكة في دمي

لن أمنع نفسي عن البيرة والرقص

لن أغيّر أغنية كانت لسنوات أغنيتي

سأتذكر دائمًا أنه وفي العشب القليل هنا

هناك ما يشبهني

عالم يمشي دون أن يفكر كيف يزداد المال سطوة

وأطفال لا يصدقون كلام أستاذ الدين عن الله في المدرسة

والله الذي لا يصدّق الصلوات.

 

ثلاث كتب في علم الاجتماع السياسي

 

امرأة تجلس في البيت بعد أن أنهت دوامها الجامعي، بين الكتب وأوراق الامتحانات ولا تفكر بالذهاب إلى أي مكان.

رجل يجلس في المقهى بعد العصر في المقهى لوحده، معه هاتفه النقّال وأرقام أصدقائه ولا يفكر بالاتصال بأحد أو الذهاب إلى أي مكان.

لا توجد هنا امرأة تقف عند النافذة وتلوح لرجال عائدين، لا يوجد نافذة أيضًا.

لا يوجد هنا رجل يفكر بإلقاء نفسه في البحر، لا يوجد بحر.

ولا يوجد سيناريو آخر مثل:

أن يجتمع الرجل بالمرأة العائدة من عملها ومعها ثلاثة كتب في علم الاجتماع السياسي.

المرأة العائدة من عملها ومعها ثلاثة كتب في علم الاجتماع السياسي ستظل على شحوبها

الرجل الجالس في المقهى سيظل الرجل الجالس في المقهى ولو لم تكن طرق هذه المدينة ملأى بالنساء الوحيدات والرجال الهاربين لحدث شيء آخر،

مثل أن يجلس الرجل والمرأة في غرفة واحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في ليل تموز

سنونوة ورجل حزين نسي أن يخبئ الفرح