08-يوليو-2019

البرازيل بطلة للنسخة الـ46 من كوبا أمريكا (Getty)

توّجت البرازيل بالنسخة الـ46 من كأس كوبا أمريكا لمنتخبات قارّة أمريكا الجنوبيّة، بعد فوزها في المباراة النهائيّة على البيرو بثلاثة أهداف دون رد. بذلك نالت البرازيل اللقب التاسع في تاريخها، حيث تحمل الأوروغواي الرقم القياسي بعدد مرّات حمل الكأس 15 مرّة، تليها الأرجنتين بـ14 مرّة، وهنا حافظت البرازيل على سجّلها دومًا في المركز الأوّل ببطولة كوبا أمريكا في المرّات التي تستضيفها على أراضيها.

في وقت متأخّر من ليلة الثاني والعشرين من حزيران الفائت، التقت البرازيل مع البيرو ضمن الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى، وفي تلك المواجهة سحقت البرازيل البيرو مع الرأفة بخمسة أهداف دون رد، وكادت الحصيلة أن تصبح أكثر من ذلك لولا إهدار جيسوس لركلة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة. مرّت الأيام التالية بما تحمله من مفاجآت، فلم يجرؤ أحد حتّى البيروفيون أنفسهم على التكهّن بوصول بلادهم لنهائي كوبا أمريكا، لكنّها أقصت الأوروغواي بركلات الترجيح، وكادت البرازيل أن تودّع البطولة بالركلات نفسها أمام الباراغواي، إلا أنّها نجت في آخر المطاف.

نالت البرازيل اللقب للمرّة التاسعة في تاريخها، وتملك الأوروغواي الرقم القياسي بـ15 لقبًا ثمّ الأرجنتين 14

ومع وصول الفريقين للدور نصف النهائي تألّقت البيرو أمام تشيلي وحرمتها من الحفاظ على لقبها للمرّة الثالثة على التوالي، عندما هزمتها بثلاثة أهداف دون رد، فيما عانت البرازيل الأمرّين أمام الأرجنتين في السوبر كلاسيكو ، لكنّها بلغت المباراة النهائيّة أخيرًا بعد الفوز 2-0. وسط هذه المعطيات أدرك أصحاب الأرض أن البيرو التي سيواجهونها مختلفة بشكل تام عمّا ظهرت عليه في الثاني والعشرين من حزيران، هي قاهرة حامل اللقب، وهي أيضًا من طرد الأوروغواي أبرز المرشّحين لحمل كأس النسخة الحالية.

 بالمقابل كانت كلّ المؤشّرات تفيد بفوز البرازيل التي تتفوّق على البيرو بأشواط، هي الأقوى هجوميًّا برصيد عشرة أهداف، والأقوى دفاعيًّا لأنّها تملك حارسًا فذًّا اسمه أليسون بيكر، ولم يستطع أحد أن يهزّ شباكه في البطولة، من لم ينجح ميسي ورفاقه في هزّ شباكه، كيف سيسمح للعجوز غوريرو أن يفعل ذلك..

اقرأ/ي أيضًا: السوبر كلاسيكو.. البرازيل تقصي الأرجنتين وتتأهل لنهائي كوبا أمريكا

بدأت البرازيل المباراة بأفضليّة واضحة على خصمها، سيطرت على أرضية الماراكانا، وشنّت هجماتها مبكّرًا علّها تزيح لعنة الهزائم على أرضها في المناسبات المهمّة، آخرها سباعيّة ألمانيا في 2014، وأوّلها كارثة الماراكانازو سنة 1950، ومع استحواذ راقصي السامبا على الكرة، نجح إيفرتون في افتتاح النتيجة بالدقيقة 15، عندما تلقّى كرة عرضيّة متقنة من غابرييل جيسوس، وأودعها في شباك البيرو على يمين الحارس غاليسي.

بعد هدف البرازيل الأوّل، شعرت البيرو بالخطر الشديد من كارثة تشبه ما حدث قبل أسبوعين في الدور الأوّل، فقلّلت من مغامراتها الهجوميّة، واعتمدت على الهجمات المرتدّة بقيادة غوريرو الذي بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، ويلعب الآن مباراته الدولية رقم 100 مع منتخب بلاده، ومع استمرار الضغط البرازيلي كاد كوتينيو أن يعزّز النتيجة لولا أن جاورت تسديدته القائم، فيما عاب البرازيليين التسرّع في إنهاء الهجمات، والثقة الزائدة بقدرتهم على حصد اللقب.

ومع غروب شمس الشوط الأوّل حازت البيرو على ركلة جزاء، منحها الحكم بعد لمسة يد المدافع تياغو سيلفا للكرة من داخل المنطقة المحرّمة، انبرى لها غوريرو وترجمها بنجاح داخل الشباك، معلنًا عن أوّل هدف يهزّ شباك الحارس بيكر في البطولة، وكان أصحاب الأرض محظوظين للغاية بعدما نجحوا في تسجيل هدف التقدّم قبل ثوان قليلة من نهاية الشوط الأوّل، عندما دخل جيسوس من العمق وتلقّى كرة من أرتور أودعها في الشباك على يمين الحارس.

رغم تقدّم البرازيل بهدفين دون رد، إلا أنها أيقنت أن مكر البيرو لا يؤتمن، خصوصًا بعد هدف غوريرو، لذلك بادرت بشنّ هجمات في الشوط الثاني هي أكثر شراسة من نظيراتها في الشوط الأوّل، فانطوت البيرو في الخطوط الخلفيّة دون حول أو قوّة، ولا يوجد أمامها سوى الهجمات المرتدّة علّها تصنع المعجزة. ووسط تلك الظروف تبارى مهاجمو البرازيل على إضاعة الفرص المحقّقة، انفراد تام ضاع من فيرمينيو، تسديدة من داخل الجزاء أهدرها كوتينيو، إلى أن صعق حكم اللقاء كل من يرتدي القميص الأصفر في الملعب، وحتّى في المدرّجات..

اقرأ/ي أيضًا:  عودة المتعة للسامبا.. البرازيل تثأر من البيرو وترضي جماهيرها بخماسية

إذ ارتكب غابرييل جيسوس هفوة قاتلة تسبّبت بإحراج فريقه، وكادت أن تمنح البيرو اللقب، عندما نافس بخشونة على كرة مع لاعب البيرو، ونال إنذارًا مستحقًّا على ذلك من قبل حكم اللقاء، الإنذار هو الثاني في اللقاء لمهاجم مانشستر سيتي، فطُرد من الملعب بالدقيقة 70، وكان على البرازيل من تلك اللحظة أن تلعب ناقصة الصفوف وتعود للخطوط الخلفيّة، ولا تحتاج البيرو سوى لهدف التعديل بهذا التفوّق العددي، لأن الوقتين الإضافيين إن تم تسجيل التعادل، سيكونان كفيلين بمنح الأفضليّة للبيرو بسبب إنهاك البرازيليين ناقصي الصفوف، خرج جيسوس من أرض الملعب باكيًا، وأطبق الصمت في مدرّجات الماراكانا.

زاد حماس بيرو بعد هذا الطرد، فأجرى مدرّبهم تبديلين هجوميّين لاستغلال النقص العددي، فيما عمد تيتي مدرّب البرازيل على إخراج فيرمينيو وإدخال ريتشارلسون، لأن الدقائق القادمة سيتحتّم فيها على اللاعبين الجري بمسافات زائدة عن الحد المعتاد عليه، وهو أمر لا يتناسب مع فيرمينيو الذي بان عليه التعب. ووسط ضياع المدرّبين في هذه المعطيات والتفاصيل كادت البيرو أن تسجّل هدف التعادل، لكنّ كرة فلوريس القويّة مرّت بجانب قائم أليسون بيكر، وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، منح حكم اللقاء ركلة جزاء للبرازيل، بعدما تعرّض إيفرتون لعرقلة من داخل منطقة الجزاء، نفّذها بنجاح ريتشالسون، مانحًا البرازيل التأكيد على الظفر باللقب للمرّة التاسعة في تاريخ السيليساو، ومنهيًا أحلام البيرو في تحقيق المفاجأة، فإن كان خصمك البرازيل في أرض برازيلية، لن يصحّ إلا الصحيح.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:        

كوبا أمريكا.. ركلات الترجيح تمنح البيرو بطاقة نصف النهائي على حساب الأوروغواي

  الأرجنتين تعبر دور المجموعات من بوابة قطر بعد أداء مشرّف للعنّابي