واصلت إسرائيل عدوانها الواسع على قطاع غزة، حيث شنّت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سلسلة غارات دموية أسفرت عن استشهاد 19 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونازحون، فضلًا عن تدمير منشآت طبية وتعليمية، في وقتٍ تحذّر فيه منظمات حقوقية وطبية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي يومٍ دامٍ جديد، استهدفت الغارات مستشفى "الدرة" شرق غزة، فيما تحوّلت خيام النازحين في ساحة مدرسة "يافا الثانوية للبنين" إلى كتلة من اللهب، بفعل قصفٍ مباشر.
استهداف المدارس وخيم النازحين
في مدينة غزة، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح خطيرة، بعد منتصف ليل الأربعاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح. الطائرات المسيّرة قصفت خيمة داخل ساحة المدرسة، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد كبير من الخيام والغرف الصفية، خاصة مع وجود محطة وقود قريبة.
شنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سلسلة غارات دموية أسفرت عن استشهاد 19 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونازحون
الدفاع المدني أكد أن عددًا من جثامين الشهداء تم انتشالها وهي متفحمة بالكامل. كما استشهد 3 فلسطينيين في قصف مماثل على مدرسة يافا شرق مدينة غزة.
واستشهد طفل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمالي القطاع، في حين شنت قوات الاحتلال غارات على بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس، ونفذت عمليات نسف واسعة في رفح.
فيديو | شهداء ارتقوا حرقًا جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مدرسة يافا بحي التفاح شرق غزة pic.twitter.com/k7rNGWFpr4
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 23, 2025
جريمة جديدة ضد القطاع الطبي
أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال قصف مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة، ما ألحق أضرارًا جسيمة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة. وأكدت الوزارة أن "الاحتلال لا يكتفي بمنع الدواء والغذاء، بل يمعن في حرمان أطفال غزة من الحياة".
كما أشارت إلى وفاة أكثر من 400 مريض من مرضى غسيل الكلى منذ بدء الحرب، أي ما يمثل 40% من مجمل المصابين بالفشل الكلوي، نتيجة لانعدام العلاج والمستلزمات.
بدورها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن نقص معدات غسيل الكلى يتفاقم في غزة بسبب انعدام مخزون الأدوية.
تفاصيل جديدة حول جريمة قتل عمال الإغاثة في رفح
اتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب بعد قتله عددًا من المسعفين ودفنهم في قبر جماعي في رفح. وقالت الجمعية إن رواية الاحتلال تتناقض مع الوقائع، حيث تم استهداف طواقمها التي كانت تعمل بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحقيقًا يكشف تفاصيل صادمة حول استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمركبات الإسعاف والدفاع المدني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث وثّق التحقيق إطلاق نار مباشر استمرّ لأكثر من ثلاث دقائق ونصف من مسافة صفر، تعمّد فيه الجنود تبديل مخازن الذخيرة أكثر من مرة أثناء إطلاقهم النار.
▶️ شهداء وجرحى جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي شرق خانيونس. pic.twitter.com/SemdbLc8C6
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) April 22, 2025
وأفاد العاملون في فرق الإغاثة بأنهم حاولوا التعريف عن أنفسهم أثناء تعرضهم للقصف، وأن مركباتهم كانت تسلك مسارات معروفة لا تستدعي تنسيقًا مسبقًا، ما ينفي رواية "الخطأ في التعرف" التي اعتادت إسرائيل التذرّع بها.
وأشار التحقيق إلى أن الجنود كانوا قد تلقوا بلاغًا مسبقًا يفيد بوجود حركة نشطة لسيارات الإسعاف في المنطقة، ما يجعل استهدافها عملًا متعمّدًا يرقى إلى جريمة حرب.
اجتماع المجلس المركزي
أصدرت حركة حماس بيانًا اعتبرت فيه أن اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني جاء ناقصًا من حيث التمثيل ولا يعكس الإجماع الوطني الفلسطيني، مشددة على أن المرحلة تقتضي قرارات مسؤولة وشجاعة توازي حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة.
ودعت الحركة إلى اتخاذ خطوات عملية، أبرزها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وقطع كل أشكال العلاقة معه، وتصعيد المقاومة الشعبية والسياسية على مختلف المستويات، إلى جانب تفعيل القرارات السابقة الصادرة عن المجلس المركزي والتي لم تُنفّذ حتى الآن.
كما شددت على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية، بما يضمن تمثيلًا عادلًا لكل القوى والفصائل الفلسطينية.