28-أبريل-2025
جزر سيلي

يتكون دوري جزر سيلي من فريقين فقط (جيتي)

يتوقع معظم مشجعي كرة القدم في العالم أن تكون أنظمة الدوريات متشابهة، وهذا أمر طبيعي، لأنه يشاهد دوري بلاده إلى جانب الدوريات الكبرى، والتي تعتمد جميعها تقريبًا على نفس نظام الدوري المحلي. تختلف دوريات بعض البلدان عن بعضها البعض بشكل طفيف، ولكن هناك بلدانًا أخرى تعتمد على نظام دوري مختلف كليًا.

تتفق أنظمة الدوريات على بعض المعايير الأساسية، حتى وإن اختلفت أنظمتها، وتحافظ على هذه المعايير لضمان مشاركتها في البطولات القارية والعالمية، حيث يُفرض عليها عدد من المعايير المحددة، مثل وجود نظام للهبوط والصعود، وتسجيل الأندية وتوثيق كل ما يخصها بشكل قانوني، لتصبح معايير المشاركة في الدوريات متفقًا عليها بين أندية العالم، وإن اختلفت أنظمة الدوري نفسها.

نظام الدوري الطبيعي في معظم المسابقات

تُقام مسابقات الدوري وفق نظام "راوند-روبين"، حيث يواجه كل فريق جميع الفرق الأخرى مرتين، ذهابًا وإيابًا. يحصل الفائز على ثلاث نقاط، والمتعادل على نقطة واحدة، بينما لا يحصل الخاسر على أي شيء. تُرتّب الفرق وفق عدد النقاط التي جمعتها، وإذا تساوت في النقاط، يُنظر إلى فارق الأهداف أو المواجهات المباشرة لتحديد الأفضل، وأحيانًا تُحتسب البطاقات التي تلقاها الفريق كعامل فاصل في حالة التعادل.

ثمة العديد من الأنظمة الغريبة لمسابقات الدوري المحلي، منها ما لا يحوي نظام صعود وهبوط بين الفرق

ينتهي الموسم بتتويج بطل للدوري، ويتأهل معه أصحاب المراكز الأولى إلى البطولة القارية، ويختلف عددهم من بلد إلى آخر، حيث تهبط الفرق متذيلة الترتيب إلى الدوري الأدنى، وتصعد مكانها فرق أخرى من ذلك الدوري. وقد تخوض بعض الفرق مباريات إقصائية للتأهل إلى دوري المستوى الأعلى، كما هو الحال في الدوري الإنجليزي، وفق نظام "البلاي أوفز"، حيث تتنافس الفرق التي تحتل المراكز من الثالث إلى السادس في مسابقة لتحديد صاحب بطاقة التأهل.

الدوري البلجيكي - المنافسة الأوروبية تقسمه نصفين

يبدأ الدوري البلجيكي بشكل اعتيادي، حيث يتنافس 16 فريقًا وفق نظام الدوري المعتاد، فيواجه كل فريق باقي الفرق مرتين، ذهابًا وإيابًا، وبنظام النقاط المتعارف عليه. وتنتهي هذه المرحلة الأولى من الموسم بتأهل متصدر الترتيب -على الأقل- إلى الدوري الأوروبي، وبعدها يأخذ كل نادي نصف النقاط التي حصل عليها فقط، والتي تتحول إلى الرقم الأقرب للصحيح، ويكمل بها الدوري.

الدوري البلجيكي

تدخل الفرق الستة الأوائل في دوري جديد يُعرف بـ"دوري البطولة"، حيث يُتوج الفائز بلقب الدوري ويتأهل مباشرةً إلى دوري أبطال أوروبا. ويذهب صاحب المركز الثاني إلى الملحق المؤهل لدوري الأبطال، ويتأهل أصحاب المركزين الثالث والرابع إلى الدوري الأوروبي.

أما الفرق التي تحتل المراكز من السابع إلى الثاني عشر، فتشارك في دوري منفصل، ويُعد الفائز فيه هو المستفيد الوحيد، حيث يواجه صاحب المركز الخامس في دوري البطولة، لتحديد صاحب بطاقة التأهل إلى بطولة المؤتمر الأوروبي في الموسم المقبل، في مباراة الـ"بلاي-أوف" الأخيرة.

أما الهبوط فيُحدد من خلال دوري يجمع أصحاب المراكز الأربعة الأخيرة، حيث يتواجهون مرتين ذهابًا وإيابًا، ويضمن الفائز البقاء في الدوري الموسم المقبل، بينما تهبط الفرق الثلاثة الأخرى إلى الدرجة الثانية.

الدوري الإسكتلندي الممتاز - ثلاث مباريات ضد نفس الفريق

يعتمد الدوري الإسكتلندي الممتاز نظامًا أكثر درامية، يهدف إلى ضمان منافسة قوية حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة. يشارك في الدوري 12 فريقًا، ويلعب كل فريق ثلاث مرات ضد كل خصم في المرحلة الأولى، ليخوض كل فريق 33 مباراة، وتُحسب النقاط بالنظام المتعارف عليه، ويُحدد الترتيب في نهاية هذه المرحلة.

الدوري الإسكتلندي

ينتقل الدوري إلى مرحلته الثانية، حيث ينقسم إلى مجموعتين: مجموعة الستة الأوائل ومجموعة النصف الثاني. يتنافس كل فريق داخل مجموعته مع الفرق الأخرى مرة واحدة، ليصل عدد المباريات إلى 38 مباراة، كما هو الحال في دوريات الـ20 فريقًا. ويتم احتساب مجموع النقاط لتحديد الترتيب النهائي للدوري.

تواجه بعض الفرق مشكلتين في هذا النظام، الأولى هي خوض مباريات أكثر خارج أرضها، والثانية مواجهة فرق قوية أربع مرات في الموسم، إلا أن التنافسية تبقى مرتفعة، سواءً بين الفرق التي تطمح إلى التأهل الأوروبي، أو تلك التي تحاول النجاة من الهبوط.

يتأهل بطل الدوري الإسكتلندي إلى دوري أبطال أوروبا، ويخوض صاحب المركز الثاني الملحق المؤهل له. وينطبق الأمر ذاته على المركزين الثالث والرابع فيما يتعلق بالدوري الأوروبي، بينما يشارك صاحب المركز السادس في ملحق دوري المؤتمر الأوروبي.

 يهبط صاحب المركز الأخير مباشرةً إلى دوري "تشامبيونشيب"، في حين يخوض صاحب المركز الحادي عشر ملحقًا مع الفرق التي احتلت المراكز من الثاني إلى الرابع في التشامبيونشيب، لتحديد من سيتأهل إلى الدوري الممتاز في الموسم التالي.

دوري كرة القدم الأميركي - لا هبوط ولا صعود

يمزج دوري MLS بين نظام راوند-روبين ونظام الـ NBA، حيث يشارك 29 فريقًا في الدوري، ويتم تقسيمهم إلى قسمين: القسم الشرقي والقسم الغربي. تلعب فرق القسم الشرقي، وعددها 15 فريقًا، ضد بعضهم مرتين، ويواجه كل فريق منهم ستة فرق من الدوري الغربي.

يختلف الأمر قليلًا في القسم الغربي بسبب عدد فرقهم، وهم 14 فريقًا، فيلعبون ضد بعضهم مرتين، وقد يزيد عدد المباريات إلى مباراة أو مباراتين ضد فريق محدد، وبعدها، ستة أو سبع مباريات ضد فرق من الدوري الشرقي.

الدوري الأميركي

يُتوج الفائز في نهاية الدوري بدرع المشجعين، ويتأهل إلى الجولة الأولى من كأس أبطال الكونكاكاف. تنتهي مرحلة الدوري هنا لتبدأ مرحلة كأس MLS، وهو البطولة الأهم في الولايات المتحدة، الذي تشارك فيه أفضل تسع فرق من كل قسم. ويُلعب بنظام الإقصاء في مباراة واحدة دون عودة، ليُتوج الفريق الفائز ببطولة الموسم الأهم، ويتجه أيضًا إلى بطولة الكونكاكاف مباشرةً في دور الـ 16.

تغيب فكرة الهبوط والصعود في الدوري الأميركي، لغياب دوري الدرجة الثانية، ولهذا نجد أكثر من بطولة ضمن موسم الدوري الواحد، لخلق تنافسية أحد بين الفرق، سواءً على هذه البطولات أو على التأهل إلى كأس الكونكاكاف، والتي تستقبل عشرة فرق من المشاركين في الدوري الأمريكي.

دوري جزر سيلي – البطولة الأصغر في العالم

تقع جزر سيلي ضمن الجزر البريطانية، بجوار ساحل كورنوال، وهي موطن لـ 2100 مواطن بريطاني يعيشون في خمس جزر من أصل 145 جزيرة متناهية الصغر. يُتوقع ألا يمارس أحد الرياضة في مكانٍ بهذه الظروف، ولكن كرة القدم تعرف مكانها داخل هذه الجزيرة.

جزر سيلي

يتكون دوري جزر سيلي من فريقين فقط: غاريسون غانرز ووولباك واندريرز. يلعب الفريقان ضد بعضهما 17 مرة خلال الموسم الواحد، وتُلعب هذه المباراة كل أحد من بداية الدوري حتى نهايته، على أرض ملعب غاريسون في جزيرة سانت ماري. يبدأ الموسم بمباراة الدرع الخيرية، حيث يتنافس فيها الفريقان أيضًا على نفس الملعب.

 

يرتبط دوري جزر سيلي باتحاد كرة القدم الإنجليزي، ولكنه لا يُعتبر جزءًا من مسابقات الرابطة، ولا يحق لفرقه المشاركة في كأس الاتحاد. تعترف موسوعة غينيس به كأصغر دوري كرة القدم في العالم، ويُنظر إليه على أنه تراث للجزر أكثر منه مسابقة رياضية.

تواجه استمرارية الدوري تحديًا كبيرًا، وذلك بسبب هجرتهم إلى المملكة المتحدة للدراسة الأكاديمية، أما البقية، فهم إما عاملون أو متقاعدون. مع العلم أن متوسط أعمار اللاعبين يتراوح بين 35 و39 عامًا، ولا توجد بدائل للاعبين لاستمرار هذا الدوري.