25-أغسطس-2015

لا تنتَظِر أحدًا (Getty)

لاَ تَنْتَظِرْ أَحَدًا…
وَلاَ تَرْجُو مِنَ الرِّيحِ المَدَدْ
لَيْسَ الغَريقُ بعصفِ ريحٍ يُستَرَدْ
أَقْبِلْ على الدُّنيا ولا تَخْشَ الوَرى…
وارسُمْ بِبَسْمَتِكَ الحَزينَةِ وَجْهَ غَدْ
أخْرج ذراعك من جُمُودِكَ وانتَصِرْ!
جَدِّفْ بها واسخَرْ من اللُّجّْ المُمَوَّجِ في كَبَدْ!
ما كانَ نَبْضٌ في عُرُوقِكَ فانْهَمرْ..
قَدَرًا عَلَى الأَوْهَامِ يُنْجِزُ مَا وُعِدْ!

لا تنتظر أحدًا
ولا تيأسْ
فحبلُ اليأسِ نارٌ دونَ حدّْ
من مسّها ميتٌ… وإن نبضتْ عروقه ألفَ نبْضْ
لا تنتظر غيرَكْ
ولا تأسَ لِخَوَّانِ مَرَدْ
كلّ الوعودِ كَوَاذبٌ
إلاَّ وُعود الله تُؤتَى دون بُدّْ..

لا تنتظر أحدًا
وحَسْبُكَ إن سُئلتَ "بأيِّ ذَنبٍ ؟" أن تَردّْ
“هذه نُدوبُ الوَقتِ كيفَ شِفاؤُها؟
وجَعٌ يَضيءُ الدّرب يُفزِعُ وهمَهُ..
وسَرابُ مأساةٍ أُحاذِرُ سَهمَهُ..
أَرَقٌ يشُلُّ الرّوحَ يأبى أنْ يُرَدّْ..”

لا تنتظر أحدًا
ولا حتى انتهاءً للقصيده
من عاش منتظرًا..
كسبعٍ ماتَ ينتظرُ الطّريده
لملم جراح الوقت وانْسَ ثارها
واجعل مكان الجرح بأسًا لا يُردّ
إن قيلَ قلبُك قد قسا فاغفر لهم
إذ كيف يَدْفَا القلبُ…
والبَردُ بالدُّنيا استَبَدّْ

لا تنتَظِر أحدًا
فما زاد انتظارٌ من جَلدْ
وما حطَّ انتظارٌ من كَمَدْ
ولا ردّ انتظارٌ ما فٌقدْ
فانزع بعزم الأُسْدِ أفكارًا شَريدَهْ
وابسم برغم الجُهدِ والإرهاقِ
مثل حَليمَةٍ حُبلَى..
من بعد جهد الوضعِ..
قد رأت الوليدَهْ

لا تنتظر أحدًا…
ولا حتّى انتهاءً للقصيدة!