08-يناير-2017

سامية الحلبي/ فلسطين

سنوات 

من الأصوات 

تعيش في أذني 

من الكلمات 

في فمي

من القبلات

في شفاهي

من المشاهد

في عيني

من الخطط

في رأسي

من التعب

في جسدي

من التضحية

في ابتسامتي

من الشعر

في بكائي

كيف أشرح لك 

أن موتي مجزرة!

*

لم أفقد شيئًا بعد 

فالطفولة في قلبي،

والذكريات في الصور.

*

أعيش كالموتى 

بهدوء وسلام 

هل يبدو هذا نعيمًا؟!

خرجنا من بيوت 

مليئة بذكريات

لا يحن لها أحد 

وعرفنا السلام بها 

كتطور مؤسف 

عن الاعتياد.

*

ياللشقاء 

عشت حياتي أقطع الوعود 

والطرقات

بأقدام لا تصل. 

*

لن يحدث شيءٌ بعد الآن 

لطالما أخبرتك

أن الطبيعة عجولة 

لا تقلقها المبررات البسيطة

والشروحات المؤلمة

كان عليك أن تجيء بسرعة 

وهذا كل شيء...

الآن 

وقد وقفتُ بما يكفي

جنب الطريق 

لتظنني الطبيعة شجرة 

أوقظ بالريح شهية الاقتلاع

ويقصدها العابرون للتظلل

لم يعد بإمكانك إلا 

أن تضع بقربي يافطة

مكتوب عليها: 

لا تصدق 

أن كل هذه الدمامل جذور

وأن هذه العتمة كلها 

فيء!

*

للأماكن التي خبأتها عن أنبيائك

للمصائر الأكثر إنصافًا

من الجنة والجحيم

خذني يالله

فالحقائب عند الأبواب

والأغنيات في رأسي

وكل شيء كما ترى

معد لطريق طويل 

خذني يا الله 

لعل الدموع على وجهي تضيء

والرحلة التي حلمت بها

لا ينهيها الأبد.

*

أردت لغة أخرى

أتعلم بها

الكلام من أوله 

المشاعر من بدايتها

الغصة من أثرها

الدمعة من تداعيها

... وهكذا

أنا التي أحدث نفسي دومًا

فاتنا الشعر العظيم

نحن الذين تعلمنا كل الكلمات 

قبل أن نقوله.

*

الآن عرفته

أكثر من أي وقت مضى 

هذا المعتم والمهمل

ليس بقلب

إنه كهف قديم

سلط الضوء على سقفه مرة 

وترقب ذعر الخفافيش.

 

اقرأ/ي أيضًا:

13 شاعرةً من العراق.. فصل الدم عن الماء (1 - 2)

أشياء من سفر السكارى