19-ديسمبر-2021

عبدالله المعلمي (Getty)

ألترا صوت-فريق التحرير

شن المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي هجومًا حادًا على النظام السوري ورئيسه بشار الأسد الذي وصفه بأنه يقف "فوق جماجم الأبرياء".

شن المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي هجومًا حادًا على النظام السوري ورئيسه بشار الأسد الذي وصفه بأنه يقف "فوق جماجم الأبرياء"

وخلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد الخميس وخُصص لمناقشة قضايا حقوق الإنسان في بعض دول العالم، قال المعلمي "لا تصدقوهم إن قالوا إن الحرب انتهت، ولا حاجة لقرارات الأمم المتحدة... لا تصدقوهم، فالحرب لم تنته بالنسبة لألفي شهيد أضيفوا هذا العام إلى قائمة الشهداء الذين يزيد عددهم على 350 ألف شهيد". وأضاف "لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعيًا النصر العظيم، فيكف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن، وأي نصر هذا الذي يكون لقائد على رفات شعبه ومواطنيه"، وتابع: "لا تصدقوهم إن قالوا إن الأمن قد استتب، واسألوا المليون ونصف مليون سوري الذين أضيفوا هذا العام إلى قائمة المهددين بغياب الأمن الغذائي، مما دفع بأعداد المحتاجين إلى قرابة عشرة ملايين سوري"، في إشارة لادعاءات النظام السوري حول عودة الأمن إلى المناطق السورية. كما نبه الدبلوماسي السعودي المجتمع الدولي إلى أن "إعادة إعمار النفوس والقلوب" في سوريا يجب أن يتقدم على مشاريع "إعادة إعمار المباني" والتي يدعي النظام  اهتمامه بها.

وأكد السفير السعودي أن النظام السوري هو أول من فتح بلاده للإرهاب من أوسع الأبواب عندما أدخل حزب الله الإرهابي بحسب وصفه والمنظمات الطائفية القادمة من الشرق في إشارة للميليشيات الإيرانية والعراقية وبقية التنظيمات التي قتلت وشردت مئات الآلاف من السوريين وأقامت مشاريع طائفية تحت شعارات ودعاوى مزيفة في سوريا.

إلى ذلك اعتبر عبد الله المعلمي أن النظام السوري يعيش حالة من التخبط والإخفاق بسبب سياسته الإجرامية المتواصلة في سوريا، وتابع "لاتصدقوهم إن التفتوا يمنة ويسرى وراحوا يبحثون على أسباب إخفاقهم ويرمون بها على مختلف الجهات، دون أن يمارسوا النظر إلى الذات قبل أن ينبطق عليهم المثل القائل: رمتني بدائها وانسلّت".

وتعد تصريحات المندوب السعودي في الأمم المتحدة موقف سعودي واضح وصريح ورافص لأي تعويم لنظام الأسد وإعادة شرعيته، دوليًا بدعم وتنسيق روسي أو عربيًا حيث ترفض الرياض فكرة أن تحذو حذو بعض الدول العربية التي اتخذت خطوات لتطبيع علاقاتها مع الأسد مؤخرًا.

وتأتي هذه التصريحات السعودية في وقت غير متوقع وخلطت الأوراق في ظل الحديث عن جهود تقوم بها أطراف عربية تدفع باتجاه عودة العلاقات بين النظام السوري والدول العربية عن طريق إعادته  لجامعة الدول العربية، وتتقاطع تلك الجهود مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى دمشق ولقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد الشهر الماضي، بالإضافة لاتصال الأسد مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لأول مرة منذ عشر سنوات، وتصريحات وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي أعرب عن أمله للوصول لتوافق عربي يسمح بعودة النظام السوري لجامعة الدول العربية.

ومازالت المملكة العربية السعودية تشترط الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لأي تسوية ممكنة في النظام السوري وعلى رأسها وقف إطلاق النار بشكل كامل والإفراج عن المعتقلين، إلى جانب مطالباتها الحثيثة بفك ارتباط نظام الأسد مع إيران وأذرعها في المنطقة بالإضافة إلى طرد جميع الميليشيات الطائفية المرتبطة بها من الأراضي السورية.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد صرح  في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إن بلاده لا تفكر في التعامل مع الأسد، وقال بن فرحان في حوار مع شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية إن بلاده مستمرة بدعم العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بين النظام والمعارضة السورية، وتبحث عن طرق أفضل مع الدول الإقليمية يمكنها أن تدفع المسار السياسي إلى الأمام.

بالمقابل أثارت صورة متداولة لرئيسي جهازي الاستخبارات العامة في السعودية وسوريا خلال اجتماع المنتدى العربي الاستخباري الذي عقد الشهر الماضي في مصر، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لجلوسهما بمحاذاة بعضهما البعض، وكانت تقارير صحيفة قد تحدثت عن زيارة لرئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان إلى دمشق في أيار/مايو الماضي ولقائه بمسؤولين في حكومة الأسد، ما فُسِّر حينها بأنه مقدمة لانفراج وشيك في العلاقات بين الرياض ودمشق بعد خلاف استمر طوال السنوات الماضية.

قادت المملكة العربية السعودية الحملة  لتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول  العربية بعد رفض النظام لكل مبادرات الحل العربية والإقليمية خلال سنوات الثورة

وقادت المملكة العربية السعودية الحملة  لتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول  العربية بعد رفض النظام لكل مبادرات الحل العربية والإقليمية خلال سنوات الثورة.

وقدمت الرياض الدعم للمعارضة السورية واستضافت اجتماعات لمختلف تيارات المعارضة والذي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات التي تقود المفاوضات مع النظام تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إدانة شركة دنماركية لخرقها الحظر الأوروبي على النظام السوري

الإعلان عن إعادة تشغيل المنطقة الحرة بين الأردن وجانب النظام السوري