نشرت وكالة ناسا الأميركية لأبحاث الفضاء صورًا جديدة للمنشآت النووية الإيرانية التي ضربتها الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم الأحد؛ وقد أظهرت الصور الفضائية من ناسا انبعاثًا حراريًا واضحًا في مفاعل فوردو النووي، فيما لم تظهر أي انبعاثات حرارية من منشأتَي نطنز وأصفهان.
لا آثار إشعاعية بعد الضربات الأميركية
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تُسجّل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع الإيرانية المستهدفة.
بدوره أكد المركز الوطني لنظام السلامة النووية، التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه لم يتم تسجيل أي علامات للتلوث. ومع ذلك أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستجري تقييمات إضافية للوضع في إيران مع توفر المزيد من المعلومات.
عباس عراقجي: "تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقِّنا المشروع بالدفاع عن النفس"
وفي منطقة الخليج العربي أكدت الجهات المتخصصة أيضًا أنها لم ترصد أي آثار إشعاعية حولها، وفي هذا الصدد قالت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية إنه لا وجود لأي آثار إشعاعية حول بيئة المملكة ودول الخليج العربية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأميركية للمواقع النووية في إيران.
وجاء في بيان صادر عن الهيئة: "لم يتم تسجيل أي علامات للتلوث، ولا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع".
من جانبها أكدت الكويت أنها "لم ترصد أي ارتفاع بمعدلات الإشعاع في الأجواء والمياه الكويتية بعد الهجمات الأميركية على إيران".
وكانت القوات الأميركية قد نفذت فجر اليوم الأحد هجومًا على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وعقب الهجوم صرح ترامب قائلًا "كان هجومًا ناجحًا للغاية"، محذرًا إيران من هجوم أكثر فتكًا إذا ردّت على الضربة الأميركية التي اقتصرت هذه المرة على المنشآت النووية، مؤكدًا أن لدى واشنطن بنك أهداف كبير ويسيرٌ للطائرات والبارجات الأميركية.
لكنّ مصادر مختلفة أكّدت أن طهران كانت على علم مسبق بالهجوم، وعلى ضوء ذلك نقلت معظم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب إلى أماكن غير معلنة. يشار إلى أن وسائل إعلام أميركية نشرت اليوم الأحد صورًا لأقمار صناعية تُظهر حركة كبيرة للشاحنات في منشأة فوردو قبل أيام. ويرجّح أن تلك الشاحنات كانت تُخلي المنشأة من المواد النووية.
ومع ذلك اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات أدلى بها منتصف اليوم من إسطنبول أن أميركا وإسرائيل "تجاوزتا خطًّا أحمر كبيرًا بمهاجمة منشآتنا النووية"، معتبرًا أن العودة إلى المفاوضات أصبحت من الصعوبة بمكان، داعيًا مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل لإدانة الضربة الأميركية لمنشآت بلاده النووية.
وفي ذات الصدد دعا عراقجي أيضًا الوكالة الدولية "لممارسة واجباتها القانونية ردًا على الهجوم الخطير على منشآتنا النووية السلمية"، مشددًا على ضرورة أن "تشجب الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية الاعتداءات الأميركية". وفي السياق ذاته أكد عراقجي أن إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، مستدركًا "لكن هذه المعاهدة لا يمكنها حمايتنا الآن".
وقال عراقجي في مؤتمره الصحفي إن الإدارة الأميركية برئاسة ترامب "مسؤولة بشكل كامل عن التداعيات الخطيرة للعدوان" على إيران، وأضاف عراقجي أن واشنطن بهجومها على منشآت إيران النووية "وجّهت ضربة إلى مبدأ عدم الانتشار النووي، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خان إيران ورضخ لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل" وذلك في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبر عراقجي في تصريحاته أنّ "الصمت في وجه الأعمال العدائية سيوصل العالم إلى مرحلة خطيرة".
خيارات الرد الإيراني
وحول طبيعة الرد الإيراني المنتظر على الهجوم الأميركي قال عراقجي: "تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقِّنا المشروع بالدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفًا أنّ "إيران تحت الهجوم من قبل قوة عظمى نووية ونظام مسلح بأسلحة نووية ويجب التنديد بذلك"، وأردف عراقجي "تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقِّنا المشروع بالدفاع عن النفس"، موضحًا أن "هناك أنواعًا متعددة من الخيارات أمامنا للرد على الهجوم الأميركي ولن أفصل أكثر"، وزاد عراقجي بالقول "لن نساوم أبدًا على سيادة واستقلال أراضينا وشعبنا، وسنواصل الدفاع عن شعبنا وسلامة أراضينا وحقوقنا".
يشار إلى أنّ قائد الحرس الثوري الإيراني أكد أن "عمليات القوات الجوفضائية الإيرانية لن تتوقف ولن ينعم الكيان الصهيوني بالهدوء" وفق تعبيره، كما أعلن "البدء بتنظيم القوات الشعبية المتطوعة".
وكشف عراقجي أنّ "المنشآت التي استُهدفت بأصفهان لا مواد نووية فيها أو يورانيوم منخفض التخصيب".
التهديد الأميركي
وتعليقًا على التحذير الأميركي الذي وجهه ترامب إلى إيران في حال ردّت على الضربات الأميركية قال عراقجي: "إدارة ترامب تهددنا بهجمات إضافية وعلى المجتمع الدولي التحرك لحماية الأمن على المستوى العالمي".
يشار إلى أن إسرائيل بادرت في الـ13 من حزيران/يونيو الجاري بشن ضربات على إيران بدعم أميركي، واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وقد ردّت إيران على العدوان الإسرائيلي عليها بضرب أهداف في الداخل الإسرائيلي، مستخدمة في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.