25-ديسمبر-2019

قلب لايبزيج التوقّعات وأنهى ذهاب الدوري الألماني متصدّرًا (Getty)

اختُتم ذهاب موسم 2019-2020 من الدوري الألماني لكرة القدم، وكانت أبرز مفاجآته حصول نادي لايبزيج على بطولة الخريف، كما تميّزت مرحلة الذهاب بالتنافس الشديد على المراكز المتقدّمة، فلم يعد الصراع على اللقب ثنائي القطب بين الغريمين التقليديين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، دخل على خطّ المنافسة الكثير من الأندية، والتي لم يعتد بعضها على الوجود في المراكز المتقدّمة، إليكم أبرز ملامح مرحلة الذهاب في البوندسليغا.

إعصار لايبزيج

يتصدّر لايبزيج البوندسليغا برصيد 37 نقطة، ويمتلك النادي سجلًا تهديفيًا أرعب خصومه بواقع 48 هدفًا، بمعدّل كبير قدره 2.82 هدفًا في المباراة الواحدة، كما يمتلك المتصدّر ثالث أقوى دفاع في البطولة، لم تهتزّ شباكه سوى 20 مرّة، حيث بدأ رفاق المهاجم تيمو فيرنر الموسم بأفضل طريقة، توّجوها بثلاثة انتصارات متتالية، إلى أن أتى بايرن ميونيخ وأوقف هذه السلسلة بفرضه التعادل على لايبزيج، لكنّ الطامّة الكبرى حدثت مع الفريق في المرحلة السادسة، عندما هُزم في ميدانه أمام شالكة، الكارثة ليست متمثّلة بنقاط ثلاث خسرها الفريق في ملعبه، لكنّها تتجلّى فيما حدث بعد ذلك، لم ينجح لايبزيج في الانتصار بعد هزيمة شالكة في 3 مباريات متتالية، وتخلّى عن هذه السلسلة السلبية بطريقة أهانت ضحيّته ماينز في المرحلة العاشرة، حينها هزمه بثمانية أهداف دون رد. ومن تلك المرحلة بدأ سيل الأهداف والانتصارات يجتاح الخصوم واحدًا تلو الآخر، وحتّى نهاية مرحلة الذهاب، سجّل مهاجمو لايبزيج 3 أهداف على الأقل في كلّ مبارياتهم التي تلت اكتساح ماينز، انتصروا فيها جميعًا باستثناء مواجهة دورتموند التي انتهت بالتعادل 3-3.

اقرأ/ي أيضًا: الدوري الألماني.. مفاجأة مدوّية تشعل الصراع على كرسي الصدارة

الدفاع أولًا

يشترك كل من بوروسيا مونشنغلادباخ وفولفسبورغ بميزة أقوى خط دفاع في البوندسليغا، لم تهتزّ شباك أحدهما سوى 18 مرّة، وهو معدّل جيّد جدًا في الدوري الألماني المعروف بلعبه المفتوح، نقطة القوّة هذه منحت فولفسبورغ الصدارة في الكثير من المراحل، فحافظ الفريق على سجلّه خاليًا من الهزائم حتى المرحلة العاشرة، والتي انهارت فيها دفاعاته أمام بوروسيا دورتموند بثلاثة أهداف نظيفة، وقبلها كان فولفسبورغ الوحيد في المسابقة الذي لم يهزم بعد، ومن حينها تقهقر الفريق وخسر الصدارة، ومع ختام الذهاب أصبح في المركز التاسع، على عكس بوروسيا مونشنغلادباخ الذي استفاد من توازن صلابته الدفاعية مع خطّ الهجوم، صحيحٌ أن الفريق هو الرابع من ناحية التهديف برصيد 33 هدفًا، لكنّه كان الأكثر تواجدًا في صدارة الدوري الألماني، ولولا تعثّره في الجولة الأخيرة بالتعادل السلبي مع هيرتا برلين لاشترك مع لايبزيج بالصدارة، لكنّه الآن وصيفًا بفارق هدفين عن المتصدّر.

اقرأ/ي أيضًا: هزيمة مذلّة للبايرن.. آينتراخت فرانكفورت يسير بكوفاتش نحو مقصلة الإقالة

صفعةٌ وصحوة

من غير المسموح بالنسبة لسيّد أندية ألمانيا الأزلي بايرن ميونيخ أن لا يكون شريكًا في المنافسة على اللقب، وفوق كلّ هذا على اللاعبين الذين يرتدون هذا الفريق أن يراعوا هيبة النادي وثقله التاريخي، وهو أمر لم يتحقّق هذا الموسم في المرحلة العاشرة، والتي هُزم فيها النادي البافاري أمام آينتراخت فرانكوفرت بخسمة أهداف لواحد، نتيجة ثقيلة أجبرت الإدارة على إقالة المدرّب نيكو كوفاتش رغم نتائجه المتميّزة في دوري أبطال أوروبا، فاستعانت مؤقّتًا بهانز فليك لتسيير الأمور في الأيام التالية، كان الاختبار التالي محلّيًا أمام بوروسيا دورتموند المتألّق، والذي أوقف في المرحلة التي سبقتها سلسلة اللعب دون بالنسبة لفولفسبورغ، نجح هانز فليك في هذه المهمّة وتفوّق برباعيّة في كلاسيكو ألمانيا، واستعاد هيبة العملاق البافاري المسلوبة، أمام ضحيّة استثنائيّة ومفضّلة، استمرّت هذه الصحوة لمرحلة ثانية مزّق فيها البايرن شباك دورسلدورف برباعيّة أخرى، لكنّ صدمة أخرى أتت في الجولتين التاليتين، عندما هُزم رفاق ليفاندوفسكي بمباراتين متتاليتين أمام ليفركوزن ومونشنغلادباخ، وعاد البايرن للطريق الصحيح بعد 3 انتصارات متتالية في المراحل الأخيرة، فازدادت ثقة الإدارة  بالمدرّب المؤقّت هانز فليك، وثبّتته في مركزه حتى نهاية الموسم، ويحتل البايرن المركز الثالث خلف لايبزيج المتصدّر بفارق 4 نقاط.

يمتلك لايبزيج سجلًا تهديفيًا أرعب خصومه بواقع 48 هدف، بمعدّل كبير قدره 2.82 هدفًا في المباراة الواحدة

سيناريو يتكرّر

"كان من السهل علينا تعزيز تقدمنا بهدفين أو ثلاثة، وهذا غباء لا يمكن تصديقه، فالفرصة كانت أمامنا، لكننا لم نتمكن من استغلالها"، كان ذلك حديث مدرّب بوروسيا دورتموند عقب هزيمة فريقه أمام هوفنهايم في آخر جولات الذهاب بهدفين لواحد. كان دورتموند قريبًا جدًا من نيل اللقب الموسم الماضي، لولا إهدار نجومه العديد من الفرص في الكثير من المباريات السهلة نظريًا، وتسبب ذلك بنزيف النقاط، وضاع اللقب لصالح بايرن ميونيخ، يتكرّر السيناريو الآن بطريقة عجيبة جعلت المدرّب يصف سلوكيّات لاعبيه بالغباء.

 دورتموند هو الأفضل بشكل كاسح على خصومه في 14 مباراة على الأقل من 17 لُعبت في مرحلة الذهاب، فرّط الفريق بتقدّمه على خصومه 5 مرّات، وكانت المباريات تنتهي إما بالتعادل أو الخسارة، فعاب نجومه كثرة الاستعراض أمام الخصم. وخلال المرحلتين السابقتين أهدر دورتموند فوزين كانا بالمتناول، تعادل مع لايبزيج 3-3 بعد أن كان متقدّمًا 2-0، وأضاع نجومه العديد من الفرص أمام هوفنهايم مسلّمين بتقدمّهم 1-0، ليسجّل المنافس هدفين من هجمتين فقط، ويكسب نقاط المباراة الثلاث، كذلك يشكو دورتموند من أخطاء قاتلة في خطوطه الخلفيّة، تسبّب دفاعه بالمساهمة في أهداف قاتلة سنحت للمنافسين في أوقات حرجة بالمباريات، وآخرها كانت أمام لايبزيج حينما تسبّب الحارس وبراندنت بمنح هدفين للمتصدّر الحالي، يمكث دورتموند في المركز الرابع بالدوري الألماني ويساويه شالكة خمسًا بالرصيد ذاته، والفريقان يتخلّفان عن المتصدّر بفارق 7 نقاط.

انتهت مرحلة ذهاب البوندسليغا بتنافس شرس على كراسي الصدارة، وقد يشكو لايبزيج من قلّة الخبرة أمام فرق عريقة لها باع في هذا المجال، كونه سيشكو من ضغط المناسبات بسبب التأهّل لدور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، وهنا يتميّز مونشنغلادباخ عن الباقين بأنه سيركّز على البوندسليغا دون أن يشغل باله أي مشاركة خارجيّة للفريق، فرصته لا تعوّض وسيحافظ عليها حتّى المراحل الأخيرة، وإن استمرّ نسق البايرن التصاعدي سيتبوّأ مقعد الصدارة، ولن يتخلى عنه تبعا لما عوّدنا عليه في المواسم الأخيرة، ويحتاج دورتموند للكثير من الضغط على نجومه كي يدركوا أن الاستعراض لا يجلب لهم درع البطولة، وإن حدث ذلك وحافظوا على تركيزهم وقدّموا نتائج تليق بإمكاناتهم الفنّية، فسيكون اللقب من نصيبهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كلاسيكو الكرة الألمانية.. بايرن ميونيخ يداوي جراحه بإذلال دورتموند

ليفاندوفسكي يدمّر شالكه بثلاثيّة.. ودورتموند يتشبّث بريادة البوندسليغا