26-سبتمبر-2018

أقصى فرانك لامبارد مدرب ديربي كاونتي مانشستر يونايتد الذي يدربه ملهمه مورينيو (Getty)

صنع فريق ديربي كاونتي كبرى مفاجآت الدور الثالث من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، عندما تأهّل لدور الستة عشر على حساب مانشستر يونايتد بركلات الترجيح، والذي مُني بهذه الهزيمة على ملعبه وبين جماهيره، الأمر الذي يضع مستقبل مديره الفنّي جوزيه مورينيو على المحكّ.

لم يخطر في بال أحد أن الفتى المراهق فرانك لامبارد، والذي درّبه مورينيو وجعل منه نجماً لامعاً مع تشيلسي وصنع منه وزملاءه ديدييه دروغبا وجون تيري الأمجاد، سيكبر يوماً ما ويصبح مدرّباً، ويقصي الأب الروحي له من بطولة هامّة، وقد يكون سبباً رئيسياً في إقالته.

بدأ فرانك لامبارد مطلع الموسم الحالي أولى تجاربه التدريبيّة في حياته المهنيّة مع فريق ديربي كاونتي، وخاض مع فريقه الجديد بالدوري الإنجليزي للدرجة الأولى 9 مباريات ذاق فيها طعم الانتصارات ومرارة الهزيمة، ومع بداية الأدوار الأولى لكأس رابطة المحترفين الإنجليزية، تخطّى لاعبو لامبارد أولدهام أتلتيك، وهال سيتي خارج ملعبهم، وكان لزاماً عليهم اللعب خارج ملعبهم للمرة الثالثة على التوالي، وأمام من؟ أمام مانشستر يونايتد النادي العريق الذي يدرّبه "السبيشال ون"، وهو الفريق الذي غابت عنه الانتصارات في الأولد ترافورد منذ الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما تخطّى ليستر سيتي في 10 آب/أغسطس بهدفين لهدف.

اقرأ/ي أيضاً: الدوري الإنجليزي الممتاز.. عودة صلاح.. وخيبة فيرغسون

مع إطلاق الحكم لصافرة المباراة هاجم مانشستر يونايتد نحو مرمى ديربي، فكان من الواضح رغبة مورينيو بتسجيل نتيجة عريضة قد تُنسي الجماهير خيبة اللقاء الأخير في الدوري المحلّي، عندما تعادل أصحاب الأرض مع وولفرهامبتون بهدف لمثله، وربّما تدحض تصريحات قائد فريقه بول بوغبا الذي استنكر فيها أسلوب لعب الشياطين الحمر، لذلك أشرك مورينيو عناصره الأساسيّة في اللقاء، باستثناء بوغبا الذي اكتفى بمشاهدة المباراة من على المدرّجات.

صدم مورينيو جماهيره بتراجع لاعبيه غير المبرّر نحو المواقع الخلفية وهو الأمر الذي استنكره  مسبقاً بول بوغبا في تصريحاته

لم ينتظر خوان ماتا أكثر من 3 دقائق كي يسجّل أوّل أهداف اللقاء، بعد سلسلة من التمريرات الجميلة بين لينغارد ومارسيال ولوكاكو، وهنا اعتقد الجميع أنّ مهرجان الأهداف سيكون حاضراً لا محالة، لكنّ روميلو لوكاكو أهدر أكثر من فرصة محقّقة للتسجيل، كذلك فعل الإسباني خوان ماتا، في وقت كاد به لاعبو ديربي أن يلدغوا مرمى الحارس الأرجنتيني روميرو بهدف مباغت، لكنّ الأخير أنقذ مرماه من تسديدة بينت ببراعة، وعلى الرغم من إهدار الضيوف لهذه الفرصة، إلا أن الوصول إلى مرمى الحارس الأرجنتيني منح لاعبي ديربي الثقة في مجاراة مانشستر يونايتد، وعلى هذا النسق انتهى الشوط الأول.

اقرأ/ي أيضاً: برايتون يصفع مورينيو.. ويذيق اليونايتد طعم الخسارة في البريميرليغ

صدم مورينيو جماهيره بتراجع لاعبيه غير المبرّر نحو المواقع الخلفية مع بداية الشوط الثاني، وهو الأمر ذاته الذي استنكره بول بوغبا في تصريحاته سالفة الذكر، وأدى ذلك لسيطرة ديربي كاونتي التدريجية على نسق المباراة، ومن ثمّ تسييرها كما يرغب المدرّب التلميذ فرانك لامبارد، والذي استطاع أن يتفوّق على معلّمه مورينيو في أغلب مجريات الشوط الثاني، حيث تبادل لاعبوه التمريرات السريعة بشتّى أنواعها، وتناسوا اسم الفريق الذي يلعب أمامهم وتاريخ المكان الذي استضافهم، فنفّذوا كرات طوليّة وعرضيّة على أفضل مستوى دون توتّر وكأنهم في حصّة تدريبيّة، إلى أن نجح هاري ويلسون في تتويج مجهود فريقه بهدف التعادل، عندما سدّد ركلة حرّة مباشرة بطريقة رائعة تجاه شباك روميرو، والذي اكتفى بالاستمتاع بمشاهده هذا الهدف الجميل في الدقيقة 59.

حاول مورينيو العودة لمجريات اللقاء عبر تبديلاته التي أقحم بها فيلايني وفريد، لكنّ حارسه الأرجنتيني روميرو اضطر لإحباط هجمة ديربي كاونتي بالتصدّي لها بيده خارج منطقة الجزاء، عندها أشهر الحكم بوجهه البطاقة الحمراء في الدقيقة 67، الأمر الذي زاد الوضع سوءاً بالنسبة لأصحاب الأرض، فاستغلّ لامبارد ذلك أحسن استغلال وسجّل فريقه هدف التقدّم قبل نهاية المباراة بأربع دقائق، عبر لاعبه البديل جاك ماريوت، وفي وقت غادرت به بعض جماهير الأولد ترافورد ومعهم بول بوغبا مدرّجات الملعب، بسبب فقدانها الأمل بتعديل النتيجة بسبب النقص العددي، استطاع البديل مروان فيلايني أن يسجّل هدف التعادل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، وأن يترك للأقدار مهمّة تحديد الفريق الفائز عبر ركلات الترجيح، والتي ابتسمت أخيراً للاعبي فرانك لامبارد الذين لم تفوّقوا بركلات الأعصاب هذه 8-7.

 

اقرأ/ي أيضاً:

هل سيعيد مورينيو الأمجاد لليونايتد أم سيكتفي بتصريحاته الناريّة؟

توتنهام يهين اليونايتد في عقر داره.. ومورينيو يفقد السيطرة على نفسه