24-يوليو-2019

بدأ المجتمع الدولي يعترف جزئيًا بالمهاجرين البيئيين (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

الهجرة البيئية، واقع آخرمؤلم يواجهه العالم الذي يعج بالفعل بموجات هجرة متلاحقة تضربه منذ عدة أعوام، استطاعت أن تُخرج أسوأ ما فيه من سياسيات قمعية وحمائية سياسية، ودعوات للفصل العنصري، ضحاياها غالبًا من المدنيين المهاجرين الذين لم تكن لديهم خيارات فيما يتعلق بمصيرهم أمام الحرب أو الطبيعة الغاضبة.

تعرف المنظمة الدولية للهجرة المهاجرين البيئيين على أنهم "مجموعة من الأشخاص، الذين لأسباب متعلقة بتغيرات مفاجئة أو تدريجية في بيئاتهم، يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة أماكن إقامتهم 

من هم المهاجرون البيئيون؟

تعرف المنظمة الدولية للهجرة المهاجرين البيئيين على أنهم "مجموعة من الأشخاص، الذين لأسباب متعلقة بتغيرات مفاجئة أو تدريجية في بيئاتهم تؤثر سلبًا على حياتهم أو ظروفهم المعيشية، يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة أماكن إقامتهم سواء بشكل مؤقت أو دائم إما داخل بلدانهم أو خارجها".

اقرأ/ي أيضًا: فيلم الثمن.. استغلال رخيص للاجئين السوريين في مصر

وفي الآونة الأخيرة وصف بعض الباحثين "اللاجئين البيئيين" بأنهم الأشخاص الذين لم يعد لديهم القدرة على كسب رزقهم بشكل آمن في أوطانهم التقليدية بسبب العوامل البيئية في المقام الأول، هذه التغيرات تشمل زيادة حالات الجفاف والتصحر وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من العوامل، وقد تم اقتراح مصطلح التغير البيئي لأول مرة من قبل الباحث الأمريكي  ليستر براون عام 1976 .

الهجرة البيئية.. حقائق وأرقام

تتناول الإحصائيات الخاصة بالهجرة البيئية أرقامًا ضخمة لتحركات السكان حول العالم داخل بلدانهم أو خارجها، ويسجل مركز رصد النزوح الداخلي تهجير 17.2 مليون شخص في 144 دولة ومنطقة في سياق الكوارث داخل بلادهم على مدى فترة زمنية تمتد إلى 11 عامًا (2008-2018)  وكانت جنوب وشرق آسيا والمحيط الهادئ أكثر المناطق تضررًا.

سجلت الفلبين والصين والهند أعلى عدد من حالات نزوح الكوارث في عام 2018. ولا تزال الدول الجزرية الصغيرة النامية تتأثر بشكل غير متناسب بالمخاطر الطبيعية في عام 2018 ، بينما كان التشرد ناتجًا بشكل أساسي عن الظواهر الجوية القاسية، وخاصة العواصف والأعاصير.

كانت الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في الهند وإعصار مانجخوت في الصين والفلبين، مدمرة بشكل خاص، في حين أن غالبية حالات التنقل في سياق التغير البيئي وتغير المناخ بشكل عام، بما في ذلك النزوح من الكوارث، يحدث داخل حدود البلدان، فإن بعض الناس يجبرون على الانتقال إلى الخارج في بعض الحالات. ويمكن استخدام المصادر الرسمية للتأشيرات الإنسانية من قبل دول مثل الولايات المتحدة (الولايات المتحدة) والبرازيل والأرجنتين وهايتي.

العالم العربي.. هل هو أيضًا موطن للهجرات البيئية؟

نعم بالفعل، حيث تتحدث الدراسات عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تُعد واحدة من البؤر الجعرافية الأكثرتأثرًا بظروف الحرارة القاسية والجفاف في ظل التغيرات المناخية، ومن بين  تمظهرات تلك الأزمة المناخية، التأثيرات الكبيرة في القطاع الزراعي الذي يُروى بما نسبته 70% من الأمطار، فهو المصدر الأول للمياه  ويساهم بشكل كبير في الاقتصادات الوطنية.

تتحدث أيضا تلك الدراسات عن أن الارتفاع في درجات الحرارة العالمية درجتين مئويتين على خلفية التغيرات المناخية سيؤدي إلى انخفاض عدل تصريف المياه السنوي المنخفض بالفعل بشكل كبير، بنسبة 15-45%، ومن المتوقع أن تؤثر درجات الحرارة القصوى غير المعتادة على حوالي ثلث مساحة الأرض مع عواقب محتملة للإنتاج الغذائي المحلي نتيجة لذلك، حيث إن تدهور سبل المعيشة الريفية المرتبطة بانخفاض الإنتاجية الزراعية سوف يستمر في المساهمة في تدفقات الهجرة إلى المناطق الحضرية المكتظة بالفعل مما يضعها أمام تحديات كبيرة في مواجهة الطلب المتزايد على الغذاء وتناقص الحصة المائية للفرد، وهي مشكلات يمكن أن تتضاعف بحلول 2070 حسبما تورد الدراسات.

ونتيجة لذلك، يمكن أن يزداد الاعتماد الكبير على الواردات في المناطق وبالتالي تعرضها للتأثيرات الزراعية خارج حدود البلد. يمكن أن يساهم الضغط الشديد والمستدام على الموارد في زيادة الاضطرابات الاجتماعية في البيئة السياسية غير المستقرة بالفعل.

ومنذ ثلاث سنوات أعلن البنك الدولي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي من بين أكثر الأماكن عرضة للخطر على سطح الأرض لارتفاع منسوب مياه البحر. كما تنبأ بارتفاع 0.5 متر بحلول عام 2099، وحذر من أن "المناطق الساحلية المنخفضة في تونس وقطر وليبيا والإمارات والكويت وخاصة مصر معرضة لخطر خاص".

نازحو المناخ والمجتمع الدولي

تحدد اتفاقية اللاجئين لعام 1951 الصادرة عن الأمم المتحدة أنه لا يحق  إطلاق كلمة "لاجئين" إلا  على الذين "لديهم خوف من التعرض للاضطهاد بسبب عرقهم أو دينهم أو جنسياتهم أو عضويتهم في جماعة اجتماعية معينة أو  ذات رأي سياسي معين". تم توقيع هذه الاتفاقية بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، عندما لم يكن تغير المناخ على قائمة اهتمامات المجتمع الدولي.

اقرأ/ي أيضًا: لاجئون على الطريق

أما التحرك الحقيقي الأول من المجتمع المدني للاعتراف بلاجئي المناخ كان العام الماضي عندما اعتمد قادة 164 دولة رسميًا الميثاق العالمي للأمم المتحدة للهجرة في اجتماع عقد في مراكش بالمغرب. وتحدد الوثيقة التي تم اعتمادها التغير المناخي كمحرك للهجرة، وتقترح على الدول العمل سويًا لبدء الاهتمام والتخطيط للأشخاص الذين ينتقلون بسبب الكوارث الطبيعية وتغير المناخ.

 في الآونة الأخيرة وصف بعض الباحثين "اللاجئين البيئيين" بأنهم الأشخاص الذين لم يعد لديهم القدرة على كسب رزقهم بشكل آمن في أوطانهم التقليدية بسبب العوامل البيئية في المقام الأول

وعلى الرغم من أن الوثيقة طوعية وغير ملزمة إلا أنها تأتي استجابة للمخاطر المحدقة بالتغيرات المناخية العالمية وما يستتبعها من عواقب، أولها تحرك الملايين من الأشخاص من أماكن إقامتهم بسبب التغيرات المناخية . لكن في النهاية، يقول خبراء "الهجرة المناخية"، إن المفتاح الحقيقي لمعالجة هذه الأزمة هو الحد من الاحتباس الحراري في المقام الأول، وفي ظل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي عام 2017، فإن العالم قد يواجه تحديات أكبر ليس فقط على المستوى الإجرائي ولكن على مستوى جدية التعامل مع الأزمة وتباعتها حتى من قبل الدول الكبرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

معنى الذلّ

لاجئة سورية سرقت 1000 يورو!