28-أبريل-2018

المخرج البريطاني كين لوتش أثناء تصوير فيلم "أيام الأمل" (Getty)

ترجمة وإعداد ألترا صوت - القناة الإيرلندية الثالثة

منحت جامعة بروكسل الحرّة "ULB" المخرج البريطاني كين لوتش شهادة دكتوراة شرفيّة، وذلك رغم الانتقادات التي يوجهها له رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، واللوم الصريح له من قبل المنظمات اليهوديّة فيما يتعلّق بادعاءات معاداة السامية. وكثيرًا ما يوجّه لوتش، المعروف بدفاعه القوي عن القضية الفلسطينية، انتقادات من قِبل الحكومة الإسرائيلية. إلّا أنَّه نفى مجددًا معاداته للسامية مؤكدًا على تضامنه الكامل مع قضية فلسطين العادلة ومعاداته للصهيونية ورفضه للاستعمار.

كين لوتش: إنه لأمر بشع أن أوصف بأنّي معادٍ للساميّة لمجرد أنني أضمّ صوتي إلى صوت الفلسطينيين

وقال لوتش في تصريح له: "إنه لأمر بشع أن أوصف بأنّي معادٍ للساميّة لمجرد أنني أضمّ صوتي إلى أولئك المندّدين بالمحنة التي يعيشها الفلسطينيّون". وصرّح ميشيل الذي كان طالبًا في جامعة بروكسل الحرّة مساء الأربعاء من الكنيس اليهودي الكبير في بروكسل، بأنَّه "لا يمكن التسامح مع معاداة الساميّة، أيًا كان شكلها". وأضاف: "وينطبق هذا أيضًا على جامعتي".

ولم يوجّه رئيس الوزراء انتقاداته بصراحة إلى كين لوتش، لكنّ تكريم الجامعة له ظلّ قضية بارزة في الإعلام البلجيكي لأيام. واتخذ رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي موشيه كانتور في حديثه عن كين لوتش موقفًا حاسمًا، وقال إنَّ الدكتوراة الشرفية الممنوحة إليه "لا يُمكن اعتبارها إلا على أنها تأييد لشخص غير مسؤول في تعامله مع التاريخ إلى درجة التهوين من هول محرقة الهولوكوست".

اقرأ/ي أيضًا: المقاطعة والبحث عن جبهة أخلاقية

وقد أنكر لوتش الذي يبلغ من العمر 81 عامًا أن يكون قد شكّك أو قلّل من هول المحرقة. وقال لوتش الملتزم بمبادئ اليسار: "أنا أعرف جيدًا تاريخ إنكار الهولوكوست. إن ذلك من اختصاص اليمين المتطرّف وليس ليّ علاقة بذلك على الإطلاق. ولا يسعني سوى ازدراء ذلك". وصرحت جامعة بروكسل الناطقة بالفرنسية أنّها دققت في الادعاءات الموجّهة إلى لوتش، ولم تجد اعتراضات قويّة بما يكفي لحرمانه من الدكتوراة. وأضافت الجامعة أنّها تريد أن تثني على المخرج من أجل أفلامه "المناضِلة" حول الصراعات الاجتماعية وكفاح العمّال والمهاجرين لتحسين حياتهم.

وحصل لوتش مرّتين على جائزة السعفة الذهبية المرموقة في مهرجان كان السينمائي. وحثّ لوتش رئيس الوزراء شارل ميشيل على التراجع عن تعليقاته، وقال موجهًا كلماته إلى رئيس الوزراء: "انظر أولًا إلى الأدلّة، ومن ثم تراجع عن كلماتك".

كما يعرف عن المخرج البريطاني كين لوتش ولعه بقضايا العدالة والنضال من أجل الحرية، ففي رصيده تراكم غير هين من الأعمال السينمائية التي تضيء على الصراع المرير الذي شهدته إيرلندا الشمالية، وكذلك الحال مع الحرب الأهلية الإسبانية وغيرها من من الصراعات على الجانب الأخر من الأطلسي في أمريكا الجنوبية، إضافة إلى سلسلة شرائط سينمائية تتناول قضايا العمال والهجرة والعدالة الاجتماعية في بريطانيا. ولم يخف عبر كل هذه الأعمال وطوال تصريحاته ومقالاته التي رافقت مسيرته السينمائية معاداته الدائمة ضد كل أشكال الظلم والتمييز العرقي والطبقي.   

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب لوبي إسرائيل ضد جيرمي كوربين.. تهمة معاداة السامية ثمن الانتصار لفلسطين!

المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل: انتصارات وتناقضات