14-ديسمبر-2021

الشاعرة كيكي ديمولا (1931 - 2020)

بين يدينا الآن تراث شعريٌّ لـ كيكي ديمولا (1931 - 2020) إحدى أبرز الشاعرات اليونانيات المعاصرات والحائزة على الجائزة الأوروبية للأدب عام 2009. ديمولا نشرت أول ديوان شعري لها في سن الحادية والعشرين، قبل أن تحجز لنفسها مكانة هامة على الساحة الشعرية اليونانية، خصوصًا في الثمانينات من عمرها بفضل نظرتها الخاصة للحياة اليومية والنساء والوحدة والكبرياء والزمن. كما تُرجمت أشهر دواوينها إلى لغات عدة حول العالم، وكانت عضوًا في الأكاديمية اليونانية في أثينا.

تنضمُّ ديمولا إلى قائمة من شعراء كبار، حجزوا لأنفسهم مكانة كبرى في خارطة الأدب اليوناني، يأتي في طليعتهم الشاعران اليونانيان جورج سيفيريس وأوديسياس إليتيس جائزة نوبل للآداب في 1963و1979.

ها هنا قصائد مختارة من دواوينها المتعدّدة.


حادثٌ مُجَنَّحٌ

 

جذل العصافير العقوق

أيقظني باكرًا جدًا

أثناء أحلام من الحزن.

جلبةٌ من هنا إلى هناك

أيقظتني باكرًا جدًا

مِنْ هُنا إلى هناك، دوائر

تخطها العصافير

على الفضاء البكر.

 

الدوائر أيقظتني

كلها في الدائرة، تلعب العصافير

ـــ جذل العقوق ـــ

كلها في الدائرة

تخط العصافير دوائر مكبوحة،

كلها في الدائرة

كل شيء في الدائرة

ـــ صورة مشكوكة بها ـــ

لا شيء في الدائرة

وأنت في الوسط.

 

 

أدغالٌ

 

الصباح وكل أشياء العالم

قائمة

على مسافة المبارزة المثالية.

اختير السلاح،

السلاح ذاته دائمًا،

حاجاتك، حاجاتي

والذي كان يفترض به أن يعدَّ "واحد، اثنان، ثلاثة"

 أطلِقِ النار،

لقد تأخّر

وفي انتظار مجيئه

جالسين على المقعد ذاته

ننظر إلى الطبيعة.

 

الحقل في عزِّ نضجه

الخضرة على فجورها،

بعيدًا من المدن كان حزيران يطلق صراع

وحشية منتصرة.

يقفز يتمسك في غصن شجرة وبإحساسات

إلى غصن شجرة وإحساسات

طرزان في فيلم قصير

يطارد الوحوش غير المرئية

في دغل صغير في حكاية.

 

تمثالُ امرأة

 

كلُّ الناس تسمّيكِ تمثالًا

وكذلك أنا أعطيكِ اسم امرأة.

تزين حديقة عامة

ومن بعيد تخدعنا.

نظنها بخفة مستقيمًا

يذكرك بحلم جميل،

آخذين باندفاعك لنعيشه

عن قرب يتحدّد الحلم:

يداك مقيدتان من الخلف

بحبل من المرمر

ووِضعة جسمك، هي إرادتك

إيجاد شيء يساعدك

للهروب من قلق السجين.

هكذا أملوك على النحات!

سجينة.

لا تستطيعين أن تزني في يدك

لا المطر

ولا أقل بنفسجة.

يداك مقيدتان.

 

وليس المرمر وحده من ينظر إليك

مثل أرغوس. وإذا كان هناك شيء

قد يتغير في مسار المرمر

وإذا انخرطت التماثيل في صراع

للحصول على الحرية، المساواة،

مثل العبيد

الموتى

وعواطفنا

فأنتِ ستمشين

كي نشكو نية المرمر

ويداك مقيدتان، سجينة.

كل الناس تسميك تمثالًا

وأنا حالًا أسميك امرأة.

ليس لأن النحات عهر بامرأة

للمرمر

وأن ردفيك تعدان

بخصب التمثال

حصادًا من الجمود،

بسبب يديك المقيدتين،

أسميتك

منذ عرفتك

كل هذه القرون

امرأة.

 

صورةٌ فوتوغرافيّة 1948

 

أحمل زهرة كما أظن.

غريبٌ.

كأنما في يوم من حياة

مرت صديقة

في اليد الثانية

أحمل حجرًا.

 

قصائد

 

طرقي،

طرقك

وثم ذلك

هو

أنا

وثم ذلك.

*

 

عريس أيار

الثياب

Ofluovuie

وثم ذلك.

*

 

العاطفة بلا أسلحة

السكين مخبأ

وثم ذلك.

*

 

العطش الذي يأتي

السامرية الطيبة

وثم ذلك.

*

 

طول عمر الأحلام

الآمال المصنعة

وثم ذلك.

الشمس الضرورية

المزاج الطيب فجأة

وثم ذلك.

*

 

الأوراق الشاحبة التي تنافس

الدم البارد في السقوط،

الشعر الذي يحركها

وثم ذلك.

*

 

الجفاف

المطر

وثم ذلك.

*

 

قلقك

قلقي

وثم ذلك.

*

 

حدس التماثيل

طرقنا في الضجر

التضحية المتتالية

من أجل هبة ريح شريرة

وثم ذلك.

*

 

الكلمات التي نجرها

لتعبر الصمت

الصمت الذي نجره

ليعبر الصمت

وثم ذلك.

*

 

المستقيل الذي نحفظه بقسوة

الذي سيكون لكي ينتهي

مجروفًا بذلك

الفشل.

*

 

نشرة الرمل

أخبار داخلية:

الضوضاء العاقلة في البيت

فضيلتها المنهكة

نعسانة.

ضوء تذكاري

شخص ما رآني على طريقه ذاتها

أتراني أسير في درب واحدة مع غريب آخر؟

أتراني تهتُ أم اختبأت؟

أَخُطفتُ من لص أشباح؟

أيكون ضياعي ربما تنكرًا

مخرج طوارئ سريعًا وعفويًا؟

*

 

تهتُ في هذه الفوضى المخيفة.

أسرة على البطن، ستائر من الضوء

مرمية على القضبان.

أجساد على الأرض ممتزجة بأوزانها،

تقلب بالخطأ ما أنت عليه

في ما نضجت ليس لك

لا أمام ولا آن ولا مجهول

خاص.

*

 

مخبئة هذا الإيمان المجنون تمامًا الذي يجري.

منتعلًا إحدى خطاك الكبيرة

ومعطى صغيرًا من هذا العالم.

كل صباح، وحكمًا نهضت هذه الكلمة

الغنية ولا شيء سواها

يرى على الأقل أنك رتبت سريرك.

مرتبة جيدة، قرارك بالغياب.

*

 

حيث نمت أنا،

 أحيانًا الفراغ أكثر مرارة من الوحدة.

خاصة إذا وبالصدفة

نمت فيه معي.

*

 

صورك التي تحيط بي

في صباحي

كادرات عالية

في مجتمعات من الحيطان المضيئة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يوسف كومونياكا: رسولٌ إلى فلسطين

مارغريت أتوود: أن تطيري داخلَ جسدكِ