12-نوفمبر-2016

نشطاء حقوقيون يرفعون صورًا ساخرة من ترامب تضامنًا مع اللاجئين السوريين(أ.ف.ب)

رحلت العيون ليل الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر وحتى بداية النهار التالي إلى واشنطن العاصمة، وباقي الولايات الأمريكية، لمعرفة الاسم الذي سيحكم القوة الأكبر في العالم، مؤثرًا في حياة المليارات من سكان الأرض، منهم سكان الشرق الأوسط.

تنافس في الانتخابات الأمريكية مرشحون عن عدة أحزاب ومستقلون، وكان طبعًا على رأس القائمة مرشحا الحزبين الأكبر في البلاد دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وهيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، حيث سجلت استطلاعات الرأي الأولية تقدمًا للمرشحة الديمقراطية، وزيرة الخارجية بين 2009-2013، والسيدة الأولى من 1993 إلى 2001 خلال فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون.

الاعتماد على تصريحات ترامب السابقة، بتحليل وجهة نظره من الملف السوري، غير مجدٍ

لم يكن هذا التقدم فقط لمكانتها السياسية ولخبرة ثلاثين عامًا من العمل العام، بل أيضًا لكونها ستصبح أول امرأة ترأس الولايات المتحدة إلا أن كل ذلك لم ينفع هيلاري رغم فوزها بـ 48% من أصوات الناخبين الأمريكيين، لأن النظام الانتخابي في أمريكا يعتمد على تصويت المجمعات الانتخابية لكل ولاية، ما وضع منافسها دونالد ترامب في منصب الرئيس رغم كل الجدل الذي أحدثه في الفترة الماضية، ورغم أنه لم يحصد سوى 47% من الأصوات.

العالم بأكمله تابع الانتخابات لكون الولايات المتحدة دولة تتحكم في العديد من الملفات الدولية وعلى رأسها الملف السوري، وكان السوريون يتابعون بترقب مصير البيت الأبيض لكنهم لم يتفاجؤوا بالنتائج. فبحسب الناشط حذيفة دهمان، من الجزء المحاصر لمدينة حلب، فإن "السكان المحاصرين تابعوا الانتخابات وكانوا يتوقعون فوز ترامب". وصف حذيفة ترامب بـ"الشخص الواضح على عكس أوباما"، وأضاف "نتوقع في الفترة القادمة أن يكون هناك دعم علني للأسد اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، ونعول على الشعب الأمريكي في منع هذا الشيء، فالجميع يعرف حقيقة ما يحدث في سوريا".

اقرأ/ي أيضًا: هل يتخلى الرئيس الجديد عن "ترامبيته"؟

الغموض يبدو عنوان المرحلة الحالية حتى يباشر ترامب مهامه رسميًا في 21 كانون الثاني/يناير القادم. وعن هذا الغموض، عبر سهيل حمود، المقاتل في الجيش السوري الحر، "سياسة ترامب تجاه سوريا غير واضحة، غرفة العمليات العسكرية في تركيا (الموك) لا نعرف كيف ستعمل مستقبلًا".

في حين وصف الصحفي السوري فراس ديبة تحليل سياسة ترامب بأنه مجرد ضرب من التنجيم قائلًا: "الاعتماد على تصريحات ترامب السابقة، بتحليل وجهة نظره من الملف السوري، غير مجدٍ"، وأضاف: "التنبؤ بسياسات ترامب هو نوع من التنجيم، نحن لأول مرة أمام إدارة جمهورية، وليس لدينا سوى انتظار تولي ترامب لمهامه لنعرف طريقة تعامله مع سوريا".

نحن لأول مرة أمام إدارة جمهورية، وليس لدينا سوى انتظار تولي ترامب لمهامه لنعرف طريقة تعامله مع سوريا

أما الصحفي تمام حازم فاعتبر أن التحدي يكمن في عدم رضوخ ترامب لروسيا وأكد أن "الأولوية لدى إدارة ترامب هي محاربة الإرهاب (داعش)، لكن التحدي الصعب سيكون بعدم الرضوخ لرغبات روسيا".

في النهاية يعلم الجميع أن الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات، ولا يمكن للرئيس التحرك بحرية في كل القرارات. ويرى المحللون أن الخوف من ترامب غير مبرر حتى الآن، فالرئيس المنتخب ظهر متزنًا في خطاب النصر، موجهًا التحية لمنافسته التي كان قد وعد بسجنها، ووصفها بالمحاربة الباسلة مشيرًا إلى حرصه على تطوير العلاقات الدولية للبلاد، ومع أخذ كل وعود ترامب وتصريحاته الغريبة بعين الاعتبار، علينا عدم نسيان أن أحد الثوابت في عالم السياسة يقول إن "الرئيس لا يذكر وعود المرشح".

اقرأ/ي أيضًا:

طهران وتل أبيب مطمئنتان لترامب.. أتيت يا ملاكي!

اختيار ترامب.. قلق عالمي خجول!