03-سبتمبر-2019

القيلولة الصحية هي المرتبطة بالنعاس وليس بالإعياء (Getty)

الترا صوت - فريق الترجمة

بعيدًا عن أن القيلولة وسيلة جيدة لاسترداد شيء من قوتنا مع انتصاف اليوم؛ ثمة ما يستعصي على الفهم في شعورنا بالرغبة في اختلاس بعض الدقائق السريعة مع حلول العتمة البسيطة الدافئة، التي ترافق بدء زوال الشمس.

ينبغي التفريق بين النعاس والإعياء كدافع للقيلولة، فإذا كان السبب هو الإعياء، فقد تكون القيلولة علامة على وجود مشكلة غير ظاهرة

لكن، مع ذلك، يفضل البعض تجنب القيلولة لأسبابٍ صحية أو عملية أو غير ذلك. وأغلب الظن، أن ذلك عائد إلى أخذ القيلولة بطريقة لا تفضي إلى الفائدة المرجوة منها.

اقرأ/ي أيضًا: 10 نصائح من العلماء للحصول على نوم هانئ في الجو الحار

في السطور التالية، المترجمة بتصرف عن صحيفة الغارديان البريطانية، نستعرض الطريقة الأمثل للحصول على قيلولة مفيدة، مع القدرة على التفريق بين قيلولة الإعياء وقيلولة النعاس.


إنّ قيلولة الظهيرة هي إحدى متع هذه الحياة. لكن الإفراط فيها أمر غيرُ مُبشّر، فقد أظهرت دراسة جديدة أن القيلولة في منتصف اليوم قد تكون علامةً مبكّرة على داء ألزهايمر.

وقارن الباحثون في الدراسة، أدمغة 13 شخصًا أصيبوا بمرض ألزهايمر مع سبعة عيناتٍ اختبارية، ووجدوا أن أدمغة المصابين بالمرض فيها تراكم من بروتينٍ اسمه "تاو" في مناطق من الدماغ، لها علاقةً باليقظة.

القيلولة
قيلولة الإعياء قد تكون علامةً على مشكلة صحية غير ظاهرة

وفي تصريح بروفيسور الأمراض العصبية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، ليا جرينبيرغ، قال: "البعض اعتادوا على أخذ قيلولةٍ منذ الصغر، وهذا أمرٌ طبيعي، ففي بعض الثقافات، اعتاد الناس على النوم عندما تشتدّ درجات الحرارة وهذا لا بأس به. ولكن ما يدعو للقلق هو إذا لاحظ الناس أنهم ينامون في منتصف النهار دون اعتيادهم على ذلك من قبل".

ولا يُعرف بصورةٍ قطعيةٍ إذا كانت القيلولة مفيدةً لك أم لا، إذ تبيّن بعض الدراسات أن القيلولة تقلّل الضغط، وتزيد الوظائف الإدراكية. لكن في المقابل أظهرت إحدى الدراسات أن القيلولة مرتبطة بزيادة خطر الوفاة، وهناك من الأسباب ما يدعو إلى الاعتقاد بأن النعاس في منتصف النهار، على غرار دراسة ألزهايمر، قد تكون علامةً على وجود مشكلةٍ غير ظاهرة.

بعيدًا عن ذلك، وبمفهوم أبسط، القيلولة لكثيرٍ من الناس هي في المقام الأول "علامةٌ على أنك لم تنل قسطًا كافيًا من النوم خلال الليل"، كما يبيّن الدكتور نيل ستانلي، خبير النوم ومؤلّف كتاب "How to Sleep Well".

يقول ستانلي: "إذا كنت تشعر بالنعاس خلال اليوم، فيجب أن تفكّر بأخذ قيلولة. فهذا ما يحتاجه بدنك، أي أنه لا يحتاج جرعة كافيين بل يحتاج منك بعض النوم". ومربط الفرس هنا أن الشعور الذي عليك التنبه له هو "النعاس" وليس "الإعياء" الذي يُرجَع لأسبابٍ نفسية، وله علاقةٌ بالضغط.

إذًا، كيف تحظى بقيلولةٍ مفيدة؟

يقول ستانلي "إن الأمر الرئيسي هو الفترة"، فلتن قيلولتك إما 20 أو 90 دقيقة. يوضح: "عندما تخلد إلى النوم، فسرعان ما تنتقل إلى المراحل الخفيفة من النوم في الفترة الأولى من نومك العميق. وعليك حينها ألا تستيقظ، أي خلال نومك العميق، لأنك وقتها ستستيقظ وأنت تشعر أنك في حال أسوأ مما كنت عليه.

وعليه، فإنك إذا نمت 20 دقيقة، فهذا يعني أنك ستسيقظ قبل مراحل النوم العميق، وإذا نمت 90 دقيقة، فهذا يعني أنك أتممت دورة نوم واحدة، ومن هنا ينبغي أن تكون قليلولتك إما 20 أو 90 دقيقة.

القيلولة
ينبغي أن تكون القيلولة إما 20 دقيقة أو 90 دقيقة

وما يجب أخذه في الحسبان أيضًا، هو الفترة التي يحتاجها الجسم قبل النوم، فالبعض أكثر تمرّسًا على القيلولة من غيرهم. ولكن، كما يقول ستانلي: "الإنسان البالغ ذو الصحة الجيدة، سيخلد إلى النوم خلال فترةٍ تتراوح ما بين خمسة إلى 12 دقيقة". 

لذا يمكنك استخدام المنبه والسماح لنفسك بالنوم لفترةٍ تترواح ما بين 30 إلى 40 دقيقة لو كنت تريد قيلولة قصيرة، أو ساعتين لو كنت تريد قيلولة طويلة.

الوقت المثالي للقيلولة

آخر ما يبقى هو الوقت المثالي للقيلولة، وهو الفترة الطبيعية التي تنخفض فيها طاقة الجسم، خلال فترة الظهيرة، أي ما بين الثانية والرابعة مساءً. بالطبع هذا قد يختلف بالنسبة لكبار السن، فقد يحتاجون للحصول على قيلولة في وقت أبكر.

الوقت المثالي للقيلولة، هي الفترة ما بين الثانية والرابعة مساءً، لمدة 20 دقيقة من النوم كحدٍ أدنى، أو 90 دقيقة كحد أقصى

ويُحذّر ستانلي: "إياك أن تأخذ قيلولةً بعد ذلك، لأنك وقتها ستستهلك ساعات نومك ليلًا"، فالأصل، كما يشدّد ستانلي، هي أن تحظى بنومٍ كافٍ ليلًا مما يُغنيك عن القيلولة بالكلية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النوم والذاكرة.. كيف يعملان معًا؟

أشهر 5 تطبيقات للاسترخاء والمساعدة على النوم

دماغك يبقى "شبه مستيقظ" عند النوم في مكان جديد!

من بينها الضعف الجنسي.. تعرّف على 8 مخاطر صادمة لنقص النوم!