12-نوفمبر-2018

أوضح أبو الفضل تقنيات الاستغلال السعودي الخطابي وانتهاك حرمة مكة الكرمة (نيويورك تايمز)

في مقال صحفي للبروفيسور في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس، خالد أبو الفضل، نشر ضمن أعمدة الرأي عبر صفحات نيويورك تايمز بعنوان "السعودية تسيء استخدام مكة". اعتبر الباحث القانوني المتخصص بالشؤون الفقهية والشرعية الإسلامية أن المملكة العربية السعودية قد استغلت بشكل مفضوح منبر المسجد الحرام في مكة المكرمة في أعقاب جريمتها بحق الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

خالد أبو الفضل: الإمام السديس انتهك حرمة المسجد الحرام بمحاولته تبرأة السعودية من دم خاشقجي

جاء هذا  الاستغلال بحسب الكاتب المختص، عبر توجيه الأئمة نحو الإشادة بالحكام من آل سعود، بل وتقديس أفعالهم وتعظيم أهميتهم، في إطار السعي للتعمية والتغطية عن الجرائم التي يرتكبونها، وفي صدارتها حاليًا جريمة اختطاف وتصفية جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول.

اقرأ/ي أيضًا: تدمير مكة.. هكذا حوّل آل سعود تراث الرسول إلى رحلة استهلاكية!

فيما أوضح كاتب المقال، البروفسور خالد أبو الفضل، أن العادة جرت بين أجيال متراكمة من حكام آل سعود على الاستفادة من أعمال الترميم والصيانة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوظيف هذه الأعمال في سجل بناء هيبتهم وشرعيتهم إسلاميًا. معتبرًا أن أبرز الدلائل على ذلك لقب خادم الحرمين الشريفين الذي يتناقله ملوك آل سعود، آخرهم العاهل الحالي سلمان بن عبد العزيز، الذي تعاظمت فضائح الإجرام المتعلقة بنهج المملكة السعودية في عهده وعهد ولي عهده محمد بن سلمان.

كما ركز أبو الفضل على إيضاح مقاربة تواضع، إن لم يكن سلبية، الدور السعودي في القضايا الإسلامية بالمقارنة مع حجم التوظيف السياسي وبث الخطاب الترويجي لحكمهم عبر من يشغلونهم من أئمة في المسجد الحرام خصيصًا. مستشهدًا في هذا الإطار بالخطب التي ألقيت من على منبر المسجد الحرام منذ انطلاق الانتقادات والمطالبات الدولية المتعلقة بالتورط السعودي في دم خاشقجي ومصيره.

ركز أبو الفضل على إيضاح مقاربة تواضع، إن لم يكن سلبية، الدور السعودي في القضايا الإسلامية بالمقارنة مع حجم التوظيف السياسي وبث الخطاب الترويجي

من بين ما رصده مقال خالد أبو الفضل، كان خطبة عبد الرحمن السديس المؤرخة في الـ19 تشرين الأول/أكتوبر من على منبر المسجد الحرام، والتي بثت تلفزيونًا على نطاق واسع كالعادة عبر الشاشات السعودية والممولة سعوديًا. ليعتبر خالد أبو الفضل أن الإمام السديس أقدم على انتهاك حرمة المسجد الحرام بليّ عنق بعض الأحاديث من السيرة المحمدية وتوظيفها في التلميح إلى أهمية محمد بن سلمان. إضافة إلى انتقاد أبو الفضل لعدم المصداقية التي أبداها السديس عبر تكذيبه كل التقارير الإعلامية المسندة بشأن التورط السعودي بدم خاشقجي، معتبرًا أن في هذا انتهاكًا شاسعًا لحرمة المسجد الحرام، وحرمة أي مسجد كمساحة للعبادة يفترض أن يكون الصدق القاعدة فيها.

أما في الإطار الأوسع لتحليل خالد أبو الفضل بشأن الاستغلال السعودي لحرمة الأماكن المقدسة، فقد اعتبر أن أموال النفط وعائداته قد أتاحت لآل سعود طوال عقود خلت أن يوظفوا وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة ضمن الأراضي التي يفرضون سلطتهم عليها في بث تأويلهم للإسلام والنسخة المبتدعة من تفسيره وفق رؤيتهم ومصالحهم. معتبرًا أن هذا الاستغلال والتوظيف للمقدسات في الخطاب السياسي والإعلامي قد وصل إلى مدى لا يمكن القبول به إسلاميًا منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد السعودي والمنعطفات الخطيرة التي خلقها تدخله في الحكم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

5 أفلام فضحت النظام السعودي من الداخل

تبرئة شركة بن لادن من كارثة رافعة الحرم المكي.. القصة الكاملة