04-مارس-2020

بين الوقاية والاستشفاء والتفكير المستقبلي ينشغل كل سكان الأرض بمسألة فيروس كورونا (Getty)

 قد يسافر أحد المستثمرين إلى أيداهو مع عائلته أو بدونها. طبيب في بلدة تزلج في كولورادو يهدئ من روع زبائنه الأغنياء الذين يريدون علاجًا. وأحد أغنياء نيويورك يتصل بمستشفى تحمل اسمه. 

يستعد الأغنياء مثلهم مثل الجميع في الولايات المتحدة، لانتشار وباء فيروس كورونا

هكذا استهلت بلومبيرغ تقريرها  كما هكذا يستعد الأغنياء مثلهم مثل الجميع في الولايات المتحدة، لانتشار وباء فيروس كورونا. شاهد كين لانغون، أحد مؤسسي شركة  هوم ديبوت (Home Depot)، المؤتمر الصحفي للرئيس دونالد ترامب وتساءل إن كانت وسائل الإعلام تبالغ في تصوير المخاطر، لكنه أجرى في نفس الوقت مكالمتين هاتفيتين من مقره الشتوي في نورث بالم بيتش.  إحداهما كانت لأحد مديري مستشفى  NYU Langone Health، والآخر كان لواحد من أكبر العلماء هناك، وكلتا المكالمتين بعثتا فيه الاطمئنان. 

اقرأ/ي أيضًا: فيروس كورونا في لبنان.. أزمة "حكومة مواجهة الأزمات"

قال لانغون البالغ من العمر 84 عاماً والذي يحب الرأسمالية كثيراً لدرجة أنه كتب كتاباً سماه "أنا أحب الرأسمالية" "ما أخبرني به أناس أكثر مني اطلاعاً بشأن المرض هو أنه في هذه المرحلة يشبه نزلة إنفلونزا حادة". يخطط لانغون للعودة إلى نيويورك هذا الشهر لأجل موعد لديه، وإذا شعر بالإعياء سيذهب إلى مستشفى NYU Langone وقال إنه لن يتوقع معاملة خاصة. 

بعض أصحاب المليارات والمصرفيين وأعضاء مجتمع النخبة الأميركي هادئون، بينما يشعر آخرون بالقلق، وكلهم يغسلون أيديهم جيداً. لكن الأغنياء يستطيعون تحمل كلفة الاستعداد للوباء بسبب تمتعهم بامتيازات مثل قدرتهم على السفر في طائرات خاصة خارج المدن، والاتصال بخبراء عالميين والحصول على رعاية صحية فاخرة. 

قال جوردن شلاين، طبيب باطني وشريك مدير في شركة Private Medical التي تقدم خدمات الاستقبال الفاخرة "أصبح لدينا موقف مشابه لغرفة اجتماعات الحرب". تسعى الشركة للحصول على مئات من أغطية الجسد الكاملة للعمل وتتضمن هذه الجهود السفر إلى سان فرانسيسكو ووادي السيليكون ولوس أنجلوس ونيويورك. يقول شلاين "مضطرون للتضرع والاستعارة والسرقة، حسناً ليس السرقة، التضرع والاستعارة والدفع". 

يسألون فقط

قال تيم كروس، وهو طبيب يقوم بالزيارات المنزلية في أسبن بكولورادو "إن الأغنياء لن يحصلوا بالضرورة على أشياء لن يحصل عليها الشخص العادي". لكن هذا لم يمنعهم من السؤال عن إمكانية حصولهم على لقاح فيروس كورونا. يقول كروس "الإجابة هي لا. هم يسألون فقط". 

تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا حول العالم 88 ألف حالة، وقد بلغ عدد الوفيات 2900 شخص. رفعت منظمة الصحة العالمية تقييمها لخطر المرض العالمي إلى درجة "مرتفع جداً". وشل الخوف من أزمة اقتصادية الأسواق العالمية، وانخفضت عائدات سندات الخزينة إلى أدنى مستوى لها في تاريخها، وشهد أداء مؤشر بورصة S&P 500 أسوأ أسبوع له منذ أزمة 2008 المالية العالمية. 

كما قال أحد مؤسسي صناديق التحوط الكبرى، طلب عدم ذكر اسمه، إنه سيهرب في الاتجاه المعاكس إذا بدأ أقرانه في الهروب إلى ملاجئ يوم الهلاك. قد يسافر إلى منزل يملكه في إيطاليا، وهي دولة تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركيين بتجنبها. فالهلع المنتشر على حد قوله، يجعل تذاكر الطيران أبخس ثمناً.

اقرأ/ي أيضًا: خارطة الاحتجاجات العالمية.. كورونا حاضر أيضًا

في حين يمكث تشارلز ستيفنسون، المستثمر الذي ظل لمدة طويلة رئيس مجلس إدارة بارك أفينيو التي تؤوي عدداً من أصحاب المليارات، في ساوثهامبتون.  وقال ستيفنسون "لا أشعر بالقلق في هذه المرحلة. إذا أصيب الناس في القرية بفيروس كورونا، سأخرج من هنا". قال إنه سيسافر إلى أدياهو وسيحبس نفسه في غرفة مغلقة وبإمكان عائلته أن ينضموا إليه إذا أرادوا، فهذا خيارهم الشخصي. 

وفقاً لميتشل موس الذي يدرس السياسة الحضرية والتخطيط في جامعة نيويورك، فإن الأزواج الأغنياء الذين لم يعتادوا قضاء الوقت معاً، سيواجهون مشاكل بسبب هذا الفيروس. قال "سيدمر هذا الفيروس زيجات الأغنياء. كل هؤلاء الأزواج والزوجات الذين يسافرون كثيراً، سيكون عليهم قضاء مزيد من الوقت مع شركائهم". 

كابوس دافوس 

تنبأ ترامب بأن الفيروس سيختفي "كمعجزة"، في حين خط الديمقراطيون مطالب لتمويل يضمن توفير لقاح بأسعار معقولة. وفقاً لجيرمي آدمز كبير الأطباء في الولايات المتحدة، لا تقي أقنعة الوجه الجمهور من التقاط فيروس كورونا، لكن العاملين في مجال الرعاية الصحية سيكونون عرضة لخطر أكبر إن لم يحصلوا عليها. كتب آدمز على تويتر قائلاً "بالله عليكم يا جماعة، توقفوا عن شراء الأقنعة". 

قالت جويل مولن، نائبة عميد كلية ديل للطب لشؤون العدالة الصحية،  بجامعة تكساس في أوستن، إن ملايين الأميركيين لا يستطيعون تحمل كلفة تخزين الإمدادات وتفويت يوم عمل أو الاتصال بطبيب بانتظام، حتى في أفضل أيامهم.

تنبأ ترامب بأن الفيروس سيختفي "كمعجزة"، في حين خط الديمقراطيون مطالب لتمويل يضمن توفير لقاح بأسعار معقولة

وأضافت مولن، طبيبة الأمراض الباطنية والأوبئة والتي عملت مبعوثة لإدارة الصحة العامة في كونيكت "موارد مثل المال ووسائل الانتقال والمعلومات تتيح للناس هامشاً زمنياً مناسباً لاتخاذ الإجراءات الوقائية والحمائية، وتساعد على خلق ظروف أفضل للناس للتعامل مع الكوارث". 

بينما أوقف بنك جي بي مورغان تشيس، أكبر مصارف الولايات المتحدة، موظفيه من السفر إلى رحلات عمل غير ضرورية. وكان من ضمن عدد من الشركات الكبرى التي قيدت السفر وفرقت موظفيها وفرقها في أماكن مختلفة، أو فرضت حجراً صحياً على موظفيها. قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي للبنك، قبل إعلان القرار بوقت قصير، إنه حلم بأنه هو آخرون من أصحاب المليارات قد أصيبوا بالفيروس أثناء حضورهم للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا. قال ديمون في كلمته في مؤتمر يوم المستثمر السنوي الذي يعقده البنك "حلمت بكابوس بأننا جميعاً ممن حضرنا مؤتمر دافوس قد أصبنا بالفيروس، ثم غادرنا ونشرنا الوباء. الشيء السار الوحيد في ذلك هو أنه ربما يقضي بذلك أخيراً على طبقة النخبة". 

 

اقرأ/ي أيضًا: