03-يوليو-2019

ارتفاع درجات الحرارة له آثار خطيرة على صحة الإنسان (Getty)

الترا صوت - فريق الترجمة

تشهد العديد من الأماكن حول العالم ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، ولاسيما في أوروبا مؤخرًا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في ألمانيا وفرنسا هذا الأسبوع، وهو أعلى من معدلها في هذا الوقت من العام بدرجات عديدة.

تشمل أعراض التعرض لدرجات حرارة مرتفعة: الصداع والضعف وتشجنات العضلات والشعور بالإعياء وربما الإغماء

كما أصدرت هيئات المناخ والطقس الوطنية في بلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا، تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، ونصحت الناس بتجنب الأنشطة الشاقة خلال النهار تحت الشمس، وشرب الكثير من الماء والابتعاد عن الشمس.

اقرأ/ي أيضًا: 8 أسباب لعدم التعرض للشمس دون استخدام واقٍ

هذا الاحترار العالمي يدفع بالعلماء والأطباء إلى توجيه التحذيرات للناس من المخاطر المحتملة على صحة الإنسان. وفي هذا المقال المترجم بتصرف عن موقع شبكة "CNN"، نقدم لكم ما تحتاجون لمعرفته عن ارتفاع درجات الحرارة وكيفية الحماية منها.

كيف يتفاعل الجسم مع الحرارة؟

يقول أوين لانديج، وهو طبيب في الهيئة الصحة العامة بإنجلترا، إنه عند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، سيعاني العديد من الأشخاص من آثار طفيفة ومؤقتة، مثل الغثيان والدوار والتعب، منبهًا إلى ضرورة "اتخاذ خطوات لمنع الآثار السيئة الأكثر خطورة للحرارة".

الترطيب
الخطوة الأولى لتفادي الإنهاك الناجم عن ارتفاع الحرارة، هي ترطيب الجسم

ومن ذلك مثلًا حالة الإنهاك الناجم عن ارتفاع الحرارة، والذي يحدث عندما ترتفع حرارة الجسم ويفقد جسمك الكثر من الماء أو الملح. وتشمل الأعراض في حالة الإنهاك هذه: الصداع والضعف وتشنجات العضلات والشعور بالإعياء وربما الإغماء. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ما هو معروف بضربة الشمس، وهي حالة أكثر خطورة.

ومع أن ضربة الشمس هي أقل شيوعًا، ولكنها أكثر خطورة من حالة الإنهاك الناجم عن ارتفاع الحرارة. يحدث ذلك عندما ترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية عن 104 درجة فهرنهايت أو 40 درجة مئوية.

في الوقت نفسه، تحدث أيضًا تغييرات عميقة في وظائف المخ؛ "تغييرات في الوعي أو الحالة العقلية"، كما يقول كوري سلوفيس، أستاذ ورئيس قسم طب الطوارئ في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، فمع ضربة الشمس يكون الشخص معرضًا لخطر الإصابة بأضرار دائمة في المخ والقلب والكلى، كما أنّه معرض لخطر الموت لأن السكتة الدماغية الحرارية قد تكون قاتلة".

ويتضمن العلاج: التبريد السريع للمريض عبر استخدام الثلج والحمام البارد والمراوح والتكييف، وذلك لإعادة درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي.

حوادث الوفاة والإصابات التي تحدث أثناء موجات الحرّ، ترجع أساسًا إلى أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا عام 2015.

كيف يمكن أن تؤثر الشمس على صحتك؟

الشمس الساطعة ودرجات الحرارة المرتفعة، تعرض الناس لخطر الإصابة بحروق الشمس. ولكن هذه الحالة ليست مجرد مصدر ألم جلدي قصير الأجل فحسب، إذ يحذر أنتوني يونغ، الأستاذ الفخري في علم الأحياء التجريبي بجامعة كينغز كوليج في لندن، من أن معظم الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية غير مرئية للعين المجردة.

Sunburn
الشعور بالإعياء من بين أعراض الإنهاك من ارتفاع درجات الحرارة

ويعد سرطان الجلد أحد المخاطر المحتملة لذلك، والتي تظهر متأخرًا لدى الإنسان، إذ قد يستغرق ظهور حالة السرطان الجلدي 20 عامًا، وفقًا لما ذكره يونغ.

فما نراه عادة في غضون ست ساعات إلى 24 ساعة، هو حروق الشمس اللاسعة، لكن هذا مجرد مظهر خارجي لكمية هائلة من الأضرار التي تبدأ في الظهور لاحقًا بسبب تعريض جلدك للشمس. 

يمكن أن يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا من الشمس (أثناء عملية التشمس مثلًا) إلى تسريع العمر الظاهر للبشرة ويسبب المزيد من التجاعيد العميقة، لذا فإنه ينصح باستخدام واقٍ من أشعة الشمس، كونه يمثل وسيلة فعالة للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

وأوضح أن المرأة متوسطة الحجم التي تجلس على الشاطئ تحت أشعة الشمس، ستحتاج إلى حوالي 30 غم من واقي الشمس لدهن جسمها بالكامل، وهذا في الواقع كثير جدًا، ولكن عادة ما يضع الناس ثلث ذلك القدر من واقي الشمس، أي لا يحصلون سوى على ثلث الحماية التي يفترض أن يحصلوا عليها، وهذه هي المشكلة، فالناس لا يستخدمون واقيات الشمس الخاصة بهم بشكل جيد بما فيه الكفاية.

الصيف
تحتاج المرأة متوسطة الحجم إلى 30 غم من واقي الشمس لدهن جسمها بالكامل

من هم الأكثر عرضة للخطر خلال موجة الحر؟

يوضح المختصون أن كبار السن والأطفال الصغار معرضون بشكل خاص لآثار ارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحر.

استخدام واقي الشمس مهم للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وقد يحتاج الإنسان على الأقل 30 غرام من الواقي لدهن جسده كاملًا

كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب أو الأمراض التنفسية، هم أكثر عرضة أيضًا للتأثر سلبًا خلال موجات الحر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

9 طرق للتغلّب على الجو الحار

ما هي أهمية الطاقة الشمسية في حياتنا؟

التبريد والترطيب.. حقوق أساسية للإنسان في ظل التغير المناخي

الاحتباس الحراري.. خطيئة الشمال الغني يتحمل عواقبها الجنوب الفقير