26-مايو-2018

تجاهل المتنمرين أو قلص تعاملك معهم إلى أقصى حد ممكن (Getty)

العالم مليء بالأوغاد، ولا سيما إن كنت تعيش في وسط غير نظيف، أينما تذهب وفي أي وجهة تنظر ستجد نفسك محاطًا بالحمقى والمتنمرين، الذين ينغصون علينا حياتنا، والسؤال هو ماذا سيفعل المرء في هذا الحال؟

الوغد هو الشخص الذي لا يولي لكينونتنا أي اعتبار أو قيمة في تعامله معنا، ويرمينا بالألفاظ التي تجعلنا نشعر بالدونية وربما الاضطهاد

 روبرت ساتون، أستاذ علم النفس بجامعة ستانفورد، أخذ الموضوع على محمل الجد وأخرج كتابًا جديدًا، سماه "دليل العيش بين الأوغاد"، يحتوي على خطوات للتعامل مع الأوغاد، تساعدنا على تقليل أضرار الحياة مع هذا النوع من البشر، وعلى الحفاظ على نقاء ذواتنا إذا ما اضطررنا للعيش في وسط اجتماعي ملوث.

اقرأ/ي أيضًا: في باب الكتابة عن الأوغاد

يعرف روبرت الوغد بأنه ذلك الشخص الذي لا يولي إلى كينونتنا أي اعتبار أو قيمة في تعامله معنا، ويقذف في وجوهنا كل الألفاظ والتصرفات التي من شأنها أن تجعلنا نشعر بالدونية وربما الاضطهاد، ويوضح البروفيسور أن أيا منا يمكن أن يصبح وغدا تحت ظروف ما، لكن هذا الأمر يكون مؤقتا، بينما الوغد الحقيقي الذي يتحدث عنه هو من يتخذ التغول والحط من الآخرين طريقة للعيش على نحو مستمر.

يظن الوغد نفسه دائمًا متفوقًا على الآخرين، ويفرط في الشعور بأهمية ذاته، ويحاول أن يجسد ذلك على شكل ادعاءات متعجرفة، وتصرفات وقحة تحط من شأن الآخر. إنه يتخذ الغطرسة الاجتماعية أسلوب حياة، كاستراتيجية لتحقيق النصر والإنجاز بطريقة سريعة حتى لو كان على حساب الآخرين.

يقول ساتون إن "التعايش مع الأوغاد هو طريقة يمكن تعلمها، أما الاستسلام لغطرستهم بدون فعل شيء ربما يجعلنا ندفع الثمن على حساب صحتنا النفسية وسير حياتنا"،  لذا فهو يحث على ضرورة تحمل مسؤوليتنا في التعامل مع الأغبياء قبل أن يحولوا حياتنا إلى جحيم.

"أولًا، يعتمد الأمر على مقدار الخيارات المتوفرة لديك. وثانيًا، كم من الوقت عندك"، يقول روبرت هذان هما السؤالان اللذان يتعين على الفرد الإجابة عليهما قبل أن يقرر ما يجب فعله حيال الأوغاد، فأفضل حل لتجنب قرف العيش مع الأوغاد، هو الابتعاد عن وسطهم قدر الممكن إلى بيئة أخرى نظيفة، سواءً كان ذلك يهم المكان الذي تعيش فيه أو مقر العمل الذي تشتغل فيه.

بيد أنه ليس لدى الجميع ترف هذا الخيار، خاصة إن كان المرء في وضعية فقيرة، ولأجل ذلك وضع المختص النفسي روبرت ساتون أربع خطوات للتعامل مع الأوغاد، الذين نضطر لمشاركتهم الأكسجين في نفس المكان.

قد يكون الوغد مجرد أحمق جاهل بعجرفته، في هذه الحالة قد يفيد التحدث إليه برفق بينك وبينه لتنبيهه بضرورة التعامل معك باحترام

1. تجاهل الأوغاد

كقاعدة عامة، لا تكترث بالأوغاد. لكن قد يحدث أن تكتشف في تجربتك أن هناك وغدًا تضطر للتعامل معه بشكل يومي، في هذه الحالة ينبغي كإجراء أوليّ، تقليل الاتصال معه ما أمكن، وتحاول تجاهل حماقاته كشخص عديم القيمة والاحترام، بحيث تعود إلى المنزل وأنت مرتاح البال وكأن ذلك الأحمق لم يكن موجودًا، فأنت حتمًا لديك أولويات أهم، والأوغاد كثيرون في هذا العالم ولا يمكن مواجهة كل واحد منهم يظهر أمامنا، وإلا لن تفعل شيئًا في حياتك.

اقرأ/ي أيضًا: 5 طرقٍ لقول لا دون جرح مشاعر الآخرين

2. نبه الوغد إلى حماقاته

إذا زاد الأمر عن حده أو استحال عليك تجنب الاتصال مع أحد الحمقى المتغطرسين، فعليك تنبيهه برفق بينك وبينه إلى أخطائه وضرورة أن يتعامل معك باحترام، فبعض الأوغاد هم مجرد حمقى جاهلون بتعجرفهم، اعتادوا هذا الأسلوب في التعامل، وقد لا يقصدونه بالضرورة، أو أنهم لا يحسنون التعبير بطبعهم، ومن ثمّة يحتاجون فقط إلى من يفتح أعينهم على ما يقومون به من إساءات في حق الآخرين ليتراجعوا عنها.

3. شكل تحالفًا ضد الأوغاد

لكن لا تسير الأمور دائمًا على هذا المنوال، فبعض الأوغاد لا ينفع معهم النصح أو التنبيه، بل قد يقابلونه بكثير من السخرية ومزيد من العنجهية، لذلك عليك أن تنتقل سريعًا إلى المرحلة التالية، وهي تشكيل تحالف ضد الوغد المقصود، بالتنسيق مع الآخرين، الذين غالبًا هم أيضا ضحية لتعامله الوقح، من أجل صد تسلطه ووضع حد لهرائه، بكل الطرق الممكنة، فالجماعة أقوى من الفرد.

4. واجه الوغد بطريقته

ربما جربت تنبيه المتسلط المفترض بحماقاته ولم يفلح الأمر، وتعذر عليك جمع تحالف لصد تغطرسه، فتمادى أكثر فأكثر في عنجهيته، في هذه الحالة عليك أن "تواجه الوغد باللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي أن تصبح وغدًا مثله"، يقول روبرت. 

إذا فشلت كل الطرق، فلا مفر من التعامل مع الوغد كوغد مثله، مستخدمًا قاموسه الخاص وطريقته العنجهية ضده

لا يريد معظمنا أن يسقط في هذا الوضع، لكن أحيانًا يبقى الخيار الوحيد، ولذلك عليك أن تتكلم مع الأحمق بقاموسه الخاص، وتستعد لكل السيناريوهات الممكنة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بالفيديو: "آلة انتحار" تثير الجدل في معرض أمستردام للجنائز

غواية "فتاة الكوكائين".. مصيدة الهوس بالإعجاب الافتراضي

7 أسباب تجعلك "تطلق الريح" طوال الوقت!

معلومات عن الطائرات وحقائق مخيفة تسمعها لأول مرة