01-أبريل-2020

استشرفت ألمانيا الأزمة وتمكنت من احتوائها مبكرًا (Getty)

التر صوت- فريق الترجمة 

 

في أواخر العام المنصرم، وقبل أن يسمع معظم الناس عن فيروس كورونا الجديد، الذي يجتاح العالم اليوم، بادر العلماء في ألمانيا إلى العمل على تطوير فحص للكشف عن هذا الفيروس شديد العدوى الذي تفشى في الصين، ويسبب مرضًا له أعراض خطيرة تؤثر على الجهاز التنفسي وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات الحرجة.

 الحس الاستشرافي الألماني في التعامل مع الأزمة، يتناقض بشكل صارخ مع حالات التأخير والتراخي في البلدان الأخرى في أوروبا

وبالفعل نجحت ألمانيا في تطوير فحص بحلول منتصف كانون الثاني/يناير، وكانت المختبرات في جميع أنحاء البلاد جاهزة لبدء استخدامه في غضون أسابيع فقط، وتزامن ذلك مع الوقت الذي سجلت فيه أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد السكان حالتها الأولى بمرض كوفيد-19.

يقول هندريك بوروكي، المتحدث باسم شركة الرعاية الصحية (Bioscientia)، التي تدير 19 مختبرًا في ألمانيا أنه كان من الواضح لديهم منذ وقت مبكّر أن هذا الوباء لو وصل إلى ألمانيا من الصين، فإن هذا يعني وجود حاجة لإجراء الفحوصات كأول الإجراءات المبكرة لاحتواء المرض.

هذا الحس الاستشرافي الألماني في التعامل مع الأزمة، يتناقض بشكل صارخ مع حالات التأخير والتراخي في البلدان الأخرى في أوروبا وخارج أوروبا. وقد ترافق ذلك مع الاهتمام من قبل الحكومة الألمانية بزيادة عدد وحدات العناية المركزة في البلاد، واقتراح وتدابير التباعد الاجتماعي منذ وقت مبكر، الأمر الذي يساعد في تفسير نجاح ألمانيا حتى الآن في التعامل مع الأزمة، وعدم دخولها في معركة خاسرة مع المرض مثل ما يحدث في دول مجاورة مثل إيطاليا أو إسبانيا.

وليس أدل على هذا النجاح الألماني من الأرقام الواردة من هناك. فقد تم تسجيل 71،000 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في ألمانيا، لكن عدد الوفيات لم يتجاوز 775 حالة فقط، وفق مؤشر جامعة جونز هوبكينز الأمريكية. أما في إيطاليا، فقد وصلت أعداد الإصابة بعدوى كورونا إلى 106،000 حالة مؤكدة، بينما تجاوز عدد الوفيات فيها 12،400 حالة وفاة. وكذا في إسبانيا، حيث وصلت أعداد الإصابات المؤكدة إلى 96،000 حالة، بينما بلغت أعداد الوفيات 8،400 حالة وفاة.

في فرنسا، بلغت أعداد الوفيات من المرض أربعة أضعاف ألمانيا، وفي بريطانيا كانت الأرقام ضعفين، علمًا أن أعداد الإصابات المؤكدة في كلتا الدولتين أقل من إيطاليا وإسبانيا.

 ألمانيا قادرة على إجراء حوالي 500،000 فحص لفيروس كورونا الجديد في الأسبوع. وكان الفحص مجانيًا لجميع من تظهر عليه الأعراض أو كان عائدًا من السفر من أي منطقة ظهر فيها المرض

قد تكون هنالك عدة عوامل أخرى ساعدت في الحد من الوفيات في ألمانيا حتى هذه اللحظة، لكن الخبراء يؤكدون على أن الفحص المبكر وعلى نطاق واسع في ألمانيا ساعد ألمانيا على احتواء الأزمة مبكرًا، إذ يذكر أن ألمانيا قادرة على إجراء حوالي 500،000 فحص لفيروس كورونا الجديد في الأسبوع. وكان الفحص مجانيًا لجميع من تظهر عليه الأعراض أو كان عائدًا من السفر من أي منطقة ظهر فيها المرض.

أما في إسبانيا مثلًا، فالأرقام أقل من ذلك بكثير؛ إذ يتم إجراء بين 105،000 إلى 140،000 فحص أسبوعيًا، أي ما يعادل 20 إلى 30 بالمئة فقط مما تقوم به ألمانيا. وفي حين عززت إيطاليا من إجراءات الفحص مؤخرًا، بواقع 200،000 فحص في الأسبوع، إلا أن ذلك لم يأت إلا متأخرًا.

المصدر: AP

 


اقرأ/ي أيضًا: 

تحديثات كورونا.. يوم "مريع" في أوروبا وتحذير من "ربع مليون" وفاة في أمريكا

رئيسة وزراء الدنمارك: "الطريقة الدنماركية" في مواجهة كورونا أثبتت نجاحها