16-أغسطس-2021

ترامب مهّد لانسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل عبر اتفاق الدوحة عام 2020 (Forbes)

ألتراصوت- فريق التحرير

أعلنت حركة طالبان عن "نهاية الحرب" في أفغانستان بعد دخول مسلحيها القصر الرئاسي في العاصمة كابول، وبعد إخلاء الولايات المتحدة الأمريكية لجميع قواتها ورعاياها، وهو ما تزاحمت على فعله بقية الدول الغربية التي وجدت نفسها أمام تحد أخير يتمثل في إخلاء رعاياها بشكل عاجل من هناك. كما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أعدادًا كبيرة من مقاتلي حركة طالبان وهم يدخلون القصر الرئاسي في كابول ويعلنون السيطرة على العاصمة. 

أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أعدادًا كبيرة من مقاتلي حركة طالبان وهم يدخلون القصر الرئاسي في كابول

وكان من بين من غادروا أفغانستان، الرئيس أشرف غني، والذي توجّه إلى طاجكستان يوم الأحد، 16 آب/أغسطس، مع دخول قوات طالبان إلى العاصمة بلا أية مقاومة تذكر من القوات الحكومية، معلنًا أنه حريص على حقن دماء الأفغانيين. أما محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، فقال في تصريحات للجزيرة بأن هذا اليوم "يوم عظيم للشعب الأفغاني وللمجاهدين. لقد جنوا ثمرات جهادهم وتضحياتهم على مدى 20 عامًا". وفي حديث مع الجزيرة، قال محمد نعيم إنه من المبكّر الحديث عن شكل وطبيعة الحكم الذي ستنتقل إليه أفغانستان، إلا أنّه أكّد أن الشعب الأفغاني "لن يقبل الوصاية من الآخرين" على حد تعبيره. كما أعرب محمد نعيم في ذات المقابلة عن رغبة الحركة في بناء علاقات مع المجتمع الدولي، وأن طالبان لن ترضى بأن تعيش أفغانستان في عزلة، مؤكدّا على أنه لن يتم استهداف السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في كابل.

 

 

 

 

تأتي سيطرة حركة طالبان على البلاد في غضون أسبوع واحد وحسب، وذلك أمام الانهيار السريع للقوات الأفغانية التي تلقت على مدى سنوات عديدة التدريب والمعدات من الولايات المتحدة وغيرها من دول التحالف، في عمليات ومشاريع كلفت مئات المليارات من الدولارات. أما البيت الأبيض، فقد أوضح بأن كافة كوادر السفارة الأمريكية في كابول، بمن فيهم السفير روس ويلسن، قد نقلوا إلى مطار كابول تمهيدًا لمغادرتهم البلاد، وأن العلم الأمريكي قد أزيل عن مبنى السفارة الرئيسي. وقد أفادت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الإثنين، بأن القوات الأمريكية التي تسيطر حتى الآن على مراقبة الحركة الجوية في مطار كابول بالتعاون مع الأفغان، قد هددت باستخدام القوة أمام أي تهديد محتمل للمطار الذي تتواجد فيه البعثة الدبلوماسية الأمريكية، إذ يصل عدد القوات الأمريكية التي ما تزال متمركزة في المطار إلى 6000 جندي. 

جلسة طارئة لمجلس الأمن

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، صباح الإثنين، 16 آب/أغسطس، جلسته الطارئة لبحث الوضع الراهن في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد ودخولها العاصمة كابول. من جهته طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يوم أمس الأحد، حركة طالبان وبقية الأطراف الأفغانية بحقن الدماء وضبط النفس، معلنًا عن رغبة الأمم المتحدة في أداء دورها المنوط بها للمساهمة في تسوية سلميّة للنزاع. كما صدر بيان عن الأمم المتحدة جاء فيه بأن الأمين العام "قلق بشأن مستقبل النساء والفتيات"، مؤكدًا على ضرورة تيسير عمل وحركة العاملين في المجال الإنساني، كي يتسنى لهم تقديم المساعدات العاجلة.

بريطانيا تدعو إلى اجتماع الأطلسي وتركيا مستعدة للحوار  

وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لعقد اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إضافة إلى اجتماع الأمم المتحدة، إذ تحدث بيان صادر عن مكتبه عن ضرورة "عقد اجتماعين لحلف شمال الأطلسي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على نحو عاجل، من أجل التباحث على أرفع المستويات الرسمية بشأن ما حصل في أفغانستان". أما تركيا، فقد أكدت أمس الأحد حرصها على المساهمة في استقرار أفغانستان. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الباكستاني عارف علوي في إسطنبول، قال فيه إن تركيا "تواصل بذل جهودها من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان والمنطقة"، مؤكدًا على ضرورة التعاون مع باكستان من أجل تحقيق ذلك.

ماذا علّق دونالد ترامب؟

طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلفه الديمقراطي جو بايدن، للاستقالة ومغادرة البيت الأبيض، بسبب الوضع الحاصل في أفغانستان، بعد السيطرة الخاطفة لقوات طالبان على كافة حدود البلاد ودخولها إلى العاصمة كابول، وانتشار قواتها في المدن الرئيسية، بعد 20 عامًا من وجود القوات الأمريكية هناك.

طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلفه الديمقراطي جو بايدن، للاستقالة ومغادرة البيت الأبيض

وقال ترامب "لقد حان الوقت لاستقالة بايدن، خجلًا من التدهور الذي سمح بحصوله في أفغانستان". علمًا بأن ترامب قد وافق أثناء رئاسته على عقد مفاوضات مع طالبان والتواصل إلى اتفاق تاريخي معها في الدوحة عام 2020، يقضي بانسحاب جميع القوات الأمريكية بحلول أيار/مايو 2021، مقابل عدد من التعهدات الأمنية من الحركة.

بومبيو مع كبير مفاوضي حركة طالبان الملا عبد الغني بردار (2020)

كما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، في مقابلة على فوكس نيوز، أنه لو كان هو وزير الخارجية، مع رئيس مثل دونالد ترامب، لكان الوضع مختلفًا. وأضاف: "كانت طالبان ستدرك بأن هنالك ثمنًا ستدفعه في حال التآمر على أمريكا. هذا هو الدرس الذي تلقاه قاسم سليماني، وكان ممكنًا تلقين هذا الدرس لطالبان أيضًا". 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سقوط متتالٍ لعواصم المحافظات الأفغانية وتقدم متسارع لطالبان

تقرير: واشنطن تبحث عن قواعد بديلة بعد الانسحاب من أفغانستان