02-أغسطس-2021

ناقلات مدرعة للجيش اللبناني في خلدة (Getty)

خطفت الأحداث التي شهدتها منطقة خلدة عصر الأحد في الأول من آب/أغسطس 2021 عند المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، صدارة المشهد في لبنان، بعد الاشتباكات بين عناصر من حزب الله وآخرين من "عرب خلدة" خلال تشييع علي شبلي المقرّب من حزب الله، والذي قٌتل في عملية ثأرية ليل السبت، خلال حضوره لحفل زفاف، على يد شقيق طفل من عرب خلدة، قُتل قبل سنة تقريبًا، واتّهم ذووه يومها شبلي بالوقوف خلف الحادثة، فيما عجزت القوى الأمنية اللبنانية والسلطات المختصة طوال عام كامل عن كشف الحقيقة ومعالجة الملف، شأنه شأن الكثير من الملفات، الأمر الذي ينمي ثقافة الأمر الواقع، وأخذ الحق باليد بدون الرجوع إلى الدولة، وتُظهر كمية السلاح المتفلّت الكبيرة في أيدي اللبنانيين، ما يجعل أمنهم في خطر محدق ودائم. 

أثارت أحداث خلدة تخوفات كثيرة يعيشها اللبنانيون وتحدثوا عنها، مثل التدحرج نحو الاقتتال الأهلي، خاصة أنها ترافقت مع يوم عيد الجيش وعلى مقربة من الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت

بينما  أتت أحداث خلدة قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، وفي الوقت الذي تستعد المجموعات المنضوية تحت لواء انتفاضة 17 تشرين، لإحياء هذه المناسبة بطرق مختلفة، وتزامن مع الأزمة والمعيشية الحادّة التي يعيشها لبنان، فاحتلت هذه الأحداث صدارة اهتمام الناشطين عبر وسائل التواصل، وقاربوها بطرق مختلفة. 

في أبرز التغريدات حول أحداث خلدة، قال الناشط جورج حداد، أن لبنان يحيي اليوم عيد الجيش، وعلى مشارف ذكرى انفجار الرابع من آب، بينما الميليشيات المسلّحة فيه، تقوم بالشيء الوحيد الذي تجيد القيام به، وهو وضع البلاد على شفا الحرب الأهلية.

وقالت الناشطة سلوى صالح، إنّ الأحداث هذه تقع، عندما يغيب القانون والعدالة، فيما قالت الناشطة رندى سليم، تعليقًا على الأحداث، أن شيئًا لم يعدّ يفاجئها في لبنان، فالبلاد تعيش في قلب الانهيار، وكل شيء ممكن الحدوث. 

وضمن السياق نفسه، قال الناشط إحسان إنه في الدول العادية، يقوم الجيش بحماية الحدود، فيما تتولى الشرط تأمين الأمن المجتمعي، أما في لبنان، وبسبب غياب هذا الأمر، فإنّنا نشهد ما شهدناه في خلدة، ودعا الإعلامي يزبك وهبة إلى التوقف عن هذه الاشتباكات، فاللبنانيون اكتفوا من الدماء ومن الضحايا، فما جرى في خلدة غير مقبول على كافة الأصعدة، ويجب الابتعاد عن الفتنة التي تصيب الوطن بأسره. 

أما الناشط والكاتب مكرم رباح، فاعتبر أن ما جرى في خلدة، يجب أن يكون محفّزًا أكبر للمشاركة في إحياء ذكرى الرابع من آب، والمطالبة باستعادة لبنان من شريعة الغاب وحكم السلاح، إلى حكم القانون والعدالة، فيما رفض الناشط علي استحضار الشعارات الدينية التاريخية وإسقاطها على أحداث خلدة، واعترض على إعطاء أبعاد طائفية لأي حادثة يشهدها لبنان. 

هذا ورأى الناشط والمستشار قاسم حدرج أن أكبر خطيئة ترتكب وتمثّل تغطية للجرائم، هي العبارة التي يلوكها السياسيون، حفاظا على السلم الأهلي، فعن أي سلم تتحدثون طالما أن الحادثة ليست طائفية ولا مذهبية ولا حزبية، بل تصرف إجرامي من فئة يقتضي أن ترفع كل الجهات وأولها الدينية الغطاء عنه، ويتم محاسبتها من الجميع، ومن جهته، اعتبر الناشط يعقوب فرنجيه، أن ما حصل في خلدة ليس سوى تحضيرًا لما يتمّ تجهيزه للبنان، وتخوّف من الأيام القادمة، التي توقّع أن تحمل أحداثًا مؤلمة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتقادات حادة لعجز الدولة في مواجهة الحرائق عبر وسم "لبنان يحترق"

انتقادات عربية واسعة لتهاني القحطاني والتطبيع الرياضي عبر السوشيال ميديا