04-أغسطس-2021

يوم انفجار مرفأ بيروت (Getty)

مضى عام كامل على الانفجار المروع الذي هزّ مرفأ بيروت، وأودى بحياة عشرات القتلى وآلاف الجرحى، بالإضافة إلى تدمير المباني السكنية والأسواق التجارية، وإجبار آلاف العائلات التي فقدت منازلها على النزوح، ولا يزال الكثيرون من الذين شهدوا على الانفجار، يعيشون في أزمات عصبية ونفسية، بسبب هول الدمار الذي شهدوه، هذا إضافة إلى الآثار المادية والصحية والأمنية.

ركزت الكثير من التعليقات الواردة بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت على مسألة المحاسبة المعطلة والدعوة لضرورة كشف الحقيقة الكاملة 

وما زاد من ألم اللّبنانيين ولوعتهم، هو مرور كل هذه الفترة على المأساة، بدون أن يتمّ التوصل إلى حقيقة ما جرى في ذلك اليوم، ولم يتم توقيف أي مسؤول سياسي أو أمني، ولم يكاشفهم أحد بحقيقة وهويّة من أدخل أطنان نيترات الأمونيوم إلى بيروت، ولأي هدف أتت وكيف تمّ استخدامها. 

وقد اختلطت مشاعر الحزن مع مشاعر الغضب في التعليقات والمواقف الواردة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدم الناشطون بشكل أساسي وسم "#4_آب" للتعبير عن المشاعر التي اعترتهم في الذكرى السنوية الأولى للجريمة، فقال الناشط محمد نور الدين إن اللبنانيين لن ينسوا ما حدث، ولن يسامحوا من فعل ذلك بهم، بينما اعتبر الناشط محمود عقيل أن جميع قادة الأجهزة الأمنية، مسؤولون عمّا جرى في مرفأ بيروت بدون استثناء. 

في الوقت الذي أشارت فيه واحدة من التعليقات  إلى أن ما حصل يعتبر جريمة دولة، باستخدام العبارة التي كرّرها اللبنانيون كثيرًا في الأشهر التي تلت الانفجار "دولتي فعلت هذا"، واعتبرت الناشطة زينة أن أسوأ ما حصل، هو قيام الدولة بإرسال فرق الإطفاء إلى مكان الانفجار الأول لإطفاء الحريق، بالرغم من معرفتها (أي الدولة) المسبقة بوجود مواد خطرة قابلة للانفجار، ما أدى إلى وفاتهم، وأكّد الناشط مروان المتني من جهته، أن مطرقة العدالة ستقضّ مضاجع سلطة النيترات، الموت والفساد، بشرط تكثيف الجهود الشعبية لكسر  سيطرتها، وتآمرها الجهنمي على البشر والحجر.  

وضمن السياق نفسه، اعتبر الناشط أنطوان سماحة، أن الرابع من آب هو مناسبة للصلاة والغضب الهادئ، وليس للاستغلال السياسي المقيت للجريمة، ولا للتنكيت والسخرية، بينما أشارت الناشطة سلمى إلى أن شيئًا لم يتغيّر بعد مرور سنة كاملة، فالألم لا يزال هو نفسه، والقلوب لا تزال محترقة، ولا تزال بيروت منطفئة، وقالت إنها ستشارك في تحرّكات هذا اليوم، في وجه جميع من في السلطة، ووفاءً لكل أب وأم خسروا أعزاء لهم في هذا الانفجار. 

بينما اعتبر حساب باسم البجاني أن الرابع من آب هو ليس فقط ذكرى يحييها اللبنانيون في هذا اليوم، بل هو وجع يومي سيعيشه اللبنانيون حتى معرفة الحقيقة، فيما اعتبرت الناشطة ريتا زريبي أنه حتى لو نجا مفتعلو الجريمة من عدالة الأرض، فإن عدالة السماء ستلاحقهم، وقالت ليليان نعمة إنه يجب الاستمرار في الضغط حتى الوصول إلى العدالة في الملف، وإلّا فعلى الدنيا السلام. 

أما الناشطة باسكال بركات فقالت إن دعوات أمهات الضحايا، ستؤدي في النهاية إلى تحقيق العدالة، فيما أشارت الناشطة غنوة حيدورة إلى أن أهالي الضحايا لا يعرفون اليوم من هو غريمهم، بالرغم من مرور سنة على الجريمة، ورأى الناشط مازن أن الأسى لا يُنسى، والحياة بعد الرابع من آب 2020 لم تعد كما كانت قبلها، والناس لم تستطع حتى اليوم أن تستوعب ما جرى في ذلك اليوم. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تفاعل مصري نشط عبر وسم "نصنع ثورتنا مش نستناها" ودعوات للثورة ضد النظام

حرائق الغابات حول العالم تزيد من تعطيل السياحة في ظل استمرار جائحة كوفيد -19