بعد أكثر من 400 يوم من الفراغ الحكومي، اجتمع أعضاء المجلس النيابي اللبناني، وتم منح الثقة للحكومة التي شكّلها نجيب ميقاتي قبل أسبوع، في وقت تتفاقم الأزمة المعيشية في لبنان، وفي ظل انقطاع المحروقات وارتفاع الأسعار، وتدهوّر الأوضاع الاجتماعية، بدون أن يلمس المواطن اللبناني أي بوادر انفراجات، بالرغم من الوعود التي أُغدقت عليه.
تداول اللبنانيون تعليقات وانتقادات متبانية الخلفيات لجلسة منح الثقة للحكومة الجديدة، وكان ملف الأزمة المعيشية ودور الطبقة السياسية فيها من أبرز ما تم التطرق إليه
واكتمل المشهد مع انقطاع التيار الكهربائي عن قصر الأونسيكو في بيروت، الذي احتضن جلسة الثقة ما أخّر انطلاقتها، وعانى النواب من حرارة الطقس المرتفعة، بينما راقب اللبنانيون نوابهم يذوقون لساعة من الزمن، ما يذوقه المواطن طوال اليوم مع استفحال أزمة الكهرباء.
وقد تابع اللبنانيون جلسة الثقة التي نُقلت على الهواء مباشرة، وشهدت سجالات بين عدد من النواب، الذين يختلفون فيما بينهم على تقاسم الحصص والمغانم غير عابئين بمصير المواطن، واستخدم الناشطون اللبنانيون وسم #لا_ثقة، وعبّروا من خلاله عن عدم ثقتهم بالحكومة الجديدة أسوة بسابقاتها، وفي أبرز التعليقات في هذا المجال، قال الناشط جورج طرّاف إن حكومة نجيب ميقاتي حصلت اليوم على الثقة من مجلس فاقد للشرعية، ولثقة الشعب اللبناني، فيما قال الناشط علي قليط إنّه لا يثق بالحكومة الجديدة، مستخدمًا المثل الشعبي "من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب"، وبدوره وجّه الناشط وائل قعفراني التحيّة إلى النواب الذين حجبوا الثقة عن الحكومة.
أما الناشطة بيانكا خوري فقالت إن نظرة المعارضين للحكومة لن تتغيّر حتى وإن نالت الثقة، وهم يعتبرونها حكومة العهد الفاسد، وأشار الناشط سيمون نصّار إن اللبنانيين لا يحجبون ثقتهم عن الحكومة الجديدة اليوم، بل هم لا يثقون بالنواب الذين اجتمعوا لمنحها الثقة، ولا يثقون بالرؤساء الثلاثة، واعتبرت الناشطة رانيا أبو فرحات أنها لا يمكن أن تثق بحكومة يكون وزير الأشغال والنقل فيها تابع لحزب الله، الحزب المسؤول عن التهريب إلى سوريا بحسب رأيها، بينما قال الناشط طارق زغندي إنه لا يثق بحكومة يستخف وزير الشؤون الاجتماعية فيها بأوجاع اللبنانيين، في تلميح إلى مقطع فيديو له انتشر قبل فترة.
بينما وصفت الناشطة حنان ضيا جلسة منح الثقة للحكومة بالمسرحية التي تتكرّر منذ 30 سنة، حيث يمنح السياسيون الثقة لبعضهم حفاظًا على مصالحهم، فما يتباكون بشكل فاشل على هموم الناس، واعتبرت أن الساسة في لبنان يشكّلون كتلة واحد برغم الخلافات، وقال الناشط شربل تيّاح إن الجلسة أثبت له أن النواب في لبنان والمفترض أنهم يمثّلون الشعب، يتبعون بشكل أعمى لزعماء كتلهم، الذي يتبعون بدورهم إلى جهات ورعاة خارجيين.
وقالت الناشطة رنا بايع إن أصدق ما حصل في جلسة منح الثقة، هو أنها أُقيمت على خشبة مسرح، ما يؤكّد أن النواب يمثّلون على اللبنانيين، فيما رأى الناشط حسان صقر إن الحكومة التي أسماها حكومة البنك الدولي، تأتي اليوم لتنقذ المنظومة الحاكمة لا الشعب، واعتبرت الإعلامية ليال الاختيار إنه بعد 77 سنة على الاستقلال وتعاقب الحكومات التي ترفع الشعارات نفسها، وهي الثقة والإعمار والإنقاذ والوفاق الوطني، لم يحصل اللبنانيون سوى على الوعود الفارغة.
اقرأ/ي أيضًا:
انتقادات حقوقية للإجراءات المستجدة في مخيمات اللجوء اليونانية