21-يناير-2020

نجح كيكي سيتين في اختباره الأوّل أمام غرناطة (Getty)

في مباراة الفريق الأولى تحت قيادة المدرب الجديد كيكي سيتين، الذي خلف أرنستو فالفيردي المُقال قبل أسبوع ونصف، نجح برشلونة في الفوز على ضيفه غرناطة صاحب المركز العاشر، بهدف وحيد سجله ليونيل ميسي، ليستعيد  صدارة الدوري الإسباني من ريال مدريد الفائز على إشبيليه 2-1. الاختبار الجدّي الأول للمدرب سيكون السبت القادم عندما سيلعب الفريق مباراة صعبة فالنسيا السابع في الميستايا، قبل الدخول في معمعة دوري الأبطال والمباريات الحاسمة في الدوري في الأشهر القادمة في ظل المنافسة الشرسة مع الفريق الملكي. كيف ظهر الفريق الكاتالوني في مباراته الأولى مع سيتين؟ وما هي الملامح والخطوط العريضة التي يمكننا ملاحظتها لبناء تصوّر حول شكل الفريق في الأشهر القادمة ؟

على الرغم من الفوز وتحسن الأداء الوضح، فإن بعض العيوب استمرت في الظهور، على برشلونة العمل لحلّها قبل الوصول إلى المرحلة الحاسمة من الموسم

على صعيد الرسم التكتيكي، لم تكن أمام سيتين خيارات كثيرة، في ظل إصابة سواريز وديمبيلي، وغياب دي يونغ للإيقاف، وعدم الجاهزية التامة لأرثور. بدأ الفريق المباراة بتشكيلة 4-3-3، هي الطريقة التقليدية للفريق في السنوات الأخيرة مهما تغيّر اللاعبون والمدربون. فضّل كيكي سيتين الفرنسي أومتيتي على حساب مواطنه لينغيليه في قلب الدفاع، فيما تألف خط الوسط من راكيتيتش وبوسكيتس وفيدال. في المقدمة لعب اليافع أنسو فاتي بديلًا لسواريز المصاب، وقد تبادل مع أنطوان غريزمان المراكز في خط الهجوم خلال المباراة. أما ليونيل ميسي، فقد عاد أكثر للوراء وقام بصناعة اللعب في ظل غياب أرثور ودي يونغ. شهدت المباراة أيضًا عودة الحارس تير شتيغن الذي غاب عن المباراة التي خسرها الفريق امام أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الأسباني بسبب الإصابة.

نقاط إيجابية أشعرت جماهير الفريق بارتياح نسبي

بالرغم من أن الفريق انتظر حتى الدقيقة 76 ليفتتح التسجيل، فإن أمورًا إيجابية عديدة ظهرت من خلال المباراة الأولى لسيتين. نجح الفريق في المحافظة على شباكه خلال المباراة، وهو أمر كان نادر الحدوث هذا الموسم مع فالفيردي، ولم يكن للحارس تير شتيغن الفضل الأكبر في الكلين شيت كما كان يحدث في العادة وخاصة هذا الموسم، بل المنظومة الدفاعية بشكل عام الفريق، حيث عاد برشلونة لأسلوبه القديم من خلال اعتماد الإستحواذ وحرمان المنافس من الكرة كأفضل طريقة للدفاع. تخطت نسبة استحواذ الفريق على الكرة الـ83 %، ونجح لاعبو الفريق في لعب أكثر من ألف تمريرة ناجحة خلال المباراة، وهو أمر لم يحصل قط تحت قيادة فالفيردي. وشهدت المباراة أيضًا ظهور المثلثات التي اشتهر بها الفريق وخاصةً خلال حقبة بيب غوارديولا، والتي تساهم في خلق المساحات، وإيجاد الحلول الهجومية، وقد جاء هدف الفريق الوحيد من واحدة منها. مثلثات لم نشاهدها إلا نادرًا مع فالفيردي.

اقرأ/ي أيضًا: إدارة برشلونة تقيل فالفيردي بشكل رسمي وتعيّن كيكي سيتين

يبدو أن التدريبات المكثفة، وغير المعتادة،  التي أجراها الفريق خلال الفترة القصيرة منذ استلامه المهمة، وتصريحه الذي حذر فيه اللاعبين من خسارة مراكزهم في حال لم يبلون حسنًا في المباريات، هي عوامل ساهمت في رفع اللياقة البدنية للاعبين، وسرعة ارتدادهم في المرتدات، الأمر الذي جعل غرناطة يكتفي بفرصة وحيدة طوال المباراة من خلال يان ايتيكي التي اصطدمت كرته بالقائم في الدقيقة 66. كان لافتًا أيضًا إشراك اللاعب ريكي بويغ في الشوط الثاني، حيث ادى اللاعب الشاب مستوى كبيرًا في نصف الملعب، وهو اللاعب الذي تجاهله كثيرًا فالفيردي. التبديلات المبكرة، الحيوية والحماس على خط الملعب وتوجيه اللاعبين باستمرار خلال المباراة والحديث المستمر في المساعد، هي أمور شاهدها الجمهور الكاتالوني في المباراة الأخيرة بعد أن كان قد فقدها طوال فترة فالفيردي.

معالجة غياب النجاعة التهديفية ستكون التحدي القادم

بالرغم من الفوز وتحسن الأداء الوضح، فإن بعض العيوب استمرت في الظهور في الفريق الكاتالوني، ويجب العمل على حلّها قبل الوصول إلى المرحلة الحاسمة من الموسم، حيث يستحيل تصحيح الأخطاء يومها. في الثلث الهجومي استمرت معاناة الفريق في اللمسة قبل الأخيرة، فمعظم العرضيات والبينيات تذهب للحارس والمدافعين. انتظار الفريق الدقيقة الـ76، وطرد لاعب من الخصم، حتى تسجيل هدف الفوز، والفشل في تسجيل هدف تعزيز النتيجة والحسم، هو أمر سيزعج سيتين بكل تأكيد، مع الإشارة إلى أن الفريق يمتلك نسبة تهديفية مهولة على أرضه في مباريات الكامب نو هذا الموسم. كما يحتاج أنطوان غريزمان لأن أن يطوّر مستواه الهجومي ورفع نجاعته التهديفية التي تميز بها مع اتلتيكو مدريد، خاصة في ظل غياب سواريز، مع الإشادة بأدوار اللاعب التكتيكية في البناء والتنظيم، وفي المساندة الدفاعية.

اقرأ/ي أيضًا:

برشلونة في الصدارة للمرّة الأولى.. قائمة أكثر 20 فريقًا أوروبيًا جنيًا للأرباح

بات ضحيّة تقليدية للريمونتادا.. عودة أتلتيكو مدريد تطرد برشلونة من السوبر