25-يوليو-2022
Woman in bed checking smartphone

التخلص من الهاتف عند النوم وسيلة أساسية للاستيقاظ النشيط (Getty)

هنالك عادة قديمة تكاد تتلاشى، تتمثل في وضع ساعة المنبّه الصغيرة على المنضدة الجانبية للسرير، وذلك بالطبع لصالح الهاتف المحمول الذي صار شرطًا لكل شيء في حياتنا، فهو جهاز الاتصال والتسلية والترفيه والعمل، وهو أيضًا مراقب النفقات ومتابع الصحة، نأتمر بأمره إذا أصدر لنا التنبيه الخاص بموعد النوم، كما أنّه هو المحيي الذي بدونه لا نستطيع أن نستيقظ من النوم ولا ننهض عن السرير. حياتنا متمركزة بشكل يكاد يكون مرضيًا حول هذا الجهاز وإشعاراته.

هنالك العديد من الأسباب التي تدفعنا للتخلي عن هواتفنا المحمولة في غرف النوم

مراسلة شبكة سي أن أن للشؤون التقنية، جيسيكا بامبس، تخبرنا في مقال لها عن الأسباب التي جعلتها تتخلى عن الهاتف الذكي في غرفة النوم، والاستيعاض عنه بساعة المنبّه الرقميّة، وتحكي لنا كيف غيّر ذلك من حياتها وجعلها تشعر بتحسن كبير على المستوى النفسي والجسدي في غضون فترة وجيزة. 

تقول جيسيكا إن الهاتف كان يسرق من حصة نومها ثلاث ساعات على الأقل أسبوعيًا، كما أن قدرتها على الاستيقاظ تزايدت صعوبة، إذ يفاجئها الهاتف بمجرد أن تضع يدها عليه بعشرات الإشعارات والتنبيهات والرسائل والأخبار المحبطة، والتي تجرّها أكثر وأكثر إلى أعماق السرير، ويضفي على يومها الكثير من السلبية والتوتر والرهبة، إلى أن يحين موعد القهوة. 

alarm clock

وبعد العديد من المحاولات للسيطرة على هذا الروتين الصباحي القاتل، قررت جيسيكا أن تفرض حظرًا على الهاتف المحمول قرب السرير، وقررت اقتناء ساعة منبه تقليدية، كي تساعدها على الاستيقاظ والنهوض، بعيدًا عن السرير، ودون الالتصاق بشاشة الهاتف قبل النهوض عنه. وإليك قائمة التغيرات التي طرأت لديها بعد هذا التحوّل الجذري: 

تغيير في العادات

حين يقول لك أحدهم إنه يستخدام ساعة المنبّه للاستيقاظ في هذه الأيام، فإنك تكاد تتخيل أنه يستخدم آلة من زمن بائد، أو كأنه يلجأ إلى الفاكس بدلًا من الإيميل. لكن التغيير في هذه العادة آتى بثمار فورية، إذ صار الاستيقاظ أسهل، وخاليًا من التوتّر وظلال السلبيّة التي تتسلل من شاشة الهاتف وإشعاراته إلى أدمغتنا، بحسب ما تؤكد جيسيكا، هذا بالإضافة إلى التخلص من الرغبة في الاطلاع على شاشة الهاتف في أية لحظة نستيقظ فيها في الليل، ويمنعنا من العودة إلى النوم العميق. 

مع استمرار التصاعد في استخدامنا للهواتف المحمولة، واستخدامنا المكثف لها آناء الليل وأطراف النهار، فإن خبراء الصحة يقولون إن لذلك آثارًا سلبية عديدة، ولاسيما على روتيننا الصباحي. فعندما نصحو من النوم، فإن السلوك الطبيعي يتمثل في قضاء برهة ساكنة وهادئة، بعيدًا عن مصادر الإزعاج والنكد والتوتر والأخبار. فالذهن بحاجة إلى لحظات للانتقال من عالم النوم إلى عالم اليقظة، أو عالم الموت الأصغر إلى عالم الشهود اليومي. وبحسب خبراء الصحة العقلية، فإنه لم يسبق للبشر من قبل أن كانوا ينتقلون بهذه السرعة من حالة النوم إلى حالة النشاط، ولاسيما الذهني، قبل الهواتف الذكيّة، ويحذّرون من خطورة ذلك على الرفاهية والقدرة على الشعور بالسلام الداخلي. 

Woman in bed checking smartphone

نصائح أساسية للنوم والاستيقاظ 

نواجه جميعنا صعوبات في النوم بين الحين والآخر، ولكنّ المشكلة تكون مقلقة للغاية لو أصبحت مزمنة، وبدأ التطبيع معها كأمر شائع ولا مهرب منه، على الرغم من امتلاك بعض الوسائل التي تساعد على التخلص منها، والتي سنستعرضها بإيجاز هنا: 

- ممارسة الرياضة 

إن الانطلاق في جولة سريعة في الحديقة أو ممارسة الرياضة لمدة 15 أو 20 دقيقة خلال اليوم سيساعد في تغيير نهارك وليلك على حد سواء، إذ ستكون أكثر نشاطًا خلال اليوم، كما ستكون أقدر على الغط في نوم عميق ومريح ولذيذ في الليل. فالرياضة تزيد من فعالية هرمونات النوم الطبيعية، مثل الميلاتونين. تجنب بطبيعة الحال ممارسة الرياضة مباشرة قبل النوم، لأن ذلك سيكون بمثابة منبّه فعال يمنعك من النوم في الوقت المعتاد. 

- السرير للنوم والجنس فقط 

إياك أن توسّع من نطاق المهام الموكلة للسرير. فالسرير موجود للنوم، وللجنس أحيانًا. تجنب استخدام الهاتف كمكتب، للعمل عليه أو الرد على الرسائل أو إجراء المكالمات الهاتفية الخاصة بالعمل. تجنب كذلك أن يرافقك الهاتف أو اللابتوب إلى السرير، فذلك سيؤثر سلبًا على جودة نومك وعلى جودة استيقاظك.

woman using phone in bed

- لا تفرط في الأكل قبل النوم 

الجائع لا ينام، وكذلك الشبعان حدّ التخمة. فكلا الأمرين يؤثران سلبًا على قدرتنا على النوم. 

- تجنب الكافيين والكحول والسكّريات

لكن لو قررت تناول وجبة سريعة قبل النوم، فاحرص على أن لا تشتمل على المنبهات، مثل القهوة أو الشوكولاته. تجنب الكحول أيضًا نظرًا لتأثيرها المماثل للقهوة أحيانًا، كما يفضل الاستغناء عن المشروبات الحمضية السكرية، مثل عصير البرتقال أو الليموناضة قبل النوم، إضافة إلى المأكولات الحارّة، ولاسيما في الصيف.