28-نوفمبر-2018

لوحة دانتي أمام الجحيم

الجحيم تصور يحضر تقريبًا في كل الثقافات، مع اختلاف رؤية كل ثقافة لذلك المكان المخصص لـ"الأشرار" بعد موتهم. بدورهم الكتاب لم يفوتوا الفرصة لنسج أعمالهم الأدبية من خلال تناول هذا الموضوع الخصب الخيال، هذه أبرز 5 أعمال أدبية حول جهنم.


1- جحيم دانتي

لا يمكن الحديث عن جهنم دون التطرق لعمل الكاتب الإيطالي دانتي أليغيري، "الكوميديا الإلهية"، وهي ملحمة شعرية مخيفة حقيقة ألفها دانتي في بداية القرن 14، تتكون من ثلاثة أجزاء: الجحيم، المطهر، والجنة. في الجزء الأول يروي الكاتب رحلته الخيالية إلى الجحيم، مستلهمًا رؤيته من الديانة المسيحية وفلسفة القرون الوسطى الغارقة في القتامة.

يصور دانتي الجحيم على شكل تسعة دوائر من العذاب تقع داخل الأرض، يدخلها أولئك الذين رفضوا القيم الروحية، وخضعوا للشهوات

يصور دانتي الجحيم على شكل تسعة دوائر من العذاب تقع داخل الأرض، يدخلها أولئك الذين رفضوا القيم الروحية، وخضعوا للشهوات، وأولائك الذين أفسدوا عقول الناس بالاحتيال عليهم وتدبير الخبث ضد إخوانهم، في كل دائرة يصف صاحب الملحمة أشكال صنوف العذاب التي تقع فيها، ومشاهد الأشخاص الذين يتجرعون سوء العذاب ونحيبهم. في إحدى مقتطفاته يقول: "تحت أقدام الخطاة تشرب ديدان كريهة مزيجًا من الدم والقيح والدموع، التي تتدفق إلى أسفل أجسادهم".

اقرأ/ي أيضًا: غير دانتي وأمبرتو إيكو.. 5 كتاب إيطاليين يجدر بك القراءة لهم

2- الفردوس المفقود

ملحمة شعرية أخرى تتألف من عشرة آلاف سطر، كتبها الأديب البريطاني جون ميلتون سنة 1660م، وهي حكاية خيالية من الدراما والإثارة الوجودية، تروي قصة سقوط الإنسان من الجنة إلى اٍلأرض ليصبح مهددًا بالجحيم، حيث يخوض الإله والشيطان معركة مريرة للسيطرة على مصير البشرية.

 يحتدم النضال عبر ثلاثة عوالم - الجنة والجحيم والأرض- فبعد خروج الشيطان بعناء من فوضى الجحيم، يجمع الشيطان "لوسيفير" فرقته من الملائكة الثائرين ثم يقرر الانتقام من الإله، من خلال إفساد أفضل خلقه، آدم وحواء، اللذان كانت تحفزهما شهوات بشرية أكثر من اللازم، فتم إنزالهما إلى الأرض، لكن هناك سيجدان حُبّا لا يَنضب.  

3- Vathek

كتب ويليام بيكفورد هذه الرواية بالفرنسية في عام 1782، عندما كان عمره 21 عاما، وهي مستوحاة من حكاية عربية قوطية، في وقت كانت فيه الثقافة الأوروبية تتأثر ببعض الإنتاجات الثقافية العربية. وتُنسب الشخصية الرئيسية في الرواية إلى الواثق ابن المعتصم الخليفة العباسي، الحاكم في الفترة ما بين 842- م847 (227-232 هـ في التقويم الإسلامي)، الذي كان لديه عطش كبير للمعرفة وكان راعيًا عظيمًا للعلماء والفنانين. وشهدت خلال فترة حكمه اندلاع مجموعة من الثورات.

تسرد الرواية سقوط سلطة الخليفة فاتحيك، الذي يتخلى عن الإسلام ويتفاعل مع أمه كاراثيس، في سلسلة من الأنشطة البائسة والمؤسفة التي تهدف إلى كسبه قوى خارقة للطبيعة لاستعادة العرش. في نهاية الأمر، بدلًا من الحصول على قدرات سحرية، ينتهي به المطاف إلى النزول أسفل مكان ما، وسرعان ما سيكتشف أن ذلك المكان هو الجحيم الذي يحكمه الشيطان إبليس.

4- لا مخرج

هي مسرحية فرنسية ألفها الكاتب والفيلسوف جان بول سارتر عام 1944، تصور الحياة الآخرة لثلاثة شخصيات متوفاة تم حبسها في غرفة معاً إلى الأبد.

تبدأ المسرحية بثلاثة أرواح ملعونة، وهي جوزيف وإنيس وإستيل، تجد نفسها فجأة محبوسة في غرفة غامضة، في البداية كانوا جميعا يتوقعون أنه سيتم تعذيبهم بأدوات التنكيل إلى الأبد، لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا غرفة عادية مفروشة على طراز "الإمبراطورية الثانية" الفرنسية. لم يعترف أي منهم بجرمه: يقول جوزيف إنه تم إعدامه لكونه من دعاة السلام، بينما تصر إستيل على أنها سجنت بالخطأ، في حين إنيس هي الوحيدة التي تختار الكف عن الكذب على نفسها والاعتراف بجرائمها الأخلاقية.

بعد الجدل، عرفوا أنه لا يمكن أن يجتمعوا هناك عن طريق الصدفة، ثم قرروا الاعتراف بجرائمهم حتى يعرفوا ما يمكن توقعه من بعضهم البعض، فبدأ كل منهم يستعيد ذكريات خطيئته الجريرة. وسرعان ما أدركت الشخصيات الثلاثة أنها قد وضعت معا ليصبحوا معذبين بعضهم البعض من خلال شخصياتهم الآثمة غير المتوقعة. ويخلص جوزيف إلى أنه بدلًا من وضعهم في حفرة ما للتعذيب والعقاب الجسدي، فإن "الجحيم هم الآخرون"، ومن هنا جاءت مقولة سارتر الشهيرة، والتي يساء فهمها وتُوظف خارج سياقها في كثير من الأحيان.

5- الملعونة

رواية معاصرة للروائي الأمريكي تشاك بالونيك، تتحدث عن ماديسون، الفتاة التي تبلغ من العمر 13 عامًا، وتجد نفسها في الجحيم، غير متأكدة من سبب وجودها هناك وإلى الأبد، ولكنها تحاول أن تحقق أفضل ما لديها في ذلك المكان الموحش، ليس مكانًا كما هو متوقع للاحتراق الدائم أو التعذيب، وإنما فقط مكان غير مُرفّه ويصعب العيش فيه.

في مسرحية "لا مخرج" كان الجحيم "هم الآخرون"، ومن هنا جاءت مقولة سارتر الشهيرة، والتي يساء فهمها وتُوظف خارج سياقها في كثير من الأحيان

تبدأ الرواية مع ماديسون وهي تستيقظ في الجحيم، غير متأكدة من التفاصيل المحيطة بموتها. إنها تظن أنها قد ماتت بسبب جرعة زائدة من الماريغوانا، لكنها تريد البحث أكثر، فأخذت جولة في الجحيم مع بعض زملائها في الجوار، لتلتقي مجموعة من الموتى الأحياء وتتفاعل معهم. علمت في النهاية أنها تعرضت للخنق حتى الموت عن طريق الخطأ، من قبل شقيقها غوران، أثناء لعبهما لعبة الاختناق التي تعلمتها في المدرسة.

بعد أن اكتشفت ماديسون أنها قد أرسلت إلى الجحيم بالخطأ، أصبح بإمكانها إذا ما رغبت التقدم بشكوى والذهاب إلى الجنة. بدلا من ذلك، اختارت البقاء في الجحيم، والقيام بما يمكن القيام به لتحسين العيش فيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 كتب لا بدّ منها حول الحرية

ما الذي نعرفه عن الغجر؟ 5 كتب تجيب عن ذلك