05-فبراير-2021

ألترا صوت - فريق التحرير

تقاطعت الأخبار القادمة من مصر يوم الجمعة 5 شباط/ فبراير، حول قيام السلطات الأمنية المصرية بالإفراج عن الصحفي في قناة الجزيرة محمود حسين، بعد أكثر من 4 سنوات على اعتقاله وإيداعه الحبس الاحتياطي، بتهمة نشر أخبار كاذبة.

قدم أعضاء في الكونغرس الأمريكي عريضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ذكروا فيها أن الرئيس الأمريكي  الجديد، جو بايدن، لن يقبل بانتهاك حرية الصحافة في مصر

في الوقت الذي لم يصدر حتى الآن على الأقل، أي تأكيد أمني أو قضائي مصري لخبر إطلاق سراح محمود حسين، كما لم يصدر أي بيان عن عائلته بعد.

اقرأ/ي أيضًا: شهادات جديدة عن الاغتصاب الممنهج وتعذيب النساء في معسكرات اعتقال الإيغور

وكان تحالف صحافة حرة واحدة،  المتخصص في قضايا حماية الصحفيين، قد ضمّ في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020 اسم محمود حسين إلى قائمته للحالات الصحفية الأكثر إلحاحًا، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لاعتقاله. إذ يحاول التحالف تسليط الضوء على قضايا معتقلي الرأي، وعلى الانتهاكات التي يتعرّضون لها. ومن أبرز الأسماء في هذا المجال يحضر كل من الصحفي والمحامي تشن تشيشوي الذي شكّك بالمعلومات التي تقدّمها الحكومة الصينية حول فيروس كورونا وتعرض للإخفاء القسري، والناشط والصحفي الإيراني روح الله زم الذي استدرجته طهران مؤخرًا من فرنسا عبر العراق، وقامت بإعدامه.

وقد تفاعل الناشطون المصريون مع قضية الحديث عن إخلاء محمود حسين عبر وسائل التواصل. فتحدث حساب نونا حمدان عن أنباء عن الإفراج عن صحفي الجزيرة، مع تدابير احترازية، تفرض عليه المبيت في قسم الشرطة بين السادسة مساءً والسادسة صباحًا. 

فيما قال عاشور  الناجي أن إطلاق سراح محمود حسين جاء نتيجة عريضة قدمها أعضاء في الكونغرس الأمريكي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل شهر، ذكروا فيها أن الرئيس  الجديد جو بايدن لن يقبل بانتهاك حرية الصحافة في مصر، الأمر الذي دفع بالسلطات المصرية إلى الإسراع بالإفراج عن حسين. 

فيما قال الصحفي سلامة عبد الحميد أن الإفراج عن محمود يذكر بالتاريخ الذي أفرجت السلطات المصرية عن الصحفي الأسترالي بيتر بريجست فيه، لكن سنة 2015. واستخدم عبد الحميد وسم #الصحافة_ ليست_جريمة

بينما قال وليد الحسن  إن السلطات المصرية كسرت يد محمود حسين خلال اعتقاله، لكنها لم تنجح في كسر إرادته. فيما رأى حساب "إيجيبت تايغ" على تويتر أن إرادة محمود حسين انتصرت في النهاية، فهو رفض خلال سنوات اعتقاله الرضوخ، في الوقت الذي رضخ السيسي لضغوطات بايدن وأطلق سراح حسين. 

وأمِل محمد سليمان أن يكون الإفراج عن محمود حسين هو مقدمة للإفراج عن باقي الصحفيين والناشطين المعتقلين، وتمهيدًا لبدء سقوط المنظومة العسكرية التي تحكم البلاد، بقيادة "العميل" بحسب وصفه.

ورأى معتز عزت أن الإفراج عن محمود حسين هو إحدى نتائج المصالحة الخليجية التي حصلت مؤخرًا، الأمر الذي يؤكد أن عملية الاعتقال لم تكن تستند لأدلة ومسوغات قانونية، بل هي مجرد ورقة مساومة استخدمها النظام.

في ذات السياق عبر نادر حلوة عن التأسف على الكيفية التي خسر محمود حسين نتيجتها 4 سنوات من حياته داخل زنازين السيسي على ذمة التحقيق، بدون أي محاكمة وبدون تهم جدّية في حقه. فيما سأل المغرد أبو تركي عن أحقية قيام حسين بالتقدم بدعوى تعويض ضد السلطات المصرية، بتهمة الحبس التعسّفي.

وتوقع حساب باسم نور شمس  أن يلجأ نظام السيسي مرغمًا، للمزيد من التنازلات في الفترة القادمة، على غرار الإفراج عن معتقلي الرأي. وأنه، أي النظام، سيقوم كالعادة بتقديم التبريرات الواهية لأنصاره، وأنهم بدورهم سيقتنعون بها جريًا على عادتهم. 

يأمل الناشطون الحقوقيون المصريون اليوم، إضافة إلى ذوي وأصدقاء معتقلي الرأي، أن يكون الإفراج عن محمود حسين، هو مقدمة لخطوات إيجابية جديدة سيضطر نظام السيسي لتقديمها في المستقبل القريب، لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي والتموضع ضمن المتغيرات التي تشهدها المنطقة. في وقت يتخوّف بعضهم أن يكون الإفراج عن محمود حسين شكليًا فقط، خاصة مع الحديث عن إلزامه بالمبيت في مركز الشرطة في الفترة القادمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن وصف تحقيق منظمة الصحة العالمية في الصين بالمهمة المستحيلة؟

دعوى حقوقية متعلقة بالتمييز في الأجور تكلّف جوجل 3.8 مليون دولار أمريكي