05-يناير-2021

عسكري تابع للداخلية اللبنانية في بيروت (حسام شبارو/الأناضول/Getty)

أعلنت اللجنة الوزارية اللبنانية بعد اجتماعها في السراي الحكومي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب، الإقفال التام ابتداء من الخميس 7 كانون الثاني/يناير 2021 إلى الأول من شباط/فبراير المقبل. على أن يسري حظر التجوّل من الساعة السادسة مساء حتى الساعة الخامسة صباحًا. ويستثنى من قرار الإقفال الوزارات، المطابع والمصارف، إضافة إلى القطاعات المرتبطة بالغذاء والصحة.

وجه الناشطون والمغردون سهام انتقاداتهم إلى الحكومة اللبنانية، ووزير الصحة حمد حسن، على اعتبار أن قرارات الدولة الارتجالية والمتسرعة في السابق، هي التي أوصلت لبنان إلى مرحلة الخطر الداهم فيما يخصّ انتشار فيروس كورونا

كما أعلن وزير الداخلية محمد فهمي، إعادة تفعيل قانون ما يعرف بـ"المفرد والمجوز" للسيارات والآليات خلال أيام الأسبوع، على أن يُحظر التجول خلال أيام الأحد. وقد دعا كلًا من وزيري الصحة والداخلية، في مؤتمر صحفي مشترك، المواطنين اللبنانيين للالتزام بالقرارات الجديدة.

اقرأ/ي أيضًا: غضب على السلطات المصرية في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب "فضيحة" نقص الأكسجين

وهذه هي المرة الثالثة التي تتخّذ فيها حكومة حسان دياب قرارًا بإقفال البلاد. الناشطون اللبنانيون شكّكوا مسبقًا في إمكانية نجاح الإقفال االثالث، ووجهوا سهام انتقاداتهم إلى الحكومة اللبنانية، ووزير الصحة حمد حسن، على اعتبار أن قرارات الدولة الارتجالية والمتسرعة في السابق، هي التي أوصلت لبنان إلى مرحلة الخطر الداهم فيما يخصّ انتشار فيروس كورونا. ليصل عداد الإصابات إلى ذروته في الأيام الأخيرة، مع ارتفاع معدل الإصابات إلى أكثر من 2500 إصابة يوميًا في الأيام الأخيرة.

وقد انتقد الناشطون بشكل خاص تساهل الدولة في إقامة الحفلات والتجمّعات خلال عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهو الأمر نفسه الذي فعلته مطلع الصيف الماضي، عندما فتحت المطار وتراخت في تطبيق قوانين  التعبئة العامة سارية المفعول يومها.

يتّهم اللبنانيون حكومتهم أنها تسعى من خلال التساهل في فترة العطل والأعياد، لجذب المغتربين اللبنانيين إلى لبنان ليضخوا عملات صعبة في سوقه، فيما تدفع الطبقة الفقيرة الثمن كل مرة، بسبب قرار الإقفال الذي يقطع أرزاقهم،  فيجدون أنفسهم بلا أي مدخول لمدة أسابيع.

مهد وزير الصحة حمد حسن للإقفال التام قبل يوم من إقراره عبر مقابلة تلفزيونية. ونشر  تغريدة على تويتر في اليوم نفسه، حمّل فيها من أسماهم المزايدين، مسؤولية الوصول إلى الحالة المزرية التي يعيشها القطاع الصحي اليوم.

بينما شن الناشطون اللبنانيون حملة عنيفة على حسن، وعدّدوا الأخطاء الكبيرة والكثيرة التي ارتكبها خلال توليه مسؤوليته، وآخرها كان عدم وقف الرحلات الجوية من بريطانيا إلى لبنان، ما أدّى إلى دخول السلالة الجديدة من الفيروس إلى لبنان في الأسبوع الماضي.

كذلك أعاد الناشطون نشر صور حمد حسن وهو يشارك في حلقة دبكة في بعلبك في الصيف الماضي، وأخرى وهو يشارك في عيد ميلاد في الشارع أقامه مواطنون مؤيدون لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في ذكرى ولادته، مع العلم أن الصورة الثانية كانت خلال فترة الإقفال الثاني، ما أعطى صورة وزير الصحة المزيد من الوقع السوريالي.

وأفرد الناشطون والمغردون مساحة واسعة لانتقاد قرار المفرد والمجوز والسخرية منه. واستغربوا إصرار وزير الداخلية محمد فهمي على تفعيل هذا القانون، الذي أثبت عدم جدواه في المرتين السابقتين، خاصة في ظل سهولة الإلتفاف عليه، وصعوبة ضبطه وتطبيقه، إضافة إلى أنه يعيق حركة المواطنين في أيام الإقفال، لتأمين احتياجاتهم اليومية.

والمفارقة هي أن حمد حسن أعلن في المؤتمر الصحفي الأخير أن قرار المفرد والمجوز يعطي نتيجة عكسية، حيث يزيد الاختلاط داخل السيارات، وبالتالي فإن إصرار فهمي على تفعيله، يعكس التخبط الواضح الذي تعيشه الحكومة، وغياب أي رؤية حقيقية وعلمية لمواجهة الوباء المستشري.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"تفادي ضياع جيل الكورونا".. تقرير لليونيسف يرصد أوضاع الأطفال في وقت الجائحة

أبرز 3 أخبار مزيفة عن كورونا انتشرت في لبنان